السياحة أهم من الطماطم
لاشك أن مصر أمرها محير، فلا يخفى على أحد أن الحالة الاقتصادية في الحضيض، ولولا المعونات الخليجية التي وصلتنا لوصل احتياطى النقد الأجنبى لأقل من مستوى الحد الأدنى، لتصبح الدولة في منطقة الخطر. باختصار: هل يمكن القول إن هناك دولا سياحية في منطقة البحر المتوسط كتركيا يأتى لها 35 مليون سائح سنويا. اليونان أكثر من 23 مليون سائح. هذا على سبيل المثال، ومصر التي تتمتع بمقومات سياحية غير موجودة. مصر التي يوجد بها ثلث آثار العالم وشواطئ 2000 كم يمكن شغلها على مدار 12 شهرا. لا نصل إلى عشرة ملايين سائح سنويا. كدنا نقترب من 15 مليون سائح قبل الثورة. انحسرت السياحة في مصر الشواطئ فقط تقريبا.
الأقصر وأسوان مع سياحة الآثار احتضرت بفعل الأعمال الإرهابية. الفنادق العائمة في الصعيد لم تعد مقصدا سياحيا مطلوبا بين شركات السياحة العالمية.
لا يوجد تقريبا غير الغردقة وشرم الشيخ. نحن الآن في أشد الحاجة إلى التركيز على صناعة السياحة. هي يمكن أن تدر وخلال فترة عائدا لا يقل عن عشرين مليار دولار وذلك في الزمن القريب.
ورغم الحوادث الإرهابية التي يعرفها العالم أجمع، والتى أصبحت يوميا، سواء في مدن مصر وشمال سيناء، فمازال هناك بريق من الأمل في أن نستعيد السياحة في عصرها الذهبى، لنصل إلى أكثر من 15 مليون سائح سنويا.
وأنا شخصيا لا أرى الدولة مهتمة بهذا الشأن بالمستوى المطلوب، حتى بلغ الاستهتار والفوضى وعدم تحمل المسؤولية أن نترك الأفواج السياحية في مطار الغردقة لمدة ثلاث ساعات لإنهاء إجراءات الوصول أو السفر، بحجة عدم وجود ضباط جوازات لإنهاء هذه الإجراءات.
أين المطار الجديد الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عدة أشهر. تبين بعد ذلك وجود أخطاء في تشغيل هذا المطار؟ أين الحقيقة؟ هل وصل بنا الحال في مصر- ونحن ندعو العالم لزيارة مصر- أن نترك السائح ثلاث ساعات في المطار، ثم نريد بعد ذلك سياحة؟
لقد عملت في مجال السياحة ما يقرب من 45 عاما، وكنت أعمل في ألمانيا وسويسرا ما يقرب من 18 عاما.
زرت معظم أماكن العالم، ولم أر أو أسمع عن تكدس في أي مطار في العالم لمدة 3 ساعات إلا لو كان هناك حالة حرب أو حظر جوى أو إضراب، ولا تنطبق هذه الحالات على مطار الغردقة.
لماذا لم يذهب وزير السياحة ووزير الطيران المدنى إلى الغردقة لإيجاد حل لهذه المهزلة؟ ولكن عندما وصل سعر الطماطم 20 جنيها، فما كان من الوزير المختص إلا أنه شرع في تخفيض ثمنها بناء على توجيهات السيد الرئيس.
الخبير السياحى
أ. نيازى شرابى