حقوقيون وتربويون يطالبون باستراتيجية تعالج «التسرب من التعليم»

كتب: وائل علي الثلاثاء 16-06-2015 13:58

قال حقوقيون وخبراء تربويون إن التسرب من التعليم مشكلة وطنية تتطلب توحيد جهود القائمين على العملية التعليمية والأسرة ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لمجابهة هذه الظاهرة، مطالبين باستراتيجية شاملة لعلاج تلك الإشكالية.

وأوصى المشاركون في ختام الصالون الثقافي الثاني بعنوان «إشكالية التسرب من التعليم ...المسببات والحلول» بمكتبة الزاوية الحمراء، الذي عقدته الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، الاثنين، بضرورة العدالة في التعامل وعدم التمييز بين الطلبة داخل المدرسة، ومنع العقاب بكل أنواعه في المدرسة (البدني والنفسي)، ومساعدة الأسر الفقيرة مادياً لتغطية النفقات الدراسية وتوفير مستلزمات التعليم لأبنائها ونشر الوعي وتثقيف الأسرة بقيمة التعليم وأهميته ومخاطر التسرب على أبنائهم.

وأكدت نشوى نشأت، مديرة البرامج بالجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، أن إشكالية التسرب من التعليم تعتبر إحدى الاشكاليات الرئيسية التي تعاني منها المنظومة التعليمية في مصر، مشيرة إلى أنها تعد أحد المحكات التي تشير إلى مدى التقدم الاقتصادي والثقافي والاجتماعي لدولة ما من عدمه، مضيفة أنه برغم من اهتمام الدولة المصرية بمجال التعليم ومراحله المختلفة والمحاولات المستمرة لوضع منظومة متكاملة للتحديث والتطوير في مجال التعليم، إلا أن هناك العديد من المشكلات التي تواجه قطاع التعليم المصري، ومن أهمها مشكلة التسرب من التعليم خاصة في مرحلة التعليم قبل الجامعي .

وأكدت الدكتور محمد القاضي مدير عام إدارة الزاوية الحمراء أهمية التعليم والصحة في تقدم قاطرة الحضارة في أي دولة، موضحاُ أن أي تعثر في إياً منهما يؤدي إلى كارثة تشبه «القنبلة الموقوتة» لا يستطيع أحد توقع عواقبها معربا عن أمله بضرورة القضاء على ثقافة الغش في الإمتحانات بين الطلاب، حيث بات من المتعارف عليه أن الطالب لا تتعدى علاقته بالدراسة سوى كونها وسيلة للنجاح في الامتحانات فقط .

وأكد الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي والباحث بمركز البحوث التربوية مدى إسهام المدرسة والمدرس في تدهور حالة التعليم ومستواه بين الطلاب.

وأوضح «مغيث» أن أسباب التسرب من التعليم متعددة، ويأتي الفقر في مقدمة هذه الأسباب بشكل أساسي، فهناك أكثر من 40% من السكان تحت خط الفقر، مشدداً أن بعض الأسر المصرية ترى أن تشغيل أولادهم أفضل من تعليمهم في ضوء أوضاعها الاقتصادية المتردية، مضيفاً أن مشكلة عمالة الأطفال أحد الآثار السلبية المترتبة على عملية التسرب من التعليم والتي تتنامي في المجتمع المصري بشكل ملحوظ.