«أم البنات- هكذا يطلق عليها أهل قريتها- هجرها زوجها» الأرزقى «منذ 15 عاما تقريبا، ضاق به الحال ترك لها نصف دستة من الأبناء، هرب بلا رجعة بعد أن أصبح عاجزا عن تلبية مطالبهم، هى ربة منزل، فى أواخر العقد الخامس من عمرها، مريضة بالسكر، تسكن بالإيجار لديها 4 بنات منهن متزوجة، والباقى يقمن معها فى المنزل، ولديها ولد مصاب بعاهة مستديمة فى قدمه نتيجة حادث سيارة منعه من العمل، والآخر صغير على العمل، رق قلب زوجها يوما عندما علم أن إحدى بناته تجرى عملية جراحية، وكانت الزيارة مصدر لمأساتها، حيث غاب الزوج من جديد وقطعت الشؤون الاجتماعية ما كان يصرف لها من جنيهات قليلة تعينها على الحياة.
تقول بعدما أصبح الحمل ثقيلا عليها، تقدمت إلى مكتب الشؤون الاجتماعية فى قريتها، «عمر مكرم» التابعة لمركز بدر، بمحافظة البحيرة، ليصرفوا لها معاشا يساعدها على تربية أولادها وعلاجها، طلبوا منها ما يثبت هجر الزوج لها، ساعدها أهل الخير من جيرانها فى إحضار الخطابات المطلوبة، وبعد عام من المرار -على حد قولها- تقرر لها معاشا قيمته 120 جنيها، إضافة إلى معاش والدها المتوفى البالغ 240 جنيها، أى بإجمالى 360 جنيها فى الشهر لأسرة من سبعة أفراد، أى ما يعادل 12 جنيها فى اليوم، ورغم أن جنيهين لا تكفى كل فرد منهم، رضيت وحمدت الله، وزوجت ابنتين، بمساعدة أهل الخير.
واستمر الحال هكذا حتى تعبت ابنتها الكبرى، وأجرت عملية فى الغدة النخامية، علم والدها ورق قلبه، وحضر إلى القرية وزارها فى منزل زوجها وانصرف فى نفس اليوم، وعلم مكتب الشؤون الاجتماعية بالزيارة، وقرر إيقاف المعاش دون إبلاغها.
ذهبت ابنتها إلى مكتب بريد القرية لصرف المعاش، نظرا لمرضها، وفوجئت بعدم وجوده، وقالوا لها «لازم والدك يطلق أمك، أو ترفع قضية خلع، حتى تتمكن من صرف المعاش مرة أخرى».
اختتمت الأم مأساتها بمناشدة الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، بإنقاذ أسرتها من الدمار، فقد باتت مهددة بالطرد من المسكن الإيجار ولا تجد ما تعيش منه وبناتها وابنيها.