تبنت السلطات التنفيذية المكلفة بشؤون التعليم فى ولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة قرارا يهدف إلى تغيير ما اعتبرته «كتبا مؤيدة للإسلام ومعادية للمسيحية» فى مناهج التعليم.
ورأت «هيئة التعليم»، التى تقوم بمهام وزارة التربية فى الولاية، أن الكتب المدرسية الحالية فى الولاية تتضمن «إشادة مبررة سياسيا بالثقافة الإسلامية وتنديدا بالحضارة المسيحية».
وينص القرار على أن الهيئة سترفض فى المستقبل كل طبعات الكتب التعليمية التى تخصص للإسلام مكانة أكبر من المسيحية أو تتضمن «تعريفا مموها للجهاد» أو تصف المسيحيين الصليبيين بأنهم «غزاة»، بينما تتحدث عن الفتوحات الإسلامية على أنها «بناء إمبراطورية».
وعبر الأعضاء المعارضون للقرار فى الهيئة، أمس، عن استيائهم من النص. وقال ريك اجوستو إنه يعكس «انحيازا تاما»، بينما رأى لورنس آلن، وهو مسلم ملتزم بالشعائر الدينية، أنه قرار «مهين» و«ظالم».
وقال معارضو القرار الذى اعتمد بسبعة أصوات مقابل ستة أصوات إنها محاولة جديدة لتسييس التعليم من قبل هذه الهيئة المحافظة جدا فيما يتعلق بقضايا المجتمع. وقالت رئيسة منظمة شبكة الحرية فى تكساس كيتى ميلر إنه «من الصعب ألا نرى أن أعضاء الهيئة الذين صوتوا مع القرار، لا يريدون شيئا سوى اللعب على الخوف والتعصب لحشد المسيحيين ضد المسلمين».
واعتبر مصطفى كارول، المدير التنفيذى لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية فى تكساس، أن هذا التصويت يأتى فى إطار ما يعرف بظاهرة « الإسلام فوبيا» أو الخوف من الإسلام وكراهية الأجانب الذى يستشرى فى المجتمع الأمريكى.
ووصف مصطفى هذا الاتجاه بأنه «اتجاه غير صحى يتعارض مع قيم المجتمع الأمريكى». كانت هيئة التعليم فى تكساس أمرت قبل أشهر بأن تركز برامج التعليم على الرأسمالية وقيم الحزب الجمهورى وشككت فى مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة كأساس للولايات المتحدة.
ويأتى هذا الجدل الجديد الذى يتعلق بالإسلام فى الولايات المتحدة بعد الجدل الذى أثاره قس فى فلوريدا هدد بإحراق مصاحف فى ذكرى 11 سبتمبر قبل أن يتخلى عن خطته، والجدل حول بناء مسجد قرب من موقع هجمات سبتمبر فى نيويورك.
وفى غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأى، أمس الأول، أن أغلبية سكان نيويورك يعترفون بحق المسلمين فى بناء مركز إسلامى ومسجد قرب موقع مركز التجارة العالمى (جراوند زيرو)، الذى تم تدميره فى هجمات سبتمبر، لكنهم يعتقدون أن البناء يجب أن يكون فى مكان آخر.
وذكر الاستطلاع الذى أجراه معهد جامعة «كوينيبياك» لاستطلاعات الرأى أن 80% من المشاركين يعتقدون أن المسلمين لهم الحق فى بناء المسجد. لكن 57% يعتقدون أن موقعه غير مناسب. وجاء فى الاستطلاع أن 67% يعتقدون أن المسؤولين عن المسجد يجب أن يقوموا طواعية بتغيير موقع البناء.