حذر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، من أنه سيجبر الوزراء، الذين يرغبون في المشاركة في حملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على ترك الحكومة والاستقالة، مشددا على أن حكومته «لن تكون حيادية» في قضية عضوية بريطانيا في التكتل الأوروبي.
وفي تصريحات للصحفيين خلال مشاركته قمة دول السبع في ألمانيا، قال رئيس الوزراء البريطاني إن كل شخص في حكومته ملتزم باستراتيجيته للسماح لهم بأن ينصحوا بالتصويت «بنعم» للبقاء.
يأتي ذلك بعد الإعلان عن تشكيل مجموعة «محافظون من أجل بريطانيا» من أكثر من 50 نائبا في حزب المحافظين التي تضم وزراء سابقين مثل آوين باترسون وجون ردوود، تطالب بإصلاحات جوهرية تشمل قيودا على حرية الحركة في دول الاتحاد، ومنح البرلمان البريطاني الحق في قبول أو رفض القوانين الأوروبية. وتقود المجموعة حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي إذا فشل كاميرون في تحقيق مسعاه بإصلاح الاتحاد.
وقال كاميرون محذرا وزراءه: «إذا كنتم تريدون أن تكونوا جزءا من هذه الحكومة عليكم أن تتبنوا وجهة النظر التي نتبناها في التفاوض للوصول إلى الاستفتاء من شأنه أن يؤدي إلى نتائج ناجحة»، مضيفا: «وقع الجميع في الحكومة على هذا البرنامج الوارد في بيان حزب المحافظين».
وتثير تصريحات كاميرون احتمال انشقاق كبير في صفوف الحزب حول هذه القضية المصيرية، قبل الاستفتاء المقرر عقده مبكرا العام المقبل أو نهاية عام 2017.
يذكر أنه من المعروف أن وزير العمل والمعاشات، آيان دنكان سميث، ووزير الخارجية، فيليب هاموند، ووزير العدل، مايكل جوف، جميعهم من الوزراء المعروفين بميولهم لمغادرة الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى عمدة لندن والوزير بالحكومة، بوريس جونسون، الذي صرح الأسبوع الماضي بأنه على بريطانيا الاستعداد لمغادرة الاتحاد، «إذا لم نحصل على صفقة جيدة».
ومن جانبه، حذر المرشح على زعامة حزب العمال، آندي بورنهام، من أن رئيس الوزراء البريطاني سيعاني للحصول على أفضل صفقة، إذا حدث انشقاق في الحزب بشأن القضية الأوروبية.
ووعد بورنهام بتنظيم حملة «نعم للبقاء» خاصة بحزب العمال، بجانب الحملة الأوسع المطالبة باستمرار عضوية المملكة المتحدة في التكتل الأوروبي، مشددا على أنه يجب تعلم دروس من حملة الاستفتاء على استقلال اسكتلندا.
وأضاف: «لكنني على عكس ديفيد كاميرون، سأدافع بقوة عن موقع بريطانيا في أوروبا كأفضل مكان لأعمالنا ووظائفنا».