من المؤكد أنك تعرف لماذا الأقصر؟ ولماذا معبد الكرنك؟.. ومن المؤكد أنك تعرف أنهم يريدونها «أقصر ثانية».. الهدف هو ضرب لقمة العيش.. الهدف هو تطفيش السياح وتركيع مصر.. وشاءت إرادة الله أن يتم إحباط المحاولة الإرهابية الدنيئة.. وشاءت إرادة الله أن تكون عيون الشرطة ساهرة لتصطاد الإرهابيين.. ولو حدث أى تراخ لكانت مذبحة لا تقل ضراوة عن مذبحة الأقصر الأولى عام 97!
المذبحة الأولى أطاحت بوزير الداخلية حسن الألفى، وجاءت باللواء حبيب العادلى من أمن الدولة.. بعدها عشنا سنوات فى مكافحة الإرهاب، وتأكد وجود العادلى بعدها.. وانتهى الإرهاب على يديه، شئنا أم أبينا.. الآن كادت تحدث الأقصر الثانية فى عهد مجدى عبدالغفار.. وهو أيضاً جاء من أمن الدولة، ويتصدى للموجة الإرهابية الثانية.. نجح فى إحباط المحاولة، وأعتقد أنه سوف ينجح فى دحر الإرهاب!
نأتى للسؤال: لماذا معبد الكرنك؟.. والإجابة سهلة وبسيطة.. أولاً لأن صدى أى عملية تحدث فى معبد الكرنك يختلف عن أى عملية أخرى عالمياً.. ثانياً: أنها قد تضرب السياحة بعدها سنوات.. ثالثاً: أن الاتجاه جنوباً قد يكون أكثر نجاحاً، حيث يكون الاهتمام أكثر فى المنطقة المركزية.. وهو ما لم يحدث.. ما يعنى أن الفكرة ليست من بنات أفكار جهات محلية، وإنما من تدبير وتمويل جهات ومخابرات أجنبية!
أمّا لماذا معبد الكرنك، وليس المتحف المصرى مثلاً؟.. ربما لأن المتحف هنا تحت السيطرة فى قلب القاهرة.. وهم يعرفون ذلك.. وأظن أن فكرة ضرب المعبد اعتمدت على احتمالات تراخى القوة القائمة بالتأمين.. وهو ما لم يحدث والحمد لله.. وأتصور أن الداخلية سوف تزهو بإحباط هذه المحاولة الخسيسة.. ومن حقها بالفعل أن تزهو بذلك.. ومن حقها أن تثبت أنها استعادت سيطرتها على ربوع البلاد!
لا نخشى الإرهاب وإنما نخشى الإهمال.. الإرهاب يستفيد من الإهمال والتراخى لضرب الأبراج والمنشآت ومعبد الكرنك.. لكن يقظة الأمن حالت دون نجاح العملية.. لذلك كان البيان الوزارى يحمل حالة من الثقة.. وكان البيان يحمل حالة من الأمل.. فالأمن هو السبيل لدفع عجلة السياحة وعجلة الاقتصاد.. وعلى فكرة السياح لا يخشون أى شىء.. يخشون فقط من الانفلات الأمنى أكثر من أى شىء آخر!
حوادث كثيرة تطيح بوزراء داخلية.. منها مذبحة الأقصر.. وحوادث أخرى تؤكد وجود وزراء، منها عملية معبد الكرنك.. مجدى عبدالغفار تأكد وجوده كوزير الآن.. قبلها كان يتحسس طريقه كوزير.. سيبقى مديناً للقوة الأمنية التى أحبطت المحاولة الآثمة.. كيف لو حدثت وكل هذه الوفود فى قمة شرم الشيخ؟.. كيف لو علم بها السيسى وهو يرأس القمة؟.. هنا فقط كان سيحدث تغيير وزارى بلا جدال!
لا استهداف معبد الكرنك سوف يوقف السياحة إلى مصر، ولا ألف عملية غيرها.. حافلات جديدة سجلت زيارة المعبد بعد الحادث مباشرة.. السياح يعرفون أن الإرهاب «عالمى».. السياحة تهرب فقط فى حالات الانفلات الأمنى.. مصر الآن لا تصنف كدولة مضطربة.. مصر فيها جيش قوى، وشرطة قوية.. لا تنام!