شهد الأسبوع الماضي نشاطا مكثفا للرئيس عبدالفتاح السيسي حيث قام بافتتاح عدة مشروعات خدمية متنوعة لتلبية احتياجات المواطنين، كما افتتح قمة التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاثة بشرم الشيخ، والتقى بعدد من الزائرين الأجانب لبحث زيادة الاستثمارات والتوسع في مشروعات الطاقة وإعادة الاستقرار إلى ليبيا ومكافحة الهجرة غير المشروعة.
واستهل السيسى نشاطه الأسبوعي بافتتاح 39 مشروعا جديدا في مجال الطرق والكبارى والرعايه الصحية والزراعة والمياه والخدمات نفذتها القوات المسلحة ووزارات النقل والزراعة والموارد المائية والري، وإفتتاح مركزين لعلاج الأورام بالسويس وبني سويف واستصلاح عشرة آلاف فدان بالفرافرة ومحطات تحلية للمياه بمطروح وإنشاء مصنع أحادي وثلاثي الفوسفات بالفيوم، وافتتاح ميناء بدر الجاف بالأدبية وميناء إدكو البحري وتطوير مركز شباب الجزيرة وانشاء فندق ومركز تجاري و23 مبنى تعليمي وتثقيفي وترفيهي بحديقة الأسرة.
وأكد الرئيس أهمية تنفيذ المشروعات التي تساهم في تلبية احتياجات المواطنين ورفع مستوى معيشتهم خاصة في قطاعي التعليم والصحة، وأنه من المقرر أن تنجز الهيئة الهندسية للقوات المسلحة 1400 مشروعا، وأن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى لمشروعات الطرق في السادس من أغسطس 2015، ووجه بتطوير معهد القلب القومي ورفع كفاءته خلال مدة زمنية لا تتجاوز شهراً واحدا، كما وجه بضرورة ضبط الأسعار والعمل على الحيلولة دون حدوث موجات ارتفاع أسعار المواد الغذائية فضلا عن ضرورة توافرها، بالإضافة إلى عدم المساس بأسعار الشرائح الثلاث الأولى من الكهرباء.
وفي لقائه مع كل من عبدالقادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بالجزائر، وباولو جينتيلوني، وزير الخارجية الإيطالي، أكد الرئيس أهمية توسيع التعاون مع الجزائر وإيطاليا من أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
واستقبل الرئيس وفداً برلمانياً فرنسياً، والذي أكد خلال اللقاء على العلاقات المتميزة بين البلدين وما تشهده من نمو وتقدم مضطرد في شتى المجالات، منوهاً بدور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأشار أعضاء الوفد البرلماني الفرنسي إلى أن فرنسا تشارك مصر ذات القلق إزاء تنامي الفكر المتطرف وانتشار الإرهاب في مناطق متفرقة من العالم، ولاسيما تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا.
بينما أكد الرئيس على اهتمام مصر باستقرار ليبيا ومنطقة المتوسط، من خلال مساندة ودعم الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة لليبيا «برناردينو ليون» في هذا الصدد، والتي يتعين أن يتم بالتوازي معها تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل وبإجراءات حاسمة لمكافحة الإرهاب ووقف إمدادات المال والسلاح للجماعات الإرهابية والمتطرفة العاملة على الأراضي الليبية.
وشدد الرئيس على أهمية دعم المؤسسات الشرعية الليبية، المتمثلة في الحكومة والجيش الوطني الليبي، ومواصلة البرلمان المنتخب لأداء دوره حتى إجراء انتخابات حرة جديدة.
كما حذر الرئيس من مغبة تدهور الأوضاع في جنوب ليبيا وضرورة التحرك العاجل وتكاتف جهود المجتمع الدولي لتدارك خطورة الموقف هناك بشكل سريع، لاسيما أن عامل الوقت يعد حاسماً للغاية، ولا ينبغي إتاحة الفرصة للتنظيمات المتطرفة لكسب الوقت وفرض سيطرتها على الأراضي الليبية بقوة السلاح.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس على أهمية أن تأتي الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد شاملة ودون انتقائية، لاسيما أن كافة التنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة تستقي أفكارها من ذات المصدر، وقد أبدى أعضاء الوفد البرلماني الفرنسي توافقاً تاماً مع الرؤية المصرية إزاء مكافحة الإرهاب.
وتلقى الرئيس السيسي عرضا روسيا لإنشاء محطة طاقة نووية مصرية لإنتاج الكهرباء وفقاً لأحدث نظم التكنولوجيا العالمية، وذلك خلال استقباله سيرجي كريينكو رئيس مجلس إدارة مجموعة «روزاتوم» الروسية العاملة في مجال بناء المحطات النووية، الذي نوه إلى استعداد بلاده للمساهمة في تلبية احتياجات مصر من الطاقة، ولاسيما في المجالات التي تتميز فيها روسيا، ومن بينها إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية.
وأوضح كريينكو أن المحطة ستضم أربع وحدات لإنتاج الطاقة الكهربائية بإتباع أعلى معدلات الأمان النووي، كما سيساهم المشروع في توفير عشرين ألف فرصة عمل في مجال البنية التحتية، وستة آلاف فرصة عمل في مرحلة التشغيل، فضلا عن تقديم منح تدريبية في المجال النووي لألف طالب مصري في الجامعات الروسية.
وأشار السيسي إلى أن المشروعات المشتركة التي تم تنفيذها بين مصر وروسيا كانت دوماً من أبرز الإنجازات التي شهدها التعاون المصري الروسي على مر التاريخ، كما أنها تمثل رمزاً لاعتزاز الشعب المصري بالصداقة المصرية الروسية.
وقد تم الاتفاق على مواصلة التشاور والتنسيق على مختلف المستويات خلال المرحلة المقبلة، وفي إطار حرص مصر على اختيار أفضل العروض الدولية المقدمة لها لإنشاء محطة الطاقة النووية بأقل تكلفة ممكنة ووفقاً لأفضل المعايير الدولية المعمول بها، على أن يتم التنفيذ في أقل فترة زمنية ممكنة.
والتقي الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، وتناول اللقاء سبل بناء استراتيجية عربية مؤثرة وقادرة على مواجهة التحديات المختلفة، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وجدد الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء موقف بلاده الداعم لمصر سياسياً واقتصادياً، والمؤيِد لحق الشعب المصري في التنمية والاستقرار والنمو، مشيراً إلى أن مصر تعد ركيزةً للاستقرار وصماماً للأمان في منطقة الشرق الأوسط.
واستعرض الرئيس العديد من الفرص الواعدة والمشروعات الاستثمارية التي سيتم طرحها في إطار مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، كما أعرب عن ترحيب مصر، حكومة وشعباً، بالاستثمارات العربية المباشرة، ومن بينها الاستثمارات الإماراتية، موجها الشكر لدولة الإمارات على الدور الحيوي الذي تقوم به لمساندة ودعم عملية التنمية الشاملة في مصر.
وافتتح السيسي قمة التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاثة التي تضم السوق المشتركة لجنوب وشرق إفريقيا (الكوميسا) وتجمع اتحاد شرق افريقيا وتجمع تنمية الجنوب الافريقي (السادك)، حيث شارك في هذه القمة خمس وعشرون دولة، ويبلغ تعداد سكانها 625 مليون نسمة بما يمثل 57% من إجمالى عدد سكان أفريقيا.
وشهدت القمة التوقيع على الاتفاقية التأسيسية لمنطقة التجارة الحرة الثلاثية بين التجمعات الاقتصادية الثلاثة، لتشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دول التكتلات الثلاث، والعمل على إنشاء سوق واحدة كبيرة تسمح بحرية حركة السلع والخدمات وتَنَقُل ممثلي مجتمعات الأعمال، وتشجيع التجارة البينية الاقليمية، وتعزيز التكامل الاقليمي والقاري.
والتقي الرئيس على هامش أعمال القمة مع جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي حيث بحث معه سبل زيادة دعم البنك لمصر في هذه المرحلة، كما عقد الرئيس قمة ثلاثية مع الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس وزراء إثيوبيا هيلا ميريام ديسالين، لمتابعة تنفيذ إعلان المبادئ الثلاثي الذي تم التوقيع عليه في الخرطوم في شهر مارس الماضي، وتم استعراض الخطوات الجارية لمتابعة عمل اللجنة الثلاثية الفنية، والخطوات التي سيقوم بها المكتبان الاستشاريان اللذان تم اختيارهما لإعداد الدراسات الفنية، مع أهمية الالتزام بالمدى الزمني الذي تم الاتفاق عليه في إعلان المبادئ.
وقد أكد الزعماء الثلاثة على التزامهم بمبدأ عدم الإضرار بمصالح كل طرف وتحقيق المكاسب المشتركة لكافة الأطراف، بما يتوافق مع طموحات شعوب الدول الثلاث التي تتطلع لترجمة حقيقية لاتفاق المبادئ، وأن تُزال شواغلها تجاه السد وآثاره المُحتملة.
والتقي الرئيس السيسي أيضا على هامش القمة مع رئيسي زيمبابوي ومالاوي ورئيس وزراء موزمبيق، حيث بحث معهم سبل تعزيز التعاون بين مصر وبلدانهم في مختلف المجالات.
وعقد الرئيس اجتماعا مع المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، واللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية، لمتابعة تطورات الحادث الإرهابي الآثم الذي وقع في معبد الكرنك بالأقصر، حيث أشاد الرئيس بأداء قوات الأمن وتمكنهم من التعامل مع الحادث دون سقوط ضحايا من المدنيين سواء من المصريين أو السائحين الأجانب.
ووجه بضرورة تكثيف التواجد الأمني في المناطق الحيوية، ومن بينها المناطق الأثرية، للحيلولة دون تمكن الجماعات الارهابية والمتطرفة من تكرار مثل هذه الحوادث الغاشمة، وأكد أن مثل هذه الأعمال الآثمة لن تنال من عزيمة الشعب المصري أو من عزم الدولة المصرية على مكافحة الارهاب والتصدي لكافة أشكاله وصوره المعادية للقيم الدينية السمحة وللتراث والحضارة الإنسانية.
وكان الرئيس قد قام بزيارة للسودان لتهنئة الرئيس السوداني المنتخب عمر البشير والمشاركة في مراسم تنصيبه وأدائه اليمين الدستورية رئيساً للسودان لولاية جديدة، وذلك في إطار العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع بين البلدين ووحدة وادي النيل التي تربط بين مصر والسودان وتضفي على علاقات البلدين خصوصية وأهمية في نفوس الشعبين المصري والسوداني اللذين يتطلعان لتعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات.
ثم قام الرئيس بعدها بزيارة لكل من ألمانيا والمجر خلال الفترة من 2 إلى 6 يونيو الجاري حيث عقد خلال زيارته لألمانيا مباحثات مع الرئيس يواخيم جاوك والمستشارة إنجيلا ميركل ووزير للخارجية فلاتر شتاينماير وزعيم الأغلبية بالبرلمان الالماني فولكر كاودر ونخب من الباحثين والمفكرين، وشهد خلالها جانبا من أعمال المنتدى الاقتصادي الألماني المصري، كما شهد التوقيع على عقد مع شركة سيمنز لإقامة ثلاث محطات للتوليد الكهرباء في مصر.
ثم توجه السيسي عقب اختتام زيارته لبرلين إلى العاصمة بودابست في زيارة للمجر، تلبية للدعوة الموجهة له من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي عقد معه الرئيس جلسة مباحثات ثنائية أعقبها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، واختتمت بمراسم التوقيع على البيان المشترك الذي سيصدر عن الزيارة، ثم التوقيع إلى مذكرات تفاهم للتعاون المشترك.
وشهد الرئيس خلال زيارته لبودابست افتتاح منتدى الأعمال المصري- المجري، وذلك بمشاركة رئيس وزراء المجر ووزير الخارجية والتجارة المجري، وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة أكد خلالها على أهمية تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، كما التقى رئيس البرلمان المجري، ثم توجه عقب ذلك إلى جامعة كورفينوس حيث تم منحه الدكتوراه الفخرية.