صاحب الميريديان يختبر الحكومة!

سليمان جودة الإثنين 01-06-2015 20:26

توقعت على مدى أسبوع كامل مضى، ولاأزال أتوقع، أن يخرج بيان عن الحكومة في سطرين يقول الآتى: إذا كان الشيخ عبدالعزيز الإبراهيم، صاحب فندق الميريديان، يقول إنه إذا لم يحصل على ترخيص بهدم الفندق، فسوف يطوره بحالته الراهنة، فنحن، كحكومة، نرفض التصريح بالهدم، لأنه مخالف لبنود عقد البيع، ونطالبه بالتالى، بالبدء في عملية التطوير، خلال مدى زمنى ينتهى في يوم كذا.

هذه هي الأصول في العلاقة بين أي حكومة مسؤولة، وأى مستثمر جاد، وهى أصول شرحها الأستاذ سميح ساويرس، في رسالة نشرتها في هذا المكان، وكان من بين أهم ما قاله فيها إنه يستثمر سياحياً في عشر دول، وإن أي أصل سياحى في أي دولة من هذه الدول العشر، دون استثناء، يعود إليها على الفور، إذا لم يطبق المستثمر ما ينص عليه العقد، وإن هذا ليس موضع نقاش في أي دولة منها، وإن هذه هي المرة الأولى في حياته، التي يرى فيها موضوعاً كموضوع الميريديان.

وفى الرسالة التي كنت قد تلقيتها من الشيخ عبدالعزيز نفسه، ونشرتها في هذا المكان، صباح الثلاثاء الماضى، قال، صراحة، إنه إذا لم تمنحه الحكومة المصرية ترخيصاً بهدم الميريديان لإقامة شقق فندقية في مكانه، فسوف يتصرف وفق العقد الذي يحمله، وسوف يبدأ في تطوير الفندق، تمهيداً لافتتاحه أمام رواده.

بعدها، تلقيت رسالة من الأستاذة ميرفت حطبة، رئيس الشركة القابضة للسياحة، تقول فيها إن كل المراسلات التي تمت بين الشركة، كشركة أم، ومعها شركة «إيجوث» للسياحة، كشركة فرع تتبعها، وبين الشيخ عبدالعزيز، كانت تقول بصراحة كاملة إن الاقتراب من الفندق بالهدم مخالف تماماً لأحكام عقد البيع، وإن الشيخ ليس أمامه سوى تطوير المكان، بحالته القائمة، كما ينص العقد، من أجل افتتاحه، بعد أن طال إغلاقه بأكثر من اللازم.

ولا تملك أنت، حين تسمع هذا الكلام، من رئيسة الشركة صاحبة الشأن في الموضوع كله، إلا أن تسأل في حيرة: مع مَنْ بالضبط إذن يتفاوض الشيخ، ويطلب تصريحاً بالهدم، إذا كان هذا هو الرأى القاطع للشركة التي تملك الكلمة الأولى والأخيرة، في جميع فنادق الدولة من نوعية الميريديان؟!

كنت أتوقع، ولاأزال أتوقع، أن تكون رسالة الشيخ، المنشورة قبل أسبوع، بمثابة السطر الأخير في هذه المأساة، وأن يتلقفها مسؤولونا الذين يعنيهم الأمر، وعلى رأسهم السيد أشرف سالمان، وزير الاستثمار، ليقولوا لصاحب الفندق إن خيارنا الواضح هو تطوير المكان كما هو، وافتتاحه في مدى زمنى نحدده لك، بحيث يبدأ من اليوم الفلانى، وينتهى عند اليوم العلانى، ولا شىء آخر.

كنت أتوقع هذا، ولاأزال أتوقعه، لأن عدم خروج بيان بهذا المضمون سوف يكون له معنى لا نرضاه لأنفسنا، ولا لأحد من مسؤولينا.. وبمعنى أكثر وضوحاً، فإن رسالة الشيخ المنشورة قد ألقت الكرة في ملعب حكومتنا تماماً، وكأنه كان يختبرها عن قصد، ويبقى أن تعيدها هي إليه، لأنه لا بديل آخر أمامها!