عرب «فيفا» خانوا أميرهم

ياسر أيوب السبت 30-05-2015 20:11

في لحظة فارقة واستثنائية.. سعيدة لكثيرين وحزينة ومؤلمة للبعض.. اضطر الأمير على بن الحسين للانسحاب قبل بدء الجولة الثانية من انتخابات رئاسة فيفا، أمس الأول.. وكانت الجولة الأولى قد انتهت بحصول بلاتر على 133 صوتا مقابل 73 صوتا للأمير على.. فآثر الأمير الانسحاب دون انتظار لما قد تسفر عنه الجولة الثانية، التي كانت ستنتهى حتما بفوز بلاتر وبعدد أصوات أكبر من تلك التي حصل عليها في الجولة الأولى.. وإذا كان هناك من انتقدوا الأمير بسبب انسحابه الذي لم يعجبهم.. أو كان هناك من عادوا لترديد نغمة أن الأمير على لم يكن أصلا يملك المقومات اللازمة للنجاح وليس الرجل القادر على منافسة بلاتر.. فإننى أؤيد قرار الأمير بالانسحاب.. فالرجل كان له الحق ومعه العذر.. فقد اكتشف الأمير أن الأوروبيين وحدهم هم الذين معه أو هم الذين بالفعل يريدون التغيير في فيفا بعد توالى فضائح الرشوة والفساد.. أما الأفارقة والآسيويون فهم يعيشون منذ عقود حالة غرام ساخن وعشق مجنون مع أي فاسد أو فساد.. وباتوا يرون الفساد هو القاعدة وليس الاستثناء، وهو الحقيقة الباقية والمؤكدة.. فأصبحوا يخافون من التغيير وأن يجيئهم مجهول ليس فاسدا ولن يسمح أبدا بأن يكون راشيا أو مرتشيا.. وبالطبع كان كل هؤلاء مع بلاتر.. فالذين عاشوا جيلا بعد جيل في المستنقعات يخافون السباحة في المياه النظيفة والنقية.. بل إن العرب للأسف الشديد لم يكونوا كلهم مع الأمير على بن الحسين..

فقطر لأسبابها الخاصة كانت مع بلاتر لتضمن بقاء المونديال الذي اشترته بالمال الحرام.. وكان هناك مسؤولون كرويون في البحرين والكويت خافوا أن ينجح الأمير على ويصبح رئيسا لفيفا.. رأوها كبيرة جدا على الأردن التي لا تملك المال أو النفوذ السياسى والإعلامى أن يجلس أحد أولادها على المقعد الأكبر والأهم في عالم كرة القدم.. ولم يكتف البحرينى سلمان بن إبراهيم أو الكويتى طلال الفهد برفضهما التصويت للأمير الأردنى، إنما كانا يقومان بتحريض الآخرين ودفعهم للتصويت لبلاتر.. وإذا كنت قد انتقدت كثيرا موقف الاتحاد المصرى الذي قد يكون أعطى صوته، أمس الأول، بالفعل للأمير لكنه تأخر كثيرا وخاف طويلا أن يؤيده في الوقت الذي كان لهذا التأييد قيمته ومعناه.. وإذا كنت قد رأيته سلوكا غير لائق أن يبالغ هانى أبوريدة في فرحته بانسحاب الأمير على وإعلان بقاء بلاتر رئيسا لفيفا، رغم أنها حرية شخصية لأبوريدة أحترمها بكل تأكيد.. إلا أن المفاجأة أو الصدمة الحقيقية كانت كلمة بلاتر بعد إعلان نجاحه وبقائه رئيسا لفيفا، والتى تضمنت إشادته برئيس الاتحاد الفلسطينى جبريل الرجوب وشكره على الدعم والمساندة.. شكر وامتنان من بلاتر الفاسد أحسست به مالحا على لسانى وستبقى مرارته تسكن الأصابع والذاكرة.. بل قدم الرجوب سيفا عربيا كهدية لبلاتر احتفالا بانتصاره على الأمير الأردنى على بن الحسين.. وفى الحقيقة أعطى العرب في زيورخ للعالم كله درسا رائعا في الالتزام والانتماء والحب والأخلاق.

yayoub@7-ayam.com