يوسف شاهين مرافقا للسيسى

هيثم دبور الثلاثاء 02-06-2015 21:19

آخر مرة شاركت فيها مصر ضمن المسابقة الرسمية للمنافسة على جائزة الدب الذهبى فى مهرجان برلين كان عام 1979 بفيلم «اسكندرية ليه» ليوسف شاهين، وقبلها- بفارق 15 عاما بالتمام والكمال- حظيت مصر بتمثيل مشرف بثمانى مشاركات على التوالى من عام 1958 وحتى عام 1964 كانت من نصيب هنرى بركات وكمال الشيخ وأحمد ضياء الدين وفطين عبدالوهاب ومحمود ذو الفقار، ويوسف شاهين الذى كان أول المرشحين بفيلم «باب الحديد».

تذكرت المعلومة السابقة وأنا أطالع أسماء الوفد «الشعبى» المرافق للرئيس السيسى فى زيارته لألمانيا، قوى مصر الناعمة التى أطلقتها «غرفة صناعة الإعلام» من أجل دعم السيسى، لا تقل إن الوفد يضم خالد يوسف مساعد يوسف شاهين وأهو أى حاجة من ريحته، ففى وقت ترشيح «باب الحديد» لم يكن خالد يوسف ولد بعد، ووقت ترشيح «اسكندرية ليه» كان على أقصى تقدير يستذكر دروس شهادته الإعدادية، لذلك فالألمان لا يعرفونه، وبالتبعية لا يعرفون شيئا عن بقية الوفد المشارك.

لا ضير أن نبرز للعالم صورة مصر الثقافية والحضارية لكن قبل أن نفعل ذلك علينا أن نسأل أنفسنا: «هم مين دول؟»، ما التأثير الشعبى الذى سيضيفونه لزيارة السيسى؟، هل سيجرون مباحثات شعبية يستفيدون فيها من خبرة ألمانيا الصناعية فى تطوير المصانع المصرية؟ لكن غرفة صناعة الإعلام تتعامل مع الأمر بطريقة «مجاميع السينما»، والمجاميع لمن لا يعرف هم مجموعة من الكومبارس الذين يتم حشدهم بعدد كبير من أجل تصوير مشاهد المظاهرات أو الحروب، لا يهم من يكونون ولا يهم أن يكون لديهم موهبة حقيقية، هم مجرد رقم وزخم على الشاشة، يملؤون الكادر، ويصبحون مجرد رقم بارز بأن هناك 20 فنانا شاركوا السيسى، وفى أقوال أخرى 150 فنانا.

«غرفة صناعة الإعلام» فشلت فى أن تلعب دور «الهيئة العامة للاستعلامات» وأن تشكل فكرا واضحا وقوة إعلامية ضاربة تنجح فى خلق تجمعات متعاطفة مع الدولة فى شتى أنحاء العالم، فشلت فى خلق قناة إخبارية مصرية منافسة أولا، وفشلت فى تشكيل إعلام يخاطب الغرب من ناحية أخرى رغم هوجة الترجمة التى استمرت لأسبوعين عقب 30 يونيو، فشلت فى رسم استراتيجية طويلة الأمد لخلق مراكز تأييد وقوى للدولة فى العالم، وتحسين صورتها التى تتآكل مع الوقت، فلجأوا إلى الحل الأسهل والأرخص أيضا.. «هاتوا مجاميع عشان مشهد الوفد والاستقبال الشعبى».