شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، في جلسة منتدى الأعمال المجري المصري المشترك، حيث ألقى خلاله الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة كشف خلالها أن مباحاثاته رئيس الوزراء المجري تضمنت عرض فرص الاستثمار في مصر لتمثل جسرا لإنطلاق الامنتجات المجرية والأوروبية إلى أسواق المنطقة العربية والإفريقية.
وأضاف الرئيس أنه أكد خلال المباحثات أن استقرار مصر هو المفتاح الذي يسعي إليه المستثمر، وهو يمثل رسالة لرجل الأعمال المجري الذي يرغب في ضخ استثماراته في مصر، مشيرًا إلى أن التحديات التي واجهت مصر كانت أصعب بكثير من التي واجهت المجر.
وأوضح أن هناك إرادة حقيقية في مصر للانطلاق والوصول إلى مكانة رائدة اقتصاديا، مضيفا أن الاستقرار في مصر مبني على إدراك الشعب المصري لأهمية الاستقرار وليس على قدرة الأجهزة الأمنية فقط، وهو السبب، الذي يدفع المصريين للصبر والعمل.
وقال إن أجهزة الجيش والشرطة في مصر قوية ومنعت انزلاق البلاد إلى واقع دول أخرى في المنطقة انزلقت إلى المجهول، وأكد السيسي أن استمرار وقوف مصر على قدميها هو صمام أمان منطقة الشرق الأوسط.
وقال الرئيس إن مصر تواجه تحديات صعبة وضخمة بدءًا من الزيادة السكانية السنوية، التي تصل إلى 2.6 مليون سنويا، مؤكدا أنه ليس لدى المصريين سبيل أخر سوى العمل وعامل الوقت حاسم بالنسبة لهم، داعيا المستثمرين المجريين للمشاركة في تنمية الاقتصاد المصري بحكم التشابه والتقارب الكبير أيضا بين الشخصية المجرية والمصرية.
وأوضح الرئيس أن الحكومة المصرية اتخذت العديد من الإجراءات لتشجيع المستثمرين على ضخ استثماراتهم في مصر، وذلك ليس فقط من خلال التشريعات ولكن من خلال الإرادة الحقيقية، مؤكدا أن هذه الإرادة متواجدة لدى كافة المسؤولين المصريين وليست لديه فقط
وأوضح أن رجال الأعمال ينظرون إلى المشروعات من زاوية ما يمكن تحقيقه من أرباح من هذه المشروعات، إلا أن الأمر في مصر ليس بهذه الحقيقة لأن هناك عوامل إنسانية وأمنية يجب أن توضع في الاعتبار حيث أن الاستثمار وإقامة المشروعات تؤدي إلى الاستقرار وحل أزمة البطالة والحد من الفقر وهي عوامل قد تسهم في العنف والإرهاب.
ودعا الرئيس رجال الأعمال المجريين للعمل في السوق المصري بمعدلات ضخمة لمساعدة الاقتصاد المصري، مشيرا إلى أن نتيجة هذه المشاركة على المستوى الاقتصادي هائلة.
وأوضح أن الدولة المصرية تحتاج أملا حقيقيا يتشكل لدى المصريين وهو الأمر الذي لن يتم التوصل إليه إلا من خلال حجم ضخم من العمل والاستثمارات، مشيرا إلى أن حديثه مع رئيس الوزراء حول السكك الحديدية كانت تمثل رؤية استراتيجية مصرية حول ربط القارة الإفريقية ببعضها البعض.
وأشار إلى أن رجال الأعمال، الذين سيضخون استثمارات في السوق المصري وفي المشاريع القومية الكبرى مثل تنمية محور قناة السويس والسكك الحديدية ومشروعات معالجة المياه وهي مشروعات تتمتع فيها المجر بخبرات واسعة، ستساهم بشكل كبير في دفع الاقتصاد المصري.
وقال الرئيس إن هناك مناخا جديدا وأملا جديدا وإرادة حديدية في مصر لأن تقوم وتحتل مكانتها الحقيقية، مؤكدا أنها ستتخذ مكانتها الحقيقية قريبا.
واختتم الرئيس كلمته بأن مكتبه مفتوح كمواطن مصري لأي مستثمر يرغب في المساهمة في بناء مستقبل مصر، مشيرا إلى أنه اتفق مع رئيس الوزراء على استمرار التواصل للدفع في اتجاه زيادة التعاون والاستثمارات بين البلدين.
ومن جانب آخر، أكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربن أنه دون مصر مستقرة لن يتحقق الاستقرار في منطقة حوض متوسط ولا في أوروبا لأن أي حدث يقع في مصر تتأثر به كافة أنحاء أوروبا.
وشدد أوربن، خلال كلمته التي ألقاها في منتدى الأعمال المصري المجري المشترك، على أهمية نجاح مصر والحكومة الحالية والرئيس السيسي وبرنامجه الإصلاحي، معربا عن تمنياته بأن يعبر الرئيس السيسي بهذا البرنامج إلى بر الأمان والاسقرار والنمو.
وطرح رئيس الوزراء، خلال كلمته، عددا من التساؤلات التي قال إنه من ناحية السياسة الجيوستراتيجية لا يمكن طرحها مثل ما كان سيحدث لو لم يأت بعد الرئيس المعزول مرسي الرئيس السيسي وماذا لو لم يكن هناك جيش في مصر وماذا لو كانت قد عمت الفوضى مصر وما مدى تأثيرها في أوروبا وماذا لو لم يكن هناك رئيس شجاع في مصر يتحمل مسئولية ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية بعد ثورة 30 يونيو 2013 وماذا يحدث في الشرق الأوسط وما يمثله تنظيم داعش من تهديدات إرهابية وما إذا كانت أوروبا جزء من المشكلة.
وأكد أوربن أن الرئيس السيسي تحمل المسئولية وحمل على عاتقه أصعب القرارات، وتمكن من تحقيق الاستقرار، معربا عن ثقته في الرئيس السيسي وتحقيقه الاستقرار في المنطقة ككل.
وقال «أوربن» إن رتبته العسكرية أقل من رتبة الرئيس السيسي كما أنه أصغر منه سنا، إلا أنه يمكنه القول بأن المجر تعرضت عام 2010 لأوضاع اقتصادية سيئة للغاية تكاد تكون أسوأ من اليونان وكان اقتصاد البلاد في حالة انهيار كبير والدين العام كان في تصاعد، وحصلنا على نصائح كبيرة من جهات تتمتع بسمعة دولية كبيرة، ولو كنا قد تقبلنا هذه النصائح لما كنا قد حققنا التقدم الحالي وإنقاذ بلادنا.
وأضاف أنه :«بالتالي يجب اتخاذ الحذر إزاء النصائح كما اخترعنا نوعا من الديمقراطية مناسب ومريح لنا ولا نجد أي دليل على أن النظم السياسية الأخرى في أوروبا يمكن أن تنجح في دول أخرى، كما أنه لا يجب أن ننشر الديمقراطية في كل مكان، ففي كل منطقة لها الثقافة والتجربة الخاصة بها».
وأعرب أروبن عن اعتقاده بأن مصر سيكون لها مستقبل عظيم إذا صارت على الطريق الخاص بها دون الاستماع إلى نصائح الآخرين التي غالبا ما تكون بعيدة عن أرض الواقع.