أفواج سياحية تشهد «الصوت والضوء» بعد ساعات من «هجوم الكرنك»

كتب: حسن أحمد حسين, عصام أبو سديرة الأربعاء 10-06-2015 23:32

بدأت حركة السياحة بمحافظة الأقصر في الانتظام مساء أمس الأول، في تحد ثان للإرهاب الغادر، الذي حاول النيل من معبد الكرنك وأفراد الأمن القائمين على حراسته صباح أمس، حيث تصدى للعملية الإرهابية قوات الأمن وأهالي الأقصر.

وشهد فوج سياحي ألماني عرض الصوت والضوء بمعبد الكرنك، وهم في حالة من الفرحة الغامرة، وكأن شيئًا لم يحدث، بحضور وزيري السياحة والآثار، ومحافظ الأقصر وعدد من القيادات الأمنية، وعبّر الوفد السياحي المكون من العشرات عن سعادته بالعرض الذي استمر نصف ساعة، واصفين ما تعرض له المعبد بأنه عمل خسيس عابر لن يؤثر على مكانة مصر السياحية وخاصة مدينة الأقصر.

وقال أحد السياح إن حوادث الإرهاب التي تحدث في مصر أحيانا لا تقدر بـ1% من حوادث الإرهاب التي تحدث في أي دولة من دول العالم، وإن هذا لن يؤثر على مكانة مصر، لأنها وجهة لجميع سائحي العالم، مشيدين بالدور البطولي لرجال الأمن وأهالي الأقصر، في التصدي للإرهابيين بحسب المترجم الذي رافقهم.

في الوقت نفسه، تفقد خالد رامي، وزير السياحة، وممدوح الدماطي، وزير الآثار، والدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، واللواء حسام المناوي، مدير الأمن، معبد الكرنك مساء أمس، ووقف المسؤولون على ملابسات الحادث وآثاره.

وقال «رامي»، لـ«المصري اليوم»، إنه من السابق لأوانه الوقوف على نسبة تأثير الحادث على السياحة في البلاد، وخاصة مدينة الأقصر، مشيرًا إلى أن تصدي قوات الأمن للعمل الإرهابي، بعث برسالة إيجابية للعالم أجمع وأن مصر لديها شرطة، تستطيع حماية النشاط السياحي الداخلي.

في المقابل اعتبر «الدماطي»، وزير الآثار، أن الواقعة هي إحباط عمل إرهابي لم يكتمل، «وليست عملا إرهابيا كاملا كما يصور البعض»، مشيدًا بالدور البطولي لرجال الأمن وعمال البازارات في التصدي للإرهابيين في إحدى الساحات الملحقة بمعبد الكرنك قبل دخولهم المعبد، وتنفيذ مخططهم الإرهابي.

وعقب جولة الوزيرين بالمعبد، توجها لمستشفى الأقصر الدولي للاطمئنان على حالة المصابين الثلاثة، ثم تفقدوا البر الغربي والدير البحري، ومعبد الأقصر، للوقوف على تأثير الحادث على الأماكن الأثرية بالأقصر.

وقال الدكتور أحمد محمد عبدالنبي، مدير مستشفى الأقصر الدولي، إن المستشفى استقبل 6 حالات ظهر أمس، عقب الحادث، بين 2 من عناصر الإرهاب، عبارة عن أشلاء، تم نقلهما إلى المشرحة، لتوقيع كشف «DNA»، للوصول لهويتهما، بالإضافة لـ4 مصابين آخرين، بينهم إرهابي ثالث، ورجل شرطة وعامل بالمعبد ومواطن، وأشار مدير الممستشفى إلى أن حالة الإرهابي خطيرة، إثر إصابته بطلق ناري في الرأس، مضيفًا أن ضابط الشرطة أصيب بصدمة عصبية فور حدوث الانفجار بالقرب منه، وتماثل للشفاء، وأن الحالتين الأخريين مستقرتان.

وقال اللواء حسام المناوي، مدير أمن الأقصر، إنه تم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى وجار تفريغ الكاميرات الموجودة بالمكان الذي شهد الحادث، فضلا عن سماع شهود الإثبات في الواقعة، من عمال المعبد وعدد من عمال البازارات والمقاهي المجاورة له، والضابط المصاب بالحادث، لأنه كان أقرب شخص لواقعة التفجير، للوقوف على ملابسات الواقعة، موضحًا أن حالة الإرهابي المصاب لا تسمح باستجوابه، نافيًا العثور على أي متعلقات بحوزته تدل على هويته.

من جانبه، قال المهندس محمد بدر، محافظ الأقصر، إن رئيس البنك الدولي تفقد معبد الكرنك خلال زيارته للأقصر بعد الحادث، ووجه رسالة من داخل المعبد، بأن مصر لديها سيادة وقادرة على التصدي لأي عمل إرهابي دون النيل منها.

وطلبت النيابة العامة توقيع كشف الطب الشرعي على جثتي الإرهابيين لتحديد هويتهما، واستمعت لشهادة عدد من رجال الأمن بالمعبد، وقالت التحقيقات الأولية إن قوات الأمن اشتبهت في 3 أشخاص داخل ساحة المعبد بحوزتهم الحقيبة التي كانت تحتوي على متفجرات، وفور محاولة إيقافهم حدث تبادل إطلاق النار بين الأمن وعناصر الإرهاب، فانفجرت العبوات الموجودة بحوزتهم، فحولت أحدهما لأشلاء، وتوفي الثاني بطلق ناري، وأصيب الثالث بطلق ناري من الأمن.

وشددت أجهزة الأمن بالأقصر من إجراءاتها الأمنية عقب الحادث، ونصبت عددا من الأكمنة في مداخل ومخارج المدينة ومعابدها، وساد الهدوء المكان.