أن تخرج مظاهرة شعبية تحمل الرائد أحمد صالح، رئيس مباحث قسم ثان الزقازيق على الأعناق، وترفض قرار نقله إلى إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الشرقية، وتتمسك ببقائه، وتتضامن مع زملائه الضباط وأمناء الشرطة الرافضين لنقله، ويغلقوا أبواب القسم بالجنازير، رفضاً للقرار الذى صدر من القاهرة، يقيناً هو ضابط شرطة صالح، ليت كل ضباط الشرطة فى مستوى آدمية هذا الضابط الصالح.
هذا النموذج الصالح ترفع له القبعة، رئيس المباحث عادة هو بعبع المنطقة، الباشا رئيس المباحث، هو من يفتش، ويضبط، ويحقق، ويطارد، رئيس المباحث نازل، المباحث تلبش المنطقة، ومرور رئيس المباحث قصة وحكاية، وصوّرته الدراما الشعبية خشية. ضابط يرتدى ثياباً مدنية، مخيف، ذو أنف مدربة تشم المجرمين، ويشك فى أصابعه، ويسلك الدروب الصعبة وصولاً إلى الدليل فى بطن الزير.
وتسمع عجباً، أما حتة رئيس مباحث، ياااااه على رئيس المباحث، الرائد الصالح أحمد صالح جاء ليغير الصورة، ليمحو صورة، ويرسم صورة، صورة رئيس مباحث إنسان، يتعامل بآدمية، يحترم الناس، يعاملهم بالحسنى، من هنا تبدو المفارقة صارخة، الناس يهتفون لرئيس المباحث، سابقة حميدة.
أول مرة فى تاريخ الداخلية تخرج مظاهرة تحمل ضابط مباحث على الأعناق، وترفض أن يغادر القسم، ويتمسك ضباطه ومرؤوسوه ببقائه، عجباً، لو كنت مكان وزير الداخلية لكرمت هذا الضابط، ومنحته مكافأة استثنائية، كيف يتسنى لضابط أن يحظى بكل هذا الحب بين الناس، لدرجة حمله على الأعناق، يقيناً هذا ضابط صالح.
مثل هذه النماذج الصالحة الداخلية أحوج ما نكون إليها، أنسنة وزارة الداخلية بهذه النماذج المبشرة، ونشرها فى أقسام الشرطة تغير من صورة الداخلية أكثر من أى حملات للعلاقات العامة، وأعتقد أن الوزير مجدى عبدالغفار عليه واجب الثناء لهذا الضابط الأمين على شرفه المهنى، والإنسانى، وسلوكه القويم الذى مَكَّنه من قلوب الناس من حول القسم، ويكافئ الناس بأمثاله، وإذا كانت للضرورات الأمنية أحكام فى نقله، فإن للضرورات الشعبية أحكاماً فى وجود أمثاله بين الناس.
الفطرة الشعبية لا تكذب، وكما احتضنت شهداء الشرطة الأبرار فى معركتهم الشريفة ضد الإرهاب، تحتضن رئيس المباحث، وتحمله على الأعناق فى مشهد يذكرك بأيام الفخار إبان ثورة 30 يونيو وبعدها، مظاهرة ناس الزقازيق، حباً فى هذا الضابط الصالح، تصلح أرضية للبناء عليها، كيف تكون ضابطاً وصالحاً، كيف تكون مباحث ولا تخسر قضيتك بين الناس، كيف تكسب جمهورك، كيف تدخل القلوب ولا تغادرها، حتى لو غادرت موقعك إلى موقع جديد؟!!!
سيادة الوزير أكرم هذا الضابط الصالح، وشدد على أن يستكمل رسالته، وبر الناس بأمثاله، وهم كثر، وثمّن جهده وعطفه واحترامه للناس، يقيناً هناك مثل هذا الصالح صالحون، واضرب لضباطك مثلاً بهذا الضابط الصالح، ودرّس لهم تجربته الحية التى أسرت قلوب الناس فى الزقازيق. الرائد أحمد صالح نموذج ومثال للصلاح.