فيديو.. تروسيكل «أنوار» يجول كل المحافظات: «ننقل لك الأنابيب والخردوات والثلاجات»

كتب: سحر عربي الأحد 31-05-2015 00:10

يومها يبدأ مثل جميع الأمهات، ففى الصباح الباكر، توقظ طفليها الاثنين، وتحرص على توفير كل سبل الراحة لهما، قبل أن تنطلق لتمارس دوراً آخر، ربما تتشابه فيه مع بعض النساء، وهو دور المرأة العاملة، لكنها تختلف عنهن في طبيعة هذا العمل الرجولى من الدرجة الأولى، لما تقابله من مشاكل وصعاب.

بعد عملها لفترة طويلة في خدمة المنازل، وجدت «أنوار أحمد» أنها وظيفة غير آمنة بعد ثورة 25 يناير، فقررت البحث عن عمل حر، وبعد تفكير لم يطل كثيراً، اشترت أنوار أحمد تروسيكلا لنقل البضائع، فتقول: «بانقل تراب وأنابيب وتلاجات وخردوات وغسالات وكل حاجة».

نقل البضائع الثقيلة هو كبرى المشاكل التي تواجهها أنوار، فتستعين في عملها بابنها الكبير أدهم وبعض شباب منطقتها في شارع فيصل، ليعاونوها في عملية النقل.

عمل أنوار قائم على انتظارها اتصالا من أي شخص يريد نقل بضائع لتبدأ عملها، فتخرج من منزلها، تشغل الأغانى الشعبية بصوت عال، وتنطلق بالتروسيكل، الذي يجول المحافظات المختلفة، حسب مكان نقل البضائع.

«كنا 8 اخوات هيعَلِّموا مين ولا مين؟!»، هكذا تبرر دائماً عدم قدرتها على التقدم للحصول على وظيفة حكومية، فعلى الرغم من أنها طمحت كثيراً للعمل موظفة في مكان ثابت ومواعيد محددة، فإنها لم تستطع، بسبب أميتها.

نظرات مختلفة تلاحظها «أنوار» حين تقود التروسيكل، فتقول: «فيه اللى بيشوفنى بيفرح ويقولى الله يعينك وفيه اللى بيسخر منى، لكن أهل فيصل شايفين انى امرأة مكافحة ومحبوبة من الجميع».

وتقول أنوار: «كل ما أحلم به أنى أؤمن مستقبل ولدىَّ وأسدد أقساط التروسيكل».

في نهاية اليوم الشاق الذي تقضيه أنوار أحمد متجولة في الشوارع، تعود إلى طفليها، فتجلس معهما لمشاهدة التليفزيون، وتقول: «أنا مش عايزة حاجة أكتر من كدة، الحمد لله مبسوطة».