الشاعر التركى الرائد ناظم حكمت، رغم كونه شيوعياً فإننا نقف على فيض صوفى في قصائده لا يتنافى مع الملمح الثورى، وهو مولود في ١٥ يناير ١٩٠٢ في سالونيك بتركيا لعائلة ثرية ومتنفذة.
وقد عارض الإقطاعية وشارك في حركة أتاتورك ثم عارض نظامه فاعتقل حتى ١٩٥٠ ثم فر إلى الاتحاد السوفيتى، ولكونه شيوعياً منعت أشعاره في تركيا وسحبت منه الجنسية في ١٩٥١.
جرب «حكمت» كل الأشكال الشعرية، الحديث والقديم، وتفاعل مع ثقافات العالمين الغربى، والعربى وكان لناظم ومدرسته الشعرية تأثير على بعض الشعراء العرب من حيث البساطة والعمق والروح الثورية، وممن تأثروا به عبدالوهاب البياتى صديقه وبلند الحيدرى ونزار قبانى وكثير من شعراء العامية.
وكان حكمت قد فر إلى روسيا من ملاحقة السلطات إلى أن توفى في موسكو زي النهارده في ٣ يونيو ١٩٦٣، وأعادت له تركيا جنسيته بعد ٥٨ عاماً من إسقاطها.
ومن أقواله: «أجمل البحار.. ذلك الذي لم يزره أحد.. أجمل الأطفال.. ذلك الذي لم يكبر بعد.. أجمل أيامنا تلك التي لم نعشها بعد.. أجمل الكلمات التي وددت قولها لك.. هي تلك التي لم أقلها بعد»، و«إن كان الوطن هو ما تكنزون في خزائنكم.. وأن يرتجف الفقير وتنتابه الحمى صيفا وشتاء.. وأن تمتصوا دماءنا..وإن كان الوطن أرضاً للسادة الإقطاعيين، وحكومة السياط وتكميم الأفواه ودفع الإتاوات.. إن كان الوطن قاعدة أمريكية.. وهو الأسر في زنازينكم.. فإننى أخون الوطن».