لا تمرد على رفض طاعة القانون

علي السمان الجمعة 29-05-2015 20:53

في ساحة الشوارع والميادين خلال شهور طويلة سادت الفوضى وتحدى النظام والقانون من جانب الباعة المتجولين.

وفجأة جاء رجال وزارة الداخلية والأمن ووزراء الداخلية يطبقون، وفى حزم وصرامة، ألا تمرد على رفض طاعة القانون.

وعلى مستوى آخر قام رجال القضاء بتطبيق قواعد القانون والعدالة، ومن العجب أن نرى كيف أن الحال تحول من الفوضى إلى النظام واحترام القانون، وحينما ذهبت بنفسى أتجول في شوارع وسط البلد وجدت كيف أن الطرق أصبحت خالية من المعتدين على المواطنين الآمنين.

في الواقع أن «النظام والضبط والربط» يمكن أن يتحول من حال إلى حال، من الفوضى إلى النظام، ومن الخوف من رجل الشرطة ومن حزم رجال القضاء إلى احترام القانون.

وهناك اعتبار هام هو أهمية الأمن الوطنى الذي يقوم بدور يمثل اليقظة لأنه بدون الأمن الوطنى يكون البوليس والشرطة كمن هو نائم وينقصه الحس النشط.

وأقولها بصراحة إن نموذج «اللواء حسن عبدالرحمن» رئيس الأمن الوطنى أو ما كنا نسميه وقتها «رئيس مباحث أمن الدولة» كان نموذجا نادرا ويستحق الاحترام والتقدير. وسبق لى أن التقيت به وقت حكم الوزير حبيب العدلى وشعرت وأنا أتبادل معه الفكر والرأى أن لديه وعيا وذكاء سياسيا.

وسعدت كثيرا بلقاء اللواء حسن عبدالرحمن في الأسابيع الأخيرة بمناسبة زواج ابن العزيز المستشار الزند، وكان لقاء حارا مع شخصية وطنية تستحق المحبة والمودة.

وبعد مدة من لقاء المستشار الزند سعدت وأنا أسمع الخبر السعيد باختيار المستشار الزند وزيرا للعدل، ومن لا يعرفون هذا الرجل سيكتشفون أنه قاض عادل وكشخصية عامة لن ينسى أي مواطن مواقفه الحاسمة وقت الخلاف حول قضية الإخوان المسلمين وموقفهم من الشعب المصرى الذي انتهى بهزيمتهم.

وهل لنا أن نستعين بنموذج آخر لرجل دولة كان له موقف مشرف وقت معركة الاتحادية، وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين قبل أن يصبح الآن مستشار رئيس الجمهورية، وبعد أن استقال من منصبه الوزارى متحديا الرئيس السابق مرسى.

وكان للرئيس السيسى ثقة كاملة فيه وبالتالى إعطاؤه كمستشار مهام كثيرة أفاد الوطن كثيرا.

أرجو أن نعلم أن بلدنا غنى برجاله وهم على استعداد لخدمة هذا الوطن بكل ما يستطيعون من همة وقدرة.

وأخص الأبطال الذين خدموا هذا الوطن؛ رجال الشرطة ورجال الجيش الذين استشهدوا في معارك ضد الإرهاب ودفعوا من أرواحهم ثمنا غاليا هم وأبناؤهم ليصبح اليتم قدرهم وقدر أمهاتهم، هل نتخيل أن الشهداء من الشرطة منذ يناير 2011 إلى الآن على يد الإرهابيين كان عددهم 674 فردا في حين أن من استشهدوا في عمليات اشتباك مع الجنود البريطانيين في الماضى كان عددهم 60 فقط من ضباط وأفراد الشرطة.

ومع ذلك كانت كل كلمات وشهادات الأبناء بعد الاغتيال الغادر لآبائهم تعبر عن شجاعة وصبر على مواجهة ألم التضحية.

ونفس الأبطال الذين دفعوا من أرواحهم تضحية غالية كانوا قضاة مصر من الشباب وكان ثمن التضحية هو مقابل جرأة وموضوعية وأمانة قضاة مصر الذين حكموا بالإعدام على أعضاء الجماعة الذين عثوا في الأرض فسادا، واختار قضاتنا أن يحكموا بالعدل ولم يخفهم الخوف من الإرهابيين وواجهوا مسؤوليتهم بقلوب مليئة حبا للوطن وإيمانا بالله وحده.

ومازال الأمن الوطنى يقوم بدوره بكل وعى وقوة، وبفضل جهودهم تم أخيرا إسقاط 6 خلايا إرهابية في أربع محافظات تضم 46 إخوانيا، وكانت خطة الإرهابيين اغتيال 5 من الضباط وعدد من القضاة والإعلاميين ورجال الأعمال.

وأسفر تفتيش مساكن من تم اعتقالهم عن ضبط: 4 عبوات ناسفة معدة للتفجير، وثلاثة أسلحة آلية، 3 خزنات سلاح آلى، 179 طلقة آلى، 60 طلقة خرطوش.

وفى شمال سيناء استطاعت قوات الأمن تصفية 12 إرهابيا مسلحا يمثلون خلية من أنصار بيت المقدس في منطقة جنوب الشيخ زويد.

هذه الصورة التي نقدمها اليوم للرأى العام تمثل وجها مشرفا لما قام ويقوم به الأمن الوطنى من دور يستحق التقدير والاحترام.

alyelsamman@adicinterfaith.org