انتظر د. على الدين هلال أكثر من عشر سنوات لكى يخرج عن صمته ويبوح لنا بالسر الخطير الذى كان يكتمه طيلة هذه السنوات، السر هو أن صفر المونديال مؤامرة كونية علينا وليس لتقصير أو فشل من ناحيتنا لا سمح الله، فقد طلب مسؤولون كبار فى الاتحاد الدولى رشوة وقد أبت علينا كرامتنا فرفضنا ولكننا لم ننسحب، وبالطبع لم يوضح د. هلال كيف نجحت جنوب أفريقيا، وهل هى أيضاً دفعت رشوة أم لأنهم شطار وقدموا ملفاً أفضل وأذكى وأتقنوا لغة التفاهم والتسويق ولم يتعاملوا مع مندوبى فيفا الذين جاءوا للتفتيش على أنهم سياح جايين مصر يشتروا تماثيل من خان الخليلى!، وأيضاً لم يوضح كيف حصدت المغرب 10 أصوات!!، يا دكتور على ده صفر، وعلى رأى مسرحية فؤاد المهندس «طب خليهم صفرين»!!، وصلتنى هذه الرسالة من د. يحيى طراف، تعليقاً على حوار د. على الدين هلال، يقول فيها:
فى حديث نشرته «المصرى اليوم»، خرج د. على الدين هلال- صاحب صفر المونديال- عن صمته الطويل ليدافع عن نفسه، وقد واتته الفرصة بعد زلزال الفساد الذى أصاب فيفا، فقال إن «جاك وارنر»، نائب رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، طلب خلال اجتماع فى الإمارات مع الدهشورى حرب، رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم، دفع ستة ملايين دولار رشوة له ولخمسة مسؤولين آخرين بالفيفا، وذلك قبل التصويت لصالح مصر، حال رغبتها فى فوز ملفها بتنظيم بطولة كأس العالم ٢٠١٠.
يضيف هلال أن حرب لما أبلغه بهذا الأمر من الإمارات، طلب منه فوراً إبلاغ وفد الفيفا برفض مصر دفع أى رشاوى، أو انتهاج أى أساليب غير قانونية أو أخلاقية لتنظيم البطولة، وأضاف كذلك أنه أبلغ اللواء عمر سليمان بهذه الواقعة تليفونياً بعد ذلك، فأيد تصرفه.
يبرر د. هلال صمته المطبق بعد الصفر الشهير بأنه لو أعلن للرأى العام وقتئذ أن الفيفا طلب رشوة فربما نال قدراً من تأييد الناس والإعلام، لكن كان من المتوقع اتهام الفيفا لمصر بالكذب، وربما توقيعه عقوبات على الاتحاد المصرى قد تصل لتجميد أو وقف نشاط كرة القدم فى مصر، فآثر التضحية بنفسه وتحمل الهجوم على شخصه فلاذ بالصمت!. وها هى الأيام ترد له اعتباره بزعمه ولكل أعضاء الفريق المصرى الذى خاض معركة الصفر.
ولن أطعن على صدق كلام د. هلال، لكن سؤالى له هو: لماذا إذن لم تنسحب من عملية التصويت وقد بدا لك من فساد مسؤولى الفيفا الكبار ما لم تكن تعلم أو تتخيل حتى إنهم يطلبون لأنفسهم الرشوة مباشرة كما جاء فى حديثك بوضوح ودون خجل وليس من خلال وسيط، وكيف أمنتهم بعد ذلك على اسم مصر وقد رفضت دفع ما طلبوا؟! لقد انسحبت تونس عشية التصويت على المونديال، فنجا مسؤولوها بسمعة بلادهم من أن تهان فى أكبر محفل رياضى دولى، فلماذا لم تحرص حرصهم على اسم بلادك، فتنسحب بالمثل يا د. هلال من التصويت حرصاً على سمعتها، بدلاً من أن تورثها الصفر الشهير؟
انتهت رسالة د. طراف، وأعود بالقارئ لتصريحات وزير الشباب أنس الفقى بعد فضيحة المونديال 2004، وأذكّركم فالذكرى تنفع المؤمنين «صرح أنس الفقى، وزير الشباب المصرى، فى مؤتمر صحفى ظهر الإثنين بأنه أمر بإحالة ملف مونديال كأس العالم لكرة القدم 2010 إلى النيابة العامة، وأوضح الفقى أنه تلقى من رئيس الوزراء المصرى، أحمد نظيف، نسخة من تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات، تبين بعد استعراضها أن ما جاء فيها يستوجب التحقيق، وأن الذين يجب التحقيق معهم من الموظفين الحكوميين وغير الحكوميين، لذلك تمت إحالة الملف للنيابة العامة وليس للنيابة الإدارية، وأشار الوزير إلى أن هذا الإجراء كان لابد منه لكى يعلم كل مواطن مصرى ما تم إنفاقه من أموال عامة ومن المسؤول عن إهدار المال العام. وقال إن ما تم إنفاقه بالفعل على ملف مونديال 2010 كان 43.1 مليون جنيه مصرى».
السؤال: لماذا لم يقل د. هلال هذا الكلام أمام النيابة وقتها، ومن المعروف أن النيابة لا يقال أمامها إلا الحق بغض النظر عن كواليس ما يسمى المصلحة العليا للرياضة؟!