أحترم القارئ الذى يتخيل أننى بذلت بعضا أو كثيرا من الجهد حتى أكتب هذا الكلام.. وسيحترم القارئ ذلك ويقرأ سواء اقتنع أم لم يقتنع وقبل ما أطرحه أو لم يقبله.. وهناك قارئ آخر أحترمه أيضا دون أى رغبة فى التواصل والحوار معه، لأنه باختصار لا يريدنى أن أكتب إلا الذى يعجبه ويوافق هواه وإلا كنت جاهلا أو فاسدا أو عميلا أو إخوانيا.. أو لا يريدنى أن أزعجه بإجباره على التفكير، ولن يقبل منى إلا الرأى الواحد والفكر الواحد.. والقارئ الثانى هو الذى سيضيق جدا بما سأكتبه الآن عن خالد زين وسيسألنى بنفاد صبر: هل أنا مع خالد زين أم ضده..
وهل أسعدنى أم ضايقنى قرار الجمعية العمومية للجنة الأوليمبية المصرية، أمس الأول، بإسقاط عضوية رئيسها خالد زين وطرده من اللجنة مهانا ومتهما بالفساد المالى والإدارى؟.. وأنا لست مع خالد زين أو ضده.. إنما أتوقف فقط أمام دلالات ومعانى ما جرى.. وبالمناسبة وفى نفس اليوم.. كانت الجمعية العمومية للاتحاد الروسى لكرة القدم تجتمع وتقرر إسقاط عضوية نيكولاى تولسيخ، رئيس الاتحاد، وإبعاده عن منصبه.. وقررت الجمعية العمومية للاتحاد الروسى للكرة فى نفس الجلسة تعيين نيكيتا سيمونيان، نائب الرئيس، لشغل منصب الرئيس لحين إجراء أول انتخابات..
تماما مثلما قررت الجمعية العمومية للجنة الأوليمبية المصرية تعيين نائب رئيسها هشام حطب رئيسا حتى أول انتخابات مقبلة.. وبالمصادفة يؤكد وزيرا الرياضة فى موسكو والقاهرة أنه لا شأن لهما أو أى دور فيما جرى.. بالمصادفة أيضا يكون النائبان فى موسكو والقاهرة صديقين لوزيرى الرياضة فى البلدين، بعد خلافات سابقة وقديمة بين النائب والوزير، أعقبها صلح وتفاهم وغزل متبادل طوال الوقت.. والسؤال الملح هنا هو: لماذا لا نشهد تلك الحروب الجماعية المفاجئة فى الغرب مثلا، حيث لا توجيهات وزير وحكومة، ولماذا لا تتكرر تلك الاجتماعات الحماسية لمعالجة كثير من الأخطاء ومواجهة الكثير جدا من وقائع الفساد الرياضى سواء فى موسكو أو القاهرة؟..
فهو شىء رائع أن يحتشد أعضاء الجمعية العمومية للجنة الأوليمبية المصرية بهذا الشكل وتلك الحماسة والثورية الزاعقة لإبعاد رئيس لهم اتهموه بالفساد والخروج على القانون.. سأشكرهم أكثر إن بقى رأيهم جميعهم إيجابياً فى حق وزير الرياضة إن بقى الوزير متمسكا بقناعاته القديمة فى تطبيق بند الثمانى سنوات.. سأشكرهم أكثر لو نجح أى صحفى زميل فى الكشف عن خطيئة مخفية أو جريمة رياضية تمس الشرف والأخلاق فيفاجئنا هؤلاء الثائرون فى اللجنة الأوليمبية وقد ارتدوا مسوح الحكمة، صارخين فينا بأن المتهم برىء حتى تثبت إدانته وأنه لا أحد سيقترب من أى مسؤول رياضى ويبعده عن منصبه إلا بعد حكم قضائى نهائى بالإدانة.