رجل العاشرة.. وتذكرة ذهاب وعودة لريـال مدريد

كتب: منار سرحان الثلاثاء 26-05-2015 19:35

«رحل رجل العاشرة» هكذا جاء رحيل أنشيلوتي في نظر جماهير ريـال مدريد التي رغم انقسامها في العديد من المواقف على أسماء اللاعبين وحتى المدربين إلا أن قرار رحيل أنشيلوتي وبسبب «الاسم» المطروح لخلافته جعلت الجماهير تتفق هذه المرة بأن بقاء المدرب الإيطالي وإكماله لعقده قد يكون هو الخيار الآمن والأفضل.

ولكن بعيدًا عن رغبة جماهير ريـال مدريد وعن مدى صحة قرار إقالة أنشيلوتي من عدمه الآن، في هذا التقرير سننظر لإقالة أنشيلوتي من جانب آخر، ولماذا يعتبر قرار إقالة أنشيلوتي في مصلحة الإيطالي نفسه؟ ولماذا إقالته الآن تعني عودته مستقبلاً؟

البطولات ..

أنشيلوتي نجح في أن يصبح أول مدرب في تاريخ ريـال مدريد يفوز بأربعة ألقاب في عام واحد من بينها بطولة الكأس على حساب الغريم التقليدي برشلونة وبطولة دوري أبطال أوروبا على حساب أتليتكو مدريد، وهي البطولة الذي ظلت مستعصية على النادي لمدة 12 عاما ونجح خلال تلك البطولة في التخلص من العقدة الألمانية لريـال مدريد.

ورغم أخطائه في النصف الثاني من الموسم الحالي رحل وهو يملك ثاني أعلى نسبة انتصارات وأهداف ونقاط في تاريخ النادي ويحمل في رصيده سلسلة الانتصارات الأطول في إسبانيا بـ22 مباراة.

اللاعبين ..

«أشكر الله بأنه لدي مدرب مثله».. «تواضعه هو مفتاح نجاحه، فهو مثل المفتاح االضائع لريـال مدريد وقد وجدناه».

كانت هذه تصريحات بيبي وراموس خلال العامين الماضيين، فالمدرب الإيطالي نجح أيضا في أن يفوز بعلاقته مع غرفة ملابس مليئة بالنجوم ولأول مرة منذ فترة كبيرة خرج عدد كبير من لاعبي الفريق على رأسهم كريستيانو وراموس ومودريتش وكروس وجيمس للحديث عن المدرب في الإعلام من أجل دعم بقائه في مدريد.

ولكن رغبة اللاعبين لم تشفع للمدرب لدى رئيس ريـال مدريد فلورنتينو بيريز ولكن كان ذلك له مردود آخر وأجبر الرئيس الإسباني على الخروج في مؤتمر صحفي من أجل الإعلان عن رحيل المدرب ووصفه بالقرار الصعب.

الإعلام الإسباني..

يعتبر أحد أكثر الأشياء مزعجة في الكرة الإسبانية، ففي ظل البحث الدائم عن خبر أو تعليق تجذب جمهور ريـال مدريد حول العالم فلا يهتم ما هي عواقب تلك الأخبار حتى إذا كانت تلك الصحف ذات طابع «مدريدي» وتسبب ذلك في العديد من المشاكل مع مدربين سابقين على رأسهم كابيلو، ومورينيو، ولكن مع أنشيلوتي الإعلام الإسباني لم يجد سبيل «الأذى» خلال عامين بسبب عامل الهدوء.

استغل أنشيلوتي هدوئه في «الهروب» من هجوم الصحافة في موسمه الأول رغمه إشراكه لكاسياس كبديل في الدوري، ونجح في الاحتفاظ بإيسكو «الإسباني» كبديل مناسب للفريق ونجح أيضا بسياسة «التسكين» في تفادي حروب الصحافة الإسبانية.

وبجانب سياسة الهدوء كان أنشيلوتي يقوم بعدد كبير من الحوارات للصحف ووسائل الإعلام الإسباني ليرضى «فضول» الإعلاميين وكان ذلك له تأثير حتى رحيله في آخر مؤتمر صحفي له عندما خرج وسط تحية من الإعلامين وهو شىء نادر الحدوث لغير الإسبان هناك.

الجماهير ..

ولأن في النهاية يعتبر رأي الجماهير في كرة القدم هو المقياس الأول للمدرب أو لاعب كرة القدم، فأنشيلوتي نجح في أن يفوز بجماهير ريـال مدريد الذي يملك أحد أكثر الجماهير «تطلبًا» في عالم كرة القدم، فعلى الرغم من إنهائه الموسم الثاني دون تحقيق بطولة كبرى إلا أن المدرب الإيطالي نجح في الفوز بجمهور البيرنابيو الذي قرروا دعمه في المباراة الأخيرة في الدوري أمام خيتافي.

فأنشيلوتي منذ انتهاء الموسم وهو يصرح برغبته في البقاء في ريـال مدريد ولأن الجمهور الإسباني لديه ولاء «مؤذي» في بعض الأحيان لكل ما هو إسباني جاءت تصريحات أنشيلوتي الأخيرة بأنه سيقضي عاما من الراحة من كرة القدم في إسبانيا ليزيد ذلك من رصيده المفاجئ لدى جمهور ريـال مدريد الإسباني بالتحديد وليتحول غضب فشل الموسم نحو فلورنتينو بيريز.

أنشيلوتي أيضا أكمل سلسلة «الوتر العاطفي» بتقديمه طلب للحصول على تذاكر موسمية لمباريات ريـال مدريد الموسم المقبل ليحضر مباريات الفريق من المدرجات كمشجع.

كل ما سبق يصب في مصلحة أنشيلوتي الذي دون أن يدري أصبح «بطل» في مدريد وطالبوا ببقائه بحثا عن استقرار الجهاز الفني، ولكن كيف أصبح رحيله في مصلحته ؟

نية إقالة أنشيلوتي من قبل إدارة مدريد أصبحت متوافرة منذ هزيمة الفريق أمام أتليتكو في مباراة الدور الثاني من الليجا، وجاءت هزيمة الكلاسيكو لتؤكد ماركا تلك النية رغم نفي بيريز وإدارته وخروجه في مؤتمر صحفي ليقول «يحدث ما يحدث فأنشيلوتي مستمر»

ولذلك أصبح فكرة إستمرار أنشيلوتي لموسم ثالث محفوف بالمخاطر بالنسبة للمدرب الإيطالي فأي خطأ آخر لن تتحمله إدارة مدريد وسيصبح كل ما قدمه في موسمه الأول في خبر كان.

خروج أنشيلوتي الآن كـ«ضحية» لإدارة مدريد ووسط سخط جمهور مدريد بسبب خروجه، ترك الباب مفتوحًا لعودة أنشيلوتي مرة أخرى، فالمدرب الإيطالي وحديثه عن بقائه في مدينة مدريد يعني بأنه سيكون دائمًا في الصورة والإختيار الأول في حال سقوط أي مدرب أخر، وعودته سيكون له واقع أقوى كـ«عودة رجل العاشرة»