الرجل الثاني: خافيير ماسكيرانو.. القائد الحقيقي لبرشلونة

كتب: محمد المصري الأربعاء 03-06-2015 20:38

في كتابه «هير بيب»، يقول الكاتب مارتي بيرناو، الذي عايش موسم «جوارديولا» الأول مع بايرن ميونيخ بالكامل كي يؤرخ في النهاية للتجربة، إن المدرب الإسباني في أسابيعه الأولى مع الفريق قرر استخدام خابي مارتينيز كقلب دفاع بدلًا من ارتكاز وسط ملعب كما كان مع فريق «هاينكس» التاريخي، وإنه حين تحدث مع «مارتينيز» عن السبب أخبره: «أريد أن تكون مثل خافيير ماسكيرانو، دورك ليس فقط قطع الكرة أو إنهاء هجمات الخصم، ولكن قيادة الفريق من الخلف».

«ماسكيرانو»، اللاعب الذي ارتبط اسمه أغلب الموسم الماضي بصفحات الـ«ترول»، وكان الجميع يتندر بإحصائية أهدافه الخمسة في مرماه، صار هذا الموسم اللاعب الخفي في المستوى العظيم الذي وصل له برشلونة، لن يذكر أحد اسمه غالبًا في ظل أداءات الـ«إم-إس-إن» وبعض اللقطات لأندريه إينيستا وحتى بجانب المستوى الدفاعي الكبير الذي يقدمه جيرارد بيكيه، ولكن في عُمق كل شيء هناك «ماسكيرانو»، اللاعب الذي لم يجد «جوارديولا» أفضل منه كنموذج لما يريده.



يمكن التأريخ لموسم «ماسكيرانو» منذ الصيف الماضي، كأس العالم الذي لعبه في البرازيل، والذي، رغم وجود «ميسي» و«دي ماريا»، كان السبب الأول في وصول الأرجنتين للنهائي، كرته الخارقة أمام آريين روبين في مباراة نصف النهائي أمام هولندا تحكي كل شيء، دفاع أرجنتيني هَش.. ولكن «قيادة» ماسكي له كارتكاز دفاعي يسقط في المباريات المغلقة ليصبح ليبرو جعله أفضل كثيرًا بشكل جماعي، ومن هنا يمكن تفهم تصريح «مارادونا» حينها: «الأرجنتين في المونديال = ماسكيرانو + 10 لاعبين».



مع قدوم لويس إنريكي لبرشلونة كانت الآراء كلها تتجه نحو تحويله لماسكيرانو إلى مركزه الأصلي كلاعب وسط، جانب أو بدلًا من «بوسكيتس»، ولكن اللوتشو فضَّل إبقاءه كقلب دفاع، ومع التبديلات والتغييرات والتجارب المستمرة في التشكيل.. توصل إلى أن ثنائية «بيكيه+ ماسكيرانو» هي أفضل شيء ممكن لفريقه.



الأمر في الحقيقة لم يكن يتعلق فقط بالأداء الدفاعي، صحيح أن «ماسكي» أفضل من أي مدافع في برشلونة ولكن هذا ليس السبب الأهم في وضعه في الخط الخلفي، السبب الأبرز هو قدرته على «قيادة» الفريق من الخلف، كما أخبر «جوارديولا» خافي مارتينيز قبل وقت طويل، التفاهم مع «بيكيه»، الزيادة العددية في وسط الملعب جانب «بوسكيتس» حين يلعب الفريق ضاغطًا، والأهم هو القدرة على نَقل الكرة في مساحات أفضل من الملعب، سواء بكرات طولية من الخلف للأمام إلى الثلاثي الخارق، أو بتناقل تمريرات قصيرة لخلق المساحات، أمر لا يتوفر أبدًا في «بارترا» أو «ماتيو» أو حتى «بيكيه» نفسه.



«ماسكيرانو» هذا الموسم هو تعريف الجندي المجهول، والرجل الثاني الذي لا يذكره أحد، وإنجازات «برشلونة إنريكي» التي يعيدها الجميع في المقام الأول لـ«إم-إس-إن» -وهذا حقيقي في النهاية- تُسقط وتغفل أن تلك واحدة من أفضل النسخ الدفاعية في برشلونة خلال السنوات الأخيرة، وأن الحدة والقوة التي يضيفها «ماسكيرانو» لديناميكية الفريق، في الدفاع غالبًا أو المرات النادرة التي لعب فيها في وسط المعلب، تجعله واحدًا من (أهم) لاعبي العالم في مركزيه، ومن أهم لاعبي برشلونة في موسم بدأ صعبًا بآمال منخفضة.. وقد ينتهي بثلاثية أو ربما سداسية تاريخية جديدة.