الطب الشرعى يبرئ ضابط مصر القديمة من تهمة وفاة مسجل خطر داخل القسم

الأربعاء 26-11-2008 00:00

كشفت تحقيقات نيابة مصر القديمة عن مفاجآت فى واقعة اتهام أسرة لضابط بقتل ابنها «يسرى جمال» داخل حجز القسم. أكد التقرير الطبى المبدئى أنه لا توجد إصابات ظاهرية بالجثة، وأن الوفاة حدثت نتيجة «انحشار» كيس بلاستيك به مادة «التبغ» فى البلعوم.

وبعد استخراج الكيس أصيب الضحية بنزيف شديد، كما تبين أن الضحية صدر ضده حكم غيابى بالحبس سنة بتهمة السرقة، وأنه حاول الهرب عند القبض عليه وبعد فشله قام «ببلع» كيس بلاستيك وتوفى داخل «البوكس» قبل وصوله إلى القسم، وتم نقله للمستشفى جثة هامدة.

جرت التحقيقات بإشراف المستشار محمد غراب، المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة.

استمع أحمد البيتيتى، وكيل أول النيابة، بإشراف رئيسها محمود إسماعيل، لأقوال الشهود من أمناء الشرطة وزميل الضحية الذى ألقى القبض عليه للاشتباه، وأكدوا أن الضحية حاول الهرب من الشرطة، إلا أن أمناء الشرطة تمكنوا من ضبطه وإدخاله سيارة الشرطة، وبعد دقائق من السير فى اتجاه قسم مصر القديمة، أخرج الضحية كيساً بلاستيكاً وقام «ببلعه» وفقد النطق وازرق وجهه، أخبر الأمناء الضابط فانتقل بسيارة الشرطة إلى مستشفى دار السلام وتبين وفاته.

أكد طبيب الاستقبال بمستشفى دار السلام فى تحقيقات النيابة أن ضابط الشرطة أحضر الضحية جثة هامدة وأنه قام باستخراج كيس من البلاستيك به مادة «التبغ» كان «محشوراً» فى بلعومه وبعد استخراجه أصيب بنزيف فى الفم ولم يستطع أن يقدم له أى إسعافات لتأكده من الوفاة، كما أوضح أنه بمناظرة الجثة لم يجد بها أى إصابات سوى خدش بسيط فى الرأس ورجح أن يكون قديماً.

وقال الملازم أول محمد الجناينى فى التحقيقات إنه أثناء سيره بالدورية الراكبة بمنطقة الجيارة، بمصر القديمة، فوجئ بوقوف شخصين فى منطقة مظلمة، فاشتبه فى أمرهما، وبالاقتراب منهما «بالبوكس» قام المتهم بمحاولة الهرب، وبملاحقته، تمكن من القبض عليه، وأثناء سيره وركوبه فى كابينة «البوكس» بجوار قائدها، سمع صوتاً عالياً صادراً من الخلف وقام أمناء الشرطة بالطرق عليه فتوقف، وبتفقد الأمر علم أن المتهم قام بابتلاع كيس بلاستيك وفقد النطق، فاتجه به لمستشفى دار السلام.

ومن ناحية أخرى، انتقل أحمد البيتيتى، وكيل النيابة، لمستشفى دار السلام، لمناظرة الجثة، وتبين أن المجنى عليه مصاب بنزيف من الفم ناتج عن استخراج الطبيب للكيس، وأنه ليست به إصابات ظاهرية ومرتد كامل ملابسه.

كما قالت والدة المتوفى فى التحقيقات إنها سمعت من بعض معارفها أن ضابط الدورية اصطحب نجلها لقسم شرطة مصر القديم واعتدى عليه بالضرب داخل الحجز وتسبب فى وفاته، ثم قام بوضعه فى «البوكس» ونقله للمستشفى، واتهمت الضابط بالتسبب فى وفاة نجلها.

 أمرت النيابة بصرف الضابط من سراى النيابة بضمان وظيفته واستعجال تقرير الطب الشرعى لمعرفة ما إذا كانت الوفاة بها شبهة جنائية، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.