فصل الخطاب فى جائزة قطر للرواية

سمير فريد الجمعة 12-06-2015 21:03

نشرت في «صوت وصورة» أول يونيو تأييداً لقبول إبراهيم عبدالمجيد جائزة قطر للراوية، ونشرت في 8 يونيو تعليقين، وجاء فصل الخطاب في التعليق التالى:

«قرأت رسالة لواء طبيب عمرو أبوثريا التي انتقد فيها قبول الروائى إبراهيم عبدالمجيد لجائزة قطر للرواية، والتى لم يخفِ فيها كذلك استغرابه لتقدم عدد كبير من الروائيين المصريين (240 من 700) لهذه الجائزة، فعزا ذلك لإغراء قيمتها التي بلغت ستين ألف دولار، غاب معه عنهم، وهم ضمير الأمة حسب قوله، الحقيقة بزعمه وهى «أن تلك الدولة ليست في خلاف سياسى فقط مع مصر، ولكنها تدعم جماعات إرهابية وتؤوى قياداتها وتخصص قناة الجزيرة لتشويه حقائق ما يحدث في مصر، وهذا الدعم المقدم من تلك الدولة ليس دعماً معنوياً وسياسياً ولكنه دعم مادى يترتب عليه سقوط أبناء وإخوة لنا كل يوم في عمليات إرهابية».

قد يكون ما أورده كاتب الرسالة حقاً بشأن دولة قطر، لكن ما علاقة ذلك بجائزة رصدتها للإبداع؟ إن تقدم هذا العدد الكبير من الروائيين المصريين للجائزة وهو الأمر الذي استغربه سيادته، لهو في حد ذاته حجة عليه، فمائتان وأربعون هو جمع قلما أن يجتمع أفراده على الباطل، فما بالك لو كان مفرد هذا الجمع هو الكاتب، الذي وصفه سيادته بأنه ضمير الأمة، خلاصة القول، لو كان هناك من ثمة حرج في التقدم للجائزة، ما تقدم لها هذا الجمع الغفير من الكتّاب والأدباء.

كما أن ما ساقه كاتب الرسالة من شأن دولة قطر كمبررات لرفض جوائزها، ينطبق تماماً على دول كثيرة، كالولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، فأمريكا في خلاف سياسى كذلك مع مصر منذ الثلاثين من يونيو، ومحطاتها وعلى رأسها السى إن إن تشوه حقيقة ما يحدث في مصر، وأمريكا تدعم سراً وعلناً جماعة الإخوان الإرهابية، وتؤوى كوادرها ومجرميها ونشطاءها المطلوبين في مصر، وهو ليس دعماً معنوياً وسياسياً فقط، لكنه كذلك دعم مادى يترتب عليه سقوط أبناء وإخوة لنا كل يوم في عمليات إرهابية، أليست هذه بالضبط هي «الحقيقة» التي احتج بمثلها كاتب الرسالة على إبراهيم عبدالمجيد وعلى غيره ممن تقدموا لجائزة قطر.

ولأزيدنه في الشأن الأمريكى من الشعر أبياتاً، ألم تسوف أمريكا تسويفاً في إعطائنا طائرات الأباتشى شهوراً وشهوراً، وكنا في أمسّ الحاجة إليها لدرء خطر الإرهاب عن أرضنا وحقن دماء جنودنا وضباطنا، ألم تدمر أمريكا العراق وتهدم دولته وتمزق شمل شعبه فجعلته أثراً من بعد عين، أليست أمريكا هي ظهير إسرائيل ورافدها ومددها بالمال والسلاح والتأييد في كل المواقف، أمس واليوم وغداً؟ فلماذا إذن لا نسمع بالمثل دعوة لمقاطعة جوائز أمريكا ومهرجاناتها الفنية والأدبية والطبية وغيرها؟ أم أن المقاطعة واجب قومى في حالة قطر، لكنها خلط لا معنى له للأوراق في حالة أمريكا وغيرها»؟

د. يحيى نور الدين طراف

samirmfarid@hotmail.com