تآكلت وتقوضت الأرض الزراعية نتيجة البناء عليها، من تداعيات الزحف العمرانى بالبناء على الأرض الزراعية والغلاء الفاحش لمعظم المحاصيل الزراعية نتيجة لتناقصها، فالزحف العمرانى أسرع بكثير من خطى الدولة فى استصلاح الأراضى الصحراوية، فإن ظل الحال على ما هو عليه سوف يأتى يوم على مصر تختفى فيه أشكال الحياة فى القرية، فلم يعد الابن يتزوج فى غرفة بمنزل والديه، ويشاركهما فى الطعام والشراب، اختفى تدريجيا نظام بيت العائلة الذى يجمع الأبناء وزوجاتهم مع رب العائلة،
وأصبح للزوجين شقتهما الخاصة المستقلة، فمع اقتراب زواج الأبناء يبدأ بناء منزل جديد يسهل تقسيمه إلى شقق مستقلة، يُبنى على جزء من الأرض الزراعية، ولم تُجد تحذيرات وزارة الزراعة مع الفلاحين، فماذا لو ساهمت الحكومة فى مساعدة الفلاح فى هدم منزله القديم وبناء آخر أعلى وأكبر مكانه، ممكن تكون المساعدة مالية، أو بمواد بناء من الأسمنت أو الحديد، كنوع من التحفيز والتشجيع لإقامة البناء على أرض منزله القديم، فالفلاح يستسهل البناء على الأرض الزراعية عن هدم المنزل القديم لما يُكلف هذا من مبالغ قد تصل إلى 35 أو 40 ألف جنيه، فلو ساهمت معه الدولة فى هذا الأمر سوف يترك الأرض الزراعية للزراعة، ويكون ماتقدمه الدولة حسب الاتفاق من يريد مبلغا من المال أومن يريد مواد بناء، نعم هذا سيكلف الدولة الكثير لكن هى نفس حسبة استصلاح الأرض الصحراوية، فالأولى الحفاظ على الأرض الزراعية الخصبة!
حنان عمار- أسيوط