حينما ينظر الإنسان إلى صورة القيادة السياسية فى إنجاز دورها ومهمتها على الساحة الخارجية والداخلية سيستنتج فورا أن التحرك الخارجى للرئيس يخدم أيضا التقدم على المستوى الداخلى، فمثلا رحلة الرئيس إلى ألمانيا والمجر أخيرا كان لها عائد كبير على المستوى الداخلى: 40 مليار دولار من ألمانيا لدعم مشروعات الطاقة والكهرباء فضلا عن 40 قاطرة سكة حديد «مجرى» من هنجاريا.. فضلا عن تأكيد إرادة البلدين لدعم التعاون الاقتصادى مع مصر.
حركة الرئيس فى تحركه الخارجى بالذات هى أداء لا يتوقف ففى أيام معدودة يقفز إلى السودان قبل أن يغادر إلى ألمانيا وبعد 48 ساعة يغادرها على بودابست لينهى مهمته قبل 24 ساعة.
ثم يعود السيسى إلى أرض الوطن ليفتتح فور وصوله 39 مشروعا فى مجال الزراعة والمياه والطرق والكبارى نفذتها هذه الهيئة العملاقة التى شرفت اسم وأداء الجيش وهى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وكان رئيس الدولة صريحا وعلى حق حينما يقول إنه لن يستطيع القيام بالمسؤولية بمفرده، وإنه يطلب دعم جميع أبناء الوطن... «لأن التحدى أكبر من أى قيادة..».
ويأتى هنا دور رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب الذى اعترف بأنه خلال الأسابيع والشهور الأخيرة قد أذهل الرأى العام بنموذج نادر لرئيس حكومة يعرف كيف يمارس الزيارات المفاجئة للمؤسسات، وبأسلوب غير تقليدى ليتنقل أحيانا بتاكسى قبل أن يصل إلى الموقع وقبل أن يتنبه المسؤولون عن الجهات المعنية بالتفتيش المفاجئ بوصول مقدمة الركب والموتسيكلات..!!.
إن زياراته لمستشفى القلب والقطاع الطبى قد فجرت حالات من الإهمال فى حق المريض تصل إلى درجة التجريم، ولذلك ارتاح قلبى وأنا أقرأ أن «البلدوزر محلب» أعطى جزاء فوريا بإقالة مدير معهد القلب وأيضا مدير معهد تيودور بلهارس فور انتهاء الزيارة.
وكان يجب على الإعلام وهو ينشر أن السيد الرئيس انتقد رئيس الحكومة الذى وعده بأن يقوم «بدور البلدوزر» لفتح الطريق- أن يوضح أن الرئيس قالها لرئيس الوزراء «مازحا.!!» كما كتبت جريدة «المصرى اليوم»، ولا شك أن المهندس محلب نجح فى أن يكسب تعاطف الرأى العام معه لقدر الجهد والحركة التى لا تتوقف لينتقل يوميا فى ربوع مصر من شمالها إلى جنوبها ومن مشرقها إلى مغربها، دون استبعاد بعض التنقلات الخارجية. والتى يتابعها «قريبى» اللواء مجدى السمان كمسؤول أمن مطار القاهرة بكثير من الإعجاب، وهو يرى المهندس محلب يسافر صباحا مبكرا، ويعود مساء متأخرا دون كلل ومحتفظا بابتسامة لا تفارقه!!.
بقى- وأقولها بصراحة- أن تحركه الدائم فى مواقع العمل بالمؤسسات والمحافظات يجب ألا ينفصل عن ممارسة دائمة لسياسة الجزاء والعقاب، مثل ما عمله فى معهد القلب، وأضيف أن ردع «ملوك البيروقراطية» لن يتم إلا بالممارسة الدائمة لتوقيع الجزاءات.. لأن البيروقراطيين يحرمون «بكسلهم وانحرافهم» القيادة السياسية من أن تستفيد وأن يستفيد الوطن بالجهد والحركة التى لا تتوقف منهم من أجل التطوير والتنمية وإعلاء مستوى المواطن فى حياته اليومية.
وكان المهندس محلب على حق فى أن يوضح أمام الرئيس أن حكومته فى كشف الحساب الذى قدمه له وللرأى العام، فى عهدها معدلات النمو زادت بنسبة 5.6 % خلال النصف الأول من العام الحالى مقارنة بـ1.2 % عن نفس الفترة من العام الماضى. وأن نسبة البطالة قد انخفضت من 13.4 % إلى 12.8%، وكذلك إصلاح منظومة الدعم ليصل إلى مستحقيه.
وكذلك قامت بجهد لحماية الشرائح الاجتماعية المستحقة فتوسعت مظلة المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعى. ورفعت قيمة المعاشات بنسبة 50%. وأن هناك تقدما مستمرا لتنفيذ برنامج للإسكان الاجتماعى لتوفير مليون وحدة سكنية لمحدودى الدخل والشباب.
وكان من بين ما أكده رئيس الوزراء أمام الرئيس «اليوم يحصل المواطن على رغيف الخبز بكرامة وعدالة ودون طوابير».
ومن الطبيعى أن نضع فى أوائل إيجابيات حكومة المهندس محلب- وبجانبها الجيش والشرطة- نجاحها فى التصدى للإرهاب.
والمعركة مع الإرهاب لا يمكن أن يتم لها نجاح كامل فى أيام أو أسابيع، فالإرهاب مثل السرطان فى انتشاره، كما أنه ليس سرا على أحد أن الدعم السياسى والمالى من قطر وتركيا وعناصر فلسطينية يجعل المعادلة فى ضرب الإرهاب صعبة نسبيا.
ولنقلها بصراحة، إن حسن اختيار وزير الداخلية عبد الغفار «بعقلية الأمن الوطنى»، كان عنصر أمان ضروريا لتصبح الشرطة، بفضل الأعين التى ترى بها، والآذان التى تسمع بها، مؤهلة لتقوم بدورها فى التصدى للإرهاب، وشكرا لمستشار رئيس الجمهورية الوزير جمال الدين أنه رشح الوزير الصحيح فى المكان الصحيح.
تحية تقدير وإكبار لدور الرئيس السيسى والمهندس محلب فى الحركة التى لا تعرف التوقف، لينتصر الجميع فى معركة استتباب الأمن ودعم التنمية.