«النور».. يستعد لوراثة «الإخوان»

كتب: سعيد علي الأربعاء 17-06-2015 11:23

رغم انتقاده الشديد لترشح جماعة الإخوان على نسبة كبيرة من مقاعد مجلس الشعب فى 2011، واتهامها بالطمع والسعى للهيمنة على الحكم، فإن حزب النور أعلن المنافسة على 64% من مقاعد البرلمان المقبل، ليكشف المطامع الحقيقية لأبناء ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فى البحث عن السيطرة على البرلمان المقبل، التى زادت عقب إزاحة الخصم الأكبر لحزب النور من المشهد السياسى، وتشتت الأحزاب المدنية.

دلائل ومؤشرات عدة تبرهن على مطامع سلفيى الإسكندرية فى ميراث التركة الإخوانية، فقادته دوماً يرون أنفسهم الحزب الثانى فى مصر بعد الحرية والعدالة الذى لم يعد له وجود بعد إصدار حكم قضائى بحله، فمن يونس مخيون رئيس الحزب السلفى إلى مساعده نادر بكار لم تتوقف تصريحات استعراض العضلات والتأكيد على أنهم الحزب الأقوى فى مصر.

ففى 10 إبريل الماضى طالعنا مخيون فى إحدى الصحف قائلاً إنه «لا وجود لأحزاب فى مصر سوى النور»، ولم تمض أيام قليلة حتى خرج بكار بالتأكيد على ما ذكره مخيون، وصرح لـ«المصرى اليوم» بأن النور سيكون المايسترو داخل البرلمان المقبل.

ويأتى دفع الحزب السلفى بكل قوته فى الانتخابات المقبلة كمؤشر حقيقى على نيته فى حصد أكثرية تمكنه من لعب دور كبير فى المشهد السياسى، حيث دفع النور بنادر بكار، مساعد رئيس الحزب، لتكون أولى تجاربه الانتخابية، وكذا حماه الدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس الحزب السلفى.

ولأن الحزب يعلم أنه فى مهمة انتحارية فإن اجتماعات مجلسه الرئاسى وهيئته العليا لا تتوقف، وتعقد 3 مرات أو مرتين على الأقل فى الأسبوع، بالإضافة إلى جولات برهامى التى تجوب مصر، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، فقبل أسبوعين توسط برهامى رجالاته فى مطروح ليغرس بداخلهم أهمية بذل قصارى الجهود فى المعركة المقبلة، وقبلها بأسبوع كاد يتسبب فى معركة عائلية بمحافظة قنا، حين أصر على الدفع بمرشح سلفى من عائلة كبيرة أمام نجل عمه المعروف بولائه لتيارات أخرى.

ورغم اتصالات الأهالى ببرهامى، والتشديد على ضرورة التراجع عن فكرة غرس الخلافات بين العائلة الواحدة، وأنه قد يؤدى إلى خسائر فى الأرواح ما إذا أصر القيادى السلفى على موقفه، إلا أنه يرى أن مرشحه السلفى هو الأكثر حظوظاً، وأن معركة النور المقبلة هى الأهم.

ويبقى أهم رهانات النور فى السباق البرلمانى المقبل هو صراعات وخلافات القوى المدنية، فمعارك القوائم الانتخابية واقتسام «الكعكة» بينهم لا تتوقف ولن تجد سبيلاً، ليظل الحزب السلفى مراقباً من بعيد، يعلق على استحياء، يواصل عمله الدؤوب هنا وهناك للوصول إلى الهدف الذى وضعه نصب عينه منذ قرر التخلى عن التعاون مع الإخوان والمشاركة فى عزل الرئيس محمد مرسى فى 30 يونيو 2013.

وبحسب مصادر قيادية بالحزب فإنه تخلى عن جميع المرشحين المعروفين بتأييدهم لمعسكر مرسى، وفضل عليهم مرشحين ذوى نفوذ قبلى بالصعيد وبعض المحافظات.