إن «داعش» تستهدف رجال الأمن فى السعودية وإنه قد تم إفشال مخططات عديدة لاستهدافهم، وإن المفهوم الاستراتيجى لداعش هو نقل العمليات الإرهابية داخل المملكة. تقوم استراتيجية «داعش» على تقسيم المنطقة إلى عدة مناطق. كانت الداخلية السعودية قد تمكنت من الكشف عن هوية الإرهابى الذى نفذ عملية انتحارية باستخدام حزام ناسف الجمعة 22 مايو، داخل مسجد الإمام على بن أبى طالب ببلدة القديح بمحافظة القطيف، مما ترتب عليه مقتل 21 شخصاً وإصابة 101. بالإضافة إلى العملية الإرهابية التى استهدفت المصلين بجامع العنود بمدينة الدمام أثناء أدائهم صلاة الجمعة الموافق 29 مايو بهدف خلق الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، والسعى إلى زعزعة أمنه واستقراره، وقتل الأبرياء الآمنين فى بيوت الله، من قبل فئة ضالة باغية امتلأت قلوبهم حقداً وكرها، لا يردعها فى ذلك وازع دينى ولا رادع أخلاقى أو إنسانى، ولقد نجح الأمن السعودى فى إحباط هذا الهجوم الذى أسفر عن مقتل وإصابة 8 أشخاص بينهم الانتحارى الذى كان يتنكر فى ملابس سيدة منتقبة. إن الإرهابيين الذين يستهدفون جموع المسلمين فى المملكة وقت صلاة الجمعة يثبتون أنهم أبعد ما يكونون عن الإسلام، الأمر الذى يدعو كل فرد إلى الوقوف إلى جانب الدولة فى مواجهتهم، فالخطر لا يستثنى أحدا لأن يد الإرهاب لها غايات باتت واضحة للعيان، وفى مقدمتها زعزعة استقرار المملكة وإثارة الفوضى، وهذا لن يتحقق، لوعى المواطنين وإخلاصهم لوطنهم. وتقوم المملكة حالياً بدراسة تأمين كل المساجد وتطبيق نظام الحراسة الأمنية المدنية.
إن حادثتى «القديح» ومسجد العنود تحتمان على الجميع التكاتف لنبذ ومكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن ووحدة الصف وعدم التفرق، ويجب على الأئمة والخطباء والوعاظ التأكيد على تعزيز الوسطية والاعتدال وترسيخ مفهوم المواطنة والانتماء، وأن العمليات الإرهابية عمل إجرامى لخلق الفتنة وزعزعة الأمن.