الشفافية فى إنفاق الأموال العامة: مهرجان القاهرة على سبيل المثال

سمير فريد الثلاثاء 16-06-2015 22:00

عندما توليت رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى أغسطس عام 2013، قررت إقامة الدورة 37 فى نوفمبر عام 2014، لأنه كان من العبث إقامتها فى نوفمبر 2013، بينما آخر موعد للاشتراك فى سبتمبر، أى بعد شهر واحد، وكانت الفترة من أغسطس إلى ديسمبر فترة تنظيم البيت من الداخل، وتسديد المتأخرات المالية، ووضع خطة الدورة.

وفى يناير 2014 تم عقد مؤتمر صحفى حضره عشرات من الصحفيين فى المجلس الأعلى للثقافة، وتم فيه توزيع ملف تضمن جميع القرارات المالية بشفافية مطلقة، وغير مسبوقة فى تاريخ المهرجان، وتشمل الأجور والبدلات والمكافآت، بما فى ذلك أجر رئيس المهرجان، والنصوص الكاملة لتقارير مكتب المحاسبات عن السنوات المالية الثلاث السابقة.

وبعد انتهاء الدورة 37 (9-18 نوفمبر 2014) نشرت جريدة «أخبار اليوم» يوم السبت 29 نوفمبر أن هناك «فساداً» فى المهرجان، وبدلاً من أن تسألنى وزارة الثقافة عن مدى صحة ما نشر، أصدرت بياناً بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق فى نفس اليوم، وبعد ساعة أصدر المهرجان بياناً يرحب بتشكيل اللجنة، وأى لجنة، وفى اليوم التالى الأحد 30 نوفمبر ذهبت إلى البنك الأهلى المصرى حيث يوجد حساب المهرجان، وأوقفت توقيعى على الشيكات، وأوقفت أجرى وحصلت على وثيقة بأرصدة المهرجان.

وبعد شهر من عمل لجنة الوزارة اتصل بى جابر عصفور، وزير الثقافة آنذاك، وقال لى إنه متمسك باستمرارى فى العمل كرئيس للمهرجان، فقلت إننى متمسك بدورى فى الاستمرار للبناء على ما تحقق، ولكن لابد أن أعرف أولاً ما انتهت إليه اللجنة، فقال إن اللجنة لم تجد أى مخالفات مالية، وهنا طلبت أن تصدر الوزارة بياناً بنتائج عمل اللجنة كما أصدرت بياناً بتشكيلها، فقال إنه لن يصدر بياناً بذلك، فاعتذرت عن عدم الاستمرار فى هذه الحالة. وعندما طلب منى ترشيح من يحل محلى رشحت يوسف شريف رزق الله.

اختار الوزير ألا يُغضِـب «أخبار اليوم» لأنه كان من شأن إصدار بيان من وزارة الثقافة بعدم وجود مخالفات مالية أنه يحق لى ولغيرى ممن نشرت عنهم الأكاذيب رفع دعاوى قضائية ضد الجريدة، وهو بالطبع حر فى اختياره، ولكنى أيضاً حر فى اختيارى عدم الاستمرار فى رئاسة المهرجان، وقطعت كل صلة بهذه الوزارة.

حتى الآن، هناك من لم يحصل على حقوقه المالية من الذين عملوا فى الدورة 37، ويقال لهم إن المهرجان مفلس أو يكاد، وقد تركت فى المهرجان نحو سبعة ملايين جنيه، منها ثلاثة تحت التحصيل وأربعة سائلة، ولم تكن المتأخرات المالية تصل إلى نصف هذا المبلغ، ولذلك أطالب بعقد مؤتمر صحفى مماثل للمؤتمر الذى عقدته فى يناير 2014 لإعلان كل التفاصيل المالية بالأرقام والوثائق إعمالاً لمبدأ الشفافية المطلقة فى إنفاق الأموال العامة، وسأكون أول الحاضرين ومعى بروفة الكتاب الأبيض الذى أعده عن الدورة 37.

إلى القراء الأعزاء

غداً يبدأ شهر رمضان المبارك، وتبدأ معه إجازتى السنوية. كل عام وأنتم بخير، ونلتقى مرة أخرى بعد عيد الفطر إن شاء الله.

samirmfarid@hotmail.com