«... يا أولاد الشاطر»

عمر حسانين الجمعة 05-06-2015 21:06

هل كان «محمد مبروك» منتميًا إلى جماعة الإخوان المسلمين؟! اللافت للنظر أن مذكرة تحريات خلية «أبناء خيرت الشاطر»، استندت إلى معلومة سبق أن ذكرها هذا الضابط فى تحريات قضية التخابر الكبرى، رصد فيها تشكيل الشاطر لفريق مراقبة وتجسس على الدولة، والحقيقة أن الشهيد «مبروك» استطاع أن يخترق أسرار هذه الجماعة، التى كانت تجهز لتمكين «الشاطر» من الجلوس على عرش مصر منذ اللحظة الأولى لسقوط نظام مبارك.

والحقيقة أن صراعًا كان يدور داخل هذه الجماعة مع ظهور فرصة المنافسة على عرش مصر، ومع استبعاد «الشاطر» من سباق الرئاسة، ازداد هذا الصراع، ومع وصول «مرسى» إلى مقعد الرئيس، حيث بدأ تسيير الأمور عن طريق مكتب الإرشاد فى المقطم، لكن خيرت ورجاله استطاعوا سحب البساط من «بديع» والتحكم فى مقاليد كل شىء، بدعوى مواجهة «الفلول» والقوى المضادة للمشروع الإسلامى.

وكان على «الشاطر» إتمام عمليات المراقبة والتجسس والسيطرة على الأجهزة المهمة فى الدولة، ورصد الشهيد «مبروك» معلومة غاية الخطورة، مفادها أن «الشاطر» اختار مقر حزب الحرية والعدالة، فى شارع منصور- على بعد أمتار من مقر وزارة الداخلية- ليكون المقر الرئيسى لتحركاته.

وأشارت تحريات هذا الضابط إلى إمكانية تركيب أجهزة حديثة تلتقط الموجات اللاسلكية لقيادات الداخلية والأمن الوطنى، بما يضمن له رصد كل التحركات والأوامر الخاصة برجال الأمن، وتردد رجال الشاطر على الأجهزة الأمنية وعقدوا اجتماعات مع قياداتها وطلبوا معلومات وتدخلوا فى تحريك واستبعاد بعض الضباط من مواقعهم وبصفة خاصة الذين كانوا مكلفين بمراقبة الخلايا والوضع فى سيناء.

وقرب «الشاطر» منه أيمن جاب الله، الذى لم يكن يحظى بشهرة بين قيادات الإخوان ولم يشغل يومًا منصبًا قياديًا فى مكتب الإرشاد، غير أنه عنصر صار الأكثر خطورة على مصر، فهو مؤسس قناة الجزيرة مباشر مصر، والمسؤول الأول عن ظهور كل قيادات الإخوان على شاشتها، وكان المسؤول عن ملف الإعلام، حيث شارك وأشرف على إقصاء عدد كبير من الإعلاميين فى الصحف القومية، وإحكام سيطرة الشاطر عليها.

والتقت مصالح «الشاطر» وطموح محمود عزت ومحمود حسين، القياديين اللذين نجحا فى الهروب من الملاحقات الأمنية المستمرة، وصارا الرأس المدبر لجماعة الإخوان، وأن عزت تولى دور المرشد فى مصر، يجمع كل مراكز القوى للجماعة بعد القبض على محمد بديع، ويتولى إدارة خلية الشاطر بعد 30 يونيو، أما محمود حسين فيتولى التنسيق مع إخوان الخارج بعد 30 يونيو، يحصلان على التعليمات من «الشاطر» عن طريق ما يرد بعد زيارات النساء فى السجون أو خلال جلسات المحاكم.

وطاردت دماء الشهيد مبروك قيادات الإخوان ومخططاتهم، وسطرت تحريات هذا البطل أدق التفاصيل عن تخابرهم وتجسسهم ومؤامراتهم، حتى صدرت التعليمات بتصفية «مبروك» الذى قدم أحد الضباط معلومات عنه إلى القتلة الذين نجحوا فى تنفيذ جريمتهم، لكن بقيت المعلومات التى سطرتها يد البطل الشهيد عنهم، تطاردهم حتى يتم القصاص منهم.

وأولاد الشاطر، خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية هدفها ضرب مؤسسات الدولة، واغتيال رجال الجيش والشرطة. والإعلام وبث شائعات كاذبة ونشر الفوضى، يتولى جهاد الحداد قيادة فريق فنى لبث أخبار على مواقع التواصل الاجتماعى من داخل مصر ضد الأمن القومى المصرى، لكن العيون التى لا تنام تمكنت من إحباط المؤامرة، ومن المقرر أن تستدعى جهات التحقيق الثنائى خيرت الشاطر وأيمن على من محبسهما لسؤالهما فى الاتهامات المنسوبة إليهما والأعمال العدائية التى خططا لها ضد البلاد.

Omar_hsanen@hotmail.com