يواجه سور الكورنيش القديم خطر الاختفاء بسبب سرقة البعض عددا من أحجار «الميمونايت»، التى استخدمها الخديو إسماعيل فى بنائه عام 1882، مما نتج عنه حدوث هبوط أرضى فى بعض المناطق المجاورة للكورنيش.
وقال الأثرى محمد عبدالعزيز نجم، مدير عام التوثيق الأثرى لآثار الإسكندرية والوجه البحرى وسيناء، إن منطقة الميناء الشرقية تُعد من المناطق التاريخية فى الإسكندرية، والتى اهتمت بها الدولة فى عهد الخديو إسماعيل عام 1882، عندما شرع فى تخطيط المدينة القديمة على الطراز المعمارى الأوروبى، حيث كلف الخديو المجلس البلدى وقتها بإنشاء ما يسمى «أرميجاه» – حاجز حجرى – بهدف تحديد عمليات الدخول والخروج من وإلى الميناء الشرقى، خاصة الجزء الواصل من المنطقة الواقعة بين السلسلة أمام المكتبة، وحتى قلعة السلطان قايتباى، وكانت به فتحتان: واحدة لدخول السفن والأخرى لخروجها، فضلاً عن فنار صغير.
وأضاف نجم لـ«إسكندرية اليوم»: «بنى الخديو السور لأسباب عديدة، من بينها إحكام السيطرة على دخول وخروج السفن، وتخفيف حدة التيارات البحرية وتكسير شدة الأمواج التى كانت سبباً فى تآكل الشاطئ، خاصة أمام النصب التذكارى للجندى المجهول، الذى كان قاعدة لتمثال الخديو إسماعيل، الذى أمر بإنشاء حاجز حول الميناء الشرقى بالقرب من الشاطئ، والذى حدد طريق الكورنيش فى هذه المنطقة، واستخدم فيها كتلا ضخمة من حجر (الميمونايت)، وهو من الأحجار الصلبة».
وقال الأثرى أحمد عبدالفتاح، مستشار المجلس الأعلى للآثار، المشرف العام على آثار ومتاحف المحافظة، إن التيارات البحرية وشدة الأمواج تسببت فى تآكل بعض أجزاء السور وانهيارها، خاصة فى الجزء المواجه لفتحتى الدخول والخروج إلى الميناء، مما تسبب فى إحداث هبوط أرضى فى الشارع الموازى للسور، خاصة أمام مبنى القنصلية الفرنسية والجندى المجهول ومجمع المحاكم فى المنشية، مما حدا بالمسؤولين فى المحافظة إلى إنشاء حاجز خرسانى للأمواج بالشكل الحالى.
وطالب عبدالفتاح بدراسة كيفية حماية الشاطئ، ورفع جميع البلوكات الخرسانية الموجودة حالياً، وإعادة شكل السور الذى أنشئ فى عهد الخديو إلى ما كان عليه، لافتا إلى أن الترميمات تجرى بخامات ومواد مخالفة تماماً للأحجار القديمة الأصلية، التى بُنى بها.