هنا يتحدد من هو صاحب الثلاثية، هنا يتحدد مصير مدربين تحملوا هجومًا كاسحًا من جماهيرهم في بداية الموسم، لكن هما الآن بصدد تحقيق ثلاثية تاريخية.
ماسيميليانو أليجري، الرجل الذي يعشق اللعب بـ2 رؤوس حربة، ورباعي في منتصف الملعب، أمام لويس إنريكي، الرجل الذي امتلك شجاعة «براجماتية» كللها بالفوز على ريـال مدريد بكرة طولية مرسلة من نصف الملعب، هذا أمر –في برشلونة- يعتبرونه جريمة في حق تقاليد كرويف التي ثبتها جوارديولا.
كل منهم عقبة في طريق الآخر للثلاثية، وأول لقب دوري أبطال، لذا نرصد مفاتيح الفوز لكلا المدربين، في نهائي الأبطال.
ماسيميليانو أليجري
قد يبدو سيناريو المباراة – نظريًا- سهل في ذهن المدرب الإيطالي: يخطف هدفًا ثم يقتل المباراة على الطريقة الإيطالية، لكن فعل ذلك سيتسبب في جحيم للاعبيه، تلتهم نيرانها أليجري أيضًا.
أليجري لن يجازف بتغيير استراتيجيته الدفاعية في لقاء الموسم، سيستمر برباعي دفاعي مكون من ليشتاينر، بونوتشي، بارزالي (أو في أسوأ الفروض أوجبونا)، وإيفرا، وخلفهم بوفون بالتأكيد.
أمام هؤلاء، يقف أندريا بيرلو، يسانده بول بوجبا وفيدال وماركيزيو، خلف تيفيز وموراتا.
لن نختلف في نقطة خطف هدف مبكر، يجعل مرور الوقت ضد البرسا، لكن قدرات برشلونة الهجومية (بالثلاثي الأمامي فقط) قادرة على التعديل والتقدم والتعزيز، لذا على أليجري التفكير في استراتيجية دفاعية، مستلهمة من ما فعله جوارديولا في لقاء العودة أمام البرسا في نصف النهائي.
ما فعله جوارديولا، هو الضغط بمولر وليفاندوفسكي في المنطقة بين دفاع برشلونة وسيرجيو بوسكيتس، هي المنطقة الأضعف في ترسانة إنريكي الرهيبة، وهذا مكنه من خطف هدفين متتالين، والأهم، حماية مرماه من غارات الكتلان.
في الأحوال العادية، الكرة تخرج من أقدام بيكيه وماسكيرانو بأريحية إلى الرفقاء، سواء على الأطراف أو العمق، من أجل بدء الهجمة، وهنا على تيفيز وموراتا، بمشاركة الأقرب من فيدال أو بوجبا أو ماركيزيو، الضغط على حامل الكرة وأقرب مستلميها، فإما أن تخرج خاطئة، أو تنتج عن تمريرة سيئة تقتل الهجمة في مهدها.
أكبر خطأ قد يقع فيه أليجري، هو الاعتماد على انتظار برشلونة في مناطقه، فإذا أراد ذات الأذنين، عليه مباغتة برشلونة في الثلث الأول من الملعب.
لويس إنريكي
أكبر أزمة بالنسبة لإنريكي، هو تماسك عناصر يوفنتوس، تفكيك عناصر فريق أليجري، أو خلق مساحات بين خطوطه، ستكون معضلة.
سيبدأ إنريكي، الذي يدير فريقًا مكتمل الصفوف، بتير شتيجن، ألفيش، ماسكيرانو، بيكيه، ألفيش، أمامهم بوسكيتس، راكيتيتش، إنييستا، ميسي، سواريز، نيمار.
حل إنريكي يكمن في عدم الاعتماد على خط الدفاع والوسط بشكل أساسي، في بدء الهجمة، ونزول ميسي ونيمار لوسط الملعب لاستلام الكرة، والتعاون مع إنييستا وراكيتيتش، في الوصول للثلث الأخير، وهو نفس المطلوب من سواريز بشكل أقل.
نقطة أخرى ستساعد إنريكي، هو التقدم بخط دفاعه ليصير أقرب إلى بوسكيتس، في محاولة لـ«خنق» موراتا، وخصوصًا تيفيز في تلك المنطقة، فـ«الأباتشي» إن وجد مساحات سيستطيع التصرف بمفرده، لن يسجل وحيدًا بالطبع، ولكنه كفيل بإبقاء الكرة في مناطق البرسا الخلفية.
سمها «براجماتية»، أو مرونة تكتيكية، لكن إنريكي على استعداد للعب بأي خطة للفوز، لكنه سيقابل للمرة الأولى فريق يستطيع إغلاق المساحات بـ«الضبة والمفتاح».
هل يستطيع راكيتيتش وإنييستا، الضغط على بيرلو-بوجبا-فيدال-ماركيزيو، لقتل هجمات اليوفي، في المهد، وإبقاء الكرة بين الأقدام الكتالونية، أم يعتمد على بوسكيتس في مساندهما؟
الحل هنا هو سواريز، عودة الأوروجوياني لمساندة راكيتيتش وإنييستا، قد تترك ميسي ونيمار دون مساندة هجومية في العمق، ولكنها ستزيح عن بوسكيتس مهمة الضغط، وتتركه متفرغًا لمهام بناء الهجمة.
بالطبع، الثلاثي الأمامي في برشلونة، لديه القدرة على إنهاء اللقاء دون النظر لتكتيك أو خطط، ولكننا سنضطر للإنتظار حتى التاسعة إلا ربع، لنعرف كيف يسير نهائي الأبطال.