أعيدوا وزارة الإعلام

صلاح الغزالي حرب الخميس 04-06-2015 21:57

واقعتان فى خلال عشرة أيام فقط.. الأولى انقطاع الإرسال عن القنوات الرسمية لتليفزيون الدولة، والثانية إعادة فقرة من خطاب رئيس الدولة دون أى مبرر، وهى دليل فاضح على التخبط والعشوائية فى التعامل مع خطاب الرئيس المعلن مسبقاً والمعد سلفاً.. وقد كنت أتصور أن هاتين الواقعتين كفيلتان بإحداث هزة عنيفة فى هذا المبنى العتيق ولكنا فوجئنا بنفس السيناريو القديم من تشكيل لجنة للتحقيق حتى تتوه الحقيقة.

الأمثلة كثيرة على تدهور هذا الجهاز وهى أكثر من أن تحصى.

■ أين البرامج العلمية الحديثة التى تشجع على التفكير العلمى والإبداع بين شبابنا؟ وأين أفلام الخيال العلمى؟

■ أين برامج الأطفال الموجهة إلى أطفال القرن الحادى والعشرين بعيداً عن التفاهات، والخرافات والسذاجة؟

■ أين تسجيلات الراحل العظيم د. مصطفى محمود ونحن فى أمس الحاجة إليها فى هذه الفترة الصعبة؟

■ أين البرامج الثقافية التى تجذب المشاهدين لكى تنير العقول وتبدد ظلام الجهل والخرافة؟

■ أين البرامج الصحية التى ترفع من مستوى الثقافة الصحية بعيداً عن الخلط الفاضح بين الإعلام والإعلان؟ أليس عاراً أن تكون هذه البرامج فى تليفزيون الدولة برامج إعلانية مدفوعة الثمن بغض النظر عن أى محتوى علمى حقيقى؟

■ أين دور الإعلام فى محو الأمية الأبجدية التى لا تليق مطلقاً بمصر الجديدة؟

■ أين البرامج الرياضية التى لا تغذى التعصب ولا تشجع على الكراهية وعلى تصفية الحسابات؟ وعلى أى أساس يتم اختيار مذيعى هذه البرامج، وهل يليق بلاعب كرة لا يحمل أى مؤهلات علمية تؤهله لهذه المهمة أن يقوم بهذا الدور الحيوى؟ وهل أصبح الإعلام مهنة من لا مهنة له؟

■ أين برامج المنوعات والمسابقات التى تضيف شيئاً مفيداً للمشاهد وما حدود تدخل الوكالات الإعلانية فى هذه البرامج.. ويكفى هنا مثال واحد لإحدى الراقصات المعتزلات والتى تقدم أحد هذه البرامج.. ولا تعليق!!

■ إلى متى سوف يظل إعلان عن أحد المبيدات الحشرية علامة على بدء النشرة الإخبارية الرسمية لتليفزيون الدولة؟! ومتى نشاهد نشرة جوية ورياضية تليق بصورة مصر الفضائية؟

■ أين أرشيف التليفزيون الملىء بالأحاديث والندوات الرائعة لكبار الأدباء، والمثقفين، والفنانين؟ وأين سهرات كبار المطربين، والموسيقى العربية وغيرها من ألوان الفنون التى تغذى الروح وتسمو بالنفس؟

وأخيراً لدىَّ سؤال حائر.. من سبب هذا التجاهل غير المفهوم لما يحدث فى مصر الجديدة من إنجاز حقيقى على أرض الواقع ولمصلحة من هذا التجاهل؟!

إننى أشعر أن إلغاء وزارة الإعلام كان إجراء متسرعاً.. ولم يحن الوقت المناسب له فى ظل ما تمر به مصر من صعوبات على المستويين الداخلى والخارجى والتى تتطلب جهوداً إعلامية منظمة ومكثفة للمساعدة فى الخروج من هذه الأزمات بزيادة درجة الوعى ومحاولة إيجاد تشكيل وجدان الأمة وبناء الإنسان المصرى القادر على قيادة البلاد فى هذه المرحلة.. وإننى على ثقة بأن مصر بها من الكفاءات والخبرات الإعلامية المخلصة الكثير ممن يمكنهم قيادة سفينة الإعلام فى هذه المرحلة الدقيقة.