مازالت الحرب الساخنة قائمة وتشتعل يومياً بين قطبى الكرة المصرية، خاصة بعد نجاح رئيس الأبيض في السيطرة الكاملة على لجنه الأندية، بعد أن خربها سلفه الدكتور كمال درويش، ونجح في استبعاد الأهلى من عضويتها عن طريق صداماته وتصريحاته المعادية، التي كانت سبباً في انسحاب الأهلى والابتعاد عن الألغام القابلة للانفجار في أي وقت، وحال انتهاء المأمورية بدأ الصراع بين القطبين على ضم أكثر عدد من اللاعبين، وهناك عذر للأحمر الذي يحاول العودة إلى الماضى القريب بعد أن فشل فريقه في المنافسة على لقبه المفضل، واستغل حقه المشروع دوليا ومحليا لتجديد الدماء لعودة البطولات معتمدًا على الملايين التي دخلت خزانته من بيع مبارياته منفردًا بمبلغ 120 مليوناً لمدة ثلاثة مواسم قادمة، بمعدل 40 مليوناً في الموسم الواحد، بالإضافة إلى نشره إعلاناً عن مزايدة عقد الرعاية الجديد للمواسم الثلاثة المقبلة، والذى سيدر عليه ملايين أخرى بعد انتهاء عقد وكالة الأهرام بنهاية الموسم الحالى، وهى كافية لمساعدة النادى في تجديد دماء الفريق بصفقات من العيار الثقيل لعودة البطولات.
أما رئيس الزمالك فلم يكتف بضم 18 لاعباً في بداية الموسم الحالى، بتكلفة 32 مليون جنيه، والذين كانوا وراء تحسن العروض وتحقيق الفوز وعودة الروح والانفراد بصدارة الدورى الحالى باقتدار، بل انفتحت نفسه وبدأ في رحلة توقيع عقود مع نجوم آخرين بعضهم وقّع وقبض بالفعل، دون علم المدير الفنى، ومن الواضح أن هذه المناورات والتوقيعات نكاية في الأهلى، وهو ما اعترف به رئيس الزمالك من خلال إحدى الفضائيات حين قال بالحرف الواحد: «أى لاعب يحلم به الأهلى عقده موجود في مكتبى»، مؤكداً حصوله على توقيع جميع اللاعبين الذين يحتاجهم أو لا يحتاجهم الفريق، متهماً الأهلى بأنه سار على نفس الدرب مع ناديه طوال السنوات العشر الماضية، كما حاول من خلال لجنة الأندية الضغط على الجبلاية لزيادة عدد اللاعبين المقيدين إلى 35 بدلا من 30 لاعبا، إلا أن الاتحاد رفض الاقتراح، ألم يكن من الأولى صرف مستحقات اللاعبين الذين تم الاستغناء عنهم في بداية الموسم، وعلى رأسهم عبدالواحد السيد ومحمود فتح الله، والتى وصلت لنحو 12 مليون جنيه، ودفع ملايين أخرى ديوناً لإنبى والجونة؟!! وأين لجنة شؤون اللاعبين التي تنص لائحتها على عدم الدخول في مفاوضات مع اللاعبين في حالة سريان عقودهم مع أنديتهم وتوقيع عقوبة وقف قيد لاعبين جدد في قوائم الأندية إذا لم تصرف مستحقات لاعبيها القدامى؟!! ولكن يبدو واضحا أننا نعيش في عصر فوضى انتقالات اللاعبين دون حسيب أو رقيب من الجبلاية ولجنة شؤون اللاعبين، التي تكيل بمكيالين، وتساعد على انتشار هذه الفوضى العارمة التي ستؤدى إلى انهيار الكرة المصرية في القريب العاجل.