الأكاديمية العربية وأحلامها وإعلامها

ياسر أيوب السبت 13-06-2015 21:35

فى القاعة الجميلة والرائعة لمسرح سيد درويش بالإسكندرية يوم الخميس الماضى.. حضرت احتفال الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بتخريج دفعة جديدة من قسم إدارة الإعلام بكلية الإدارة بالأكاديمية.. وبإمكانى اختصار الحكاية كلها فى ثلاثة مشاهد متتالية.. المشهد الأول دارت أحداثه فوق خشبة المسرح، حيث قدمت الطالبات والطلبة مشروعات تخرجهم.. مشروعات دارت كلها حول حاضر الإعلام ومستقبله وكيف تغيرت ولاتزال تتغير كل حسابات الإعلام فى زماننا.. ولأن الطلبات والطلبة من فرط حماستهم وإبداعهم وجنونهم الجميل أرادوا مناقشة ذلك من خلال مشاهد درامية.. فقد تخيل كثيرون من الجالسين فى مقاعد المتفرجين أنهم يشاهدون مجرد أعمال درامية تحتمل نقدها وفق قواعد التمثيل والدراما والإخراج المسرحى.. ولم يكن الطلبة أنفسهم يقصدون ذلك مطلقاً، ولا كانوا ممثلين يقدمون عروضاً مسرحية.. إنما كانوا جيلًا جديداً مهموماً بمستقبل الإعلام فى مصر والعالم وإلى أى مدى ستصمد الشاشات والصحافة أمام جنون وجموح وطموح شبكات التواصل الاجتماعى.. وكان من الواضح أن هؤلاء البنات والأولاد أكثر انزعاجا وأكثر اهتماماً بمستقبل الإعلام من كثير من الإعلاميين التقليديين أنفسهم.. وفى المشهد الثانى فى تلك الليلة كان توزيع شهادات ودروع التقدير المقدمة من الأكاديمية العربية لكثير من الفنانين والإعلاميين.. وكنت واحداً منهم، وأشكر الأكاديمية العربية كثيراً وجداً على ذلك.. أما المشهد الثالث فكان حوارات جميلة وصادقة وحقيقية دارت بينى والدكتور إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية.. والدكتور أشرف لبيب، عميد كلية الإدارة.. والدكتورة بسنت طنطاوى، رئيس قسم إدارة الإعلام.. واتفق الثلاثة الكبار على أننا لسنا أمام قسم إعلامى جامعى يدرس فيه الطلبة قواعد الإعلام وممارسته بكافة أشكاله.. إنما نحن أمام مبادرة جديدة وضرورية من أكاديمية وكلية وقسم قررت النزول إلى البحر قبل غيرها لتقوم بتدريس إدارة الإعلام.. وكانت مشكلة هؤلاء الثلاثة أن مصر لم تعترف بعد بالفارق الضخم والهائل بين دراسة الإعلام ودراسة إدارة الإعلام.. فهذا القسم لا يقوم بتخريج إعلاميين جدد مثل زملائهم فى كليات الإعلام الأخرى فى مصر.. إنما يحاول أن يقدم لمصر من هم على استعداد لإدارة الإعلام بعد سنوات قليلة.. ومصر للأسف لاتزال تتخيل أن إدارة الإعلام ليست علماً له مناهج وقواعد وأسس.. فالأهم فى مصر هم النجوم الذين على الشاشات يتكلمون أو فوق الورق يكتبون، لكن الأهم فى العالم هو الذى يصنع الشاشة الجميلة ويديرها أو يصنع الصحيفة أو المجلة الناجحة.. وأشكر الدكتور إسماعيل عبدالغفار على هذه الخطوة الرائدة، وإصراره على هذه الخطوة.. والدكتور أشرف لبيب على حماسته وأحلامه الكبيرة فى أن تكتمل هذه الخطوة وتصبح واقعاً وحقيقة.. والدكتورة بسنت التى رأيتها وحدها رغم الزحام حولها، ورغم ذلك لاتزال قوية ومقاتلة دفاعاً عن الفكرة والحلم والمستقبل.. وبعد أن احتفل الثلاثة الكبار بأول نجاح لخطوتهم.. أتمنى مواصلة نجاحهم بتعديل مناهجهم لتكون هناك إدارة للإعلام السياسى والاقتصادى والرياضى، وأن تكون هناك إدارة للإعلام التليفزيونى أو الصحفى أو الإلكترونى.