«التعليم» ترفض مطالب مواقع الغش: لا تفاوض

كتب: رشا الطهطاوي السبت 13-06-2015 11:51

تستعد وزارة التربية والتعليم لامتحان الفيزياء، أصعب امتحانات الثانوية العامة، والذى يؤديه الطلاب غداً، خاصة أنه يشهد كل عام حالات هستيريا وبكاء للطلاب، وتصفه الوزارة والطلاب بـ«اليوم الصعب» نظراً لصعوبة المادة. ويؤدى طلاب القسم الأدبى امتحان مادة الفلسفة والمنطق، فى نفس اليوم، فيما يؤدى طلاب النظام القديم، اليوم، امتحان الجيولوجيا.

واجتمع الوزير محب الرافعى، أمس، مع رؤساء اللجان لبحث آلية التغلب على الغش الإلكترونى الذى فشلت الوزارة فى التصدى له رغم تشديد الإجراءات، إلى جانب بحث استعدادات الأسبوع الثانى من الامتحانات.

ورفضت الوزارة إجراء مفاوضات مع أصحاب مواقع الغش الإلكترونى، وقال مسؤول بالوزارة، عن طلبات أدمن صفحة «شاومينج» التى تمثلت فى إصلاح التعليم والإعلان عن خطوات فعلية لذلك مقابل إيقاف تسريب الامتحانات، ومنها الفيزياء، إنه لا تفاوض مع أى من أصحاب تلك الصفحات «المشبوهة»، والذين أصبح القبض عليهم قريباً.

كانت صفحات الغش منحت الوزارة مهلة حتى 15 يونيو الجارى للاستجابة إلى طلباتهم أو الاستمرار فى تسريب الامتحانات. وأضاف المصدر أن طلبات الإصلاح التى أشارت إليها «شاومينج» هى إجراءات اتخذتها الوزارة بالفعل ولكن أصحاب الصفحات يريدون إعلان الوزارة تنفيذ طلباتهم حتى تظهر أمام الرأى العام، وكأنها رضخت لمجموعة من المخربين.

من جانبه، رفض الوزير الرد أو التعليق على مهلة مواقع وصفحات الغش والتى تنتهى اليوم.

يُذكر أن الأسبوع الأول للامتحانات شهد، حسب بيانات الوزارة، نحو 60 حالة غش وتسريب لجميع امتحانات النظام الحديث، ووضعت الوزارة امتحانا قديما لطالبات الثانوية العامة بمدارس المتفوقين، وتقدم أولياء أمور الطالبات بشكوى إلى الوزارة طالبوا فيها بمراعاة قواعد العدالة التى أخل بها هذا الامتحان، فيما نفت الوزارة أن يكون هناك أى تسريب له، مشددة على أن الامتحان يتم وضعه من خلال بنك أسئلة فى وجود منهج ثابت، ويمكن أن يتشابه على البعض أنها مكررة.

وقال ثروت محمد على، مقدم الشكوى باسم أولياء الأمور: «بناتنا تقدمن لخوض التجربة الجديدة فى التعليم القائمة على المشروعات، أو ما يسمى (التعلم بمنهجية STEMK)، وتحملنا الكثير على مدار العام الدراسى من القصور الكبير فى تطبيق هذه المنهجية، ومن أهمها اختلاف سياسة التقييم خلال سنوات الدراسة بالمدرسة، ويظهر هذا فى تطبيق اختبار القبول بالجامعات الأجنبية، أو ما يُعرف بـACT فى السنة النهائية للدراسة».

وأضاف «على» فى الشكوى، التى حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منها، إنه نظراً لأن لهذا الاختبار أهمية كبيرة فى اختيار الطلاب للالتحاق بالجامعات الأجنبية يتم عقده من خلال جهة منظمة عالمية وبتوقيتات محددة على مستوى العالم، ويتم وضعه فى 4 مجالات، بينها مجالان للغة الإنجليزية، وثالث للعلوم، ورابع للرياضيات، ويتم وضعه من خلال خبراء للوصول إلى تقييم فعلى للطلاب، لافتاً إلى أن الاختبار يقوم على قياس مفاهيم كثيرة للطالب، من أهمها فن إدارة الوقت والتفكير والتفسير لمفاهيم علمية ورياضية، أو ما يُعرف بـCritical thinking.

وتابع أن الطلاب أدوا الاختبارات خارج نطاق إشراف الوزارة بعد دفع المصروفات اللازمة، وحصلوا على معدلات عالمية تدل على مستواهم الحقيقى لأداء هذا الاختبار، لكنهم فوجئوا بأن القائمين على المدرسة قرروا تطبيق هذا الاختبار على الطلاب تحت اسم آخر غير اسم ACT للقبول بالجامعات، ويتضمن نفس أسلوب وتصميم الورقة الامتحانية لاختبار ACT الدولى، وبالفعل تم عقد الاختبار الثلاثاء الماضى بمعرفة الوزارة، لكنهم فوجئوا بأنه أحد نماذج الاختبارات للسنوات الماضية الذى قررته المنظمة المسؤولة عن وضع الاختبار، ويحمل كود 67f لسنة 2011/2010.

ولفت إلى أن أداء الطلاب خلال الاختبار كان محاولة تذكر، فالإجابات الصحيحة وليس التفكير العلمى والرياضى لتلك الأسئلة وتفسيرها، حيث إن كثيرا من الطلاب تدربوا على هذا الاختبار، وبالأخص طلاب مدرسة البنين بالسادس من أكتوبر، وبهذه الطريقة فقد الاختبار المغزى والمضمون من ورائه.

ولفت إلى أن بعض الطلاب قاموا أثناء فترة الاستراحة بين المجالين من المجالات الأربعة بالاطلاع على الإجابات ومراجعتها قبل الدخول لبقية الاختبارات.

وطالب أولياء الأمور فى الشكوى بضرورة مراعاة مبدأ المساوة والعدالة الذى تم الإخلال به بسبب تطبيق اختبار لا يتفق ومعايير الامتحانات، وأكد أن لديه جميع الدلائل التى تؤكد حصول الطلبة على الامتحان، مشدداً على أن أولياء الأمور لن يصمتوا أمام هذه الفوضى حتى لو وصل الأمر إلى القضاء.

فى المقابل، قالت الوزارة إن الامتحان يتم تطبيقه داخل مصر للعام الثانى على التوالى بالنسبة لمدرسة البنين، وللعام الأول بالنسبة لمدرسة البنات، وتم توفير نماذج من امتحانات عام 2014 لكى يقوم المدرسون بتدريب الطلاب على نوعية هذه الأسئلة طبقاً للتعليمات، خاصة أن هناك بروتوكولا بين الوزارة وهيئة المعونة الأمريكية المشرفة على المدرستين بتوريد هذا الاختبار بالفروع الأربعة وفق عدد الممتحنين.