دعا مشايخ وقيادات الطرق الصوفية والأشراف، رجال الدين الإسلامى والمسيحى، إلى سرعة عقد لقاءات لتهدئة الأوضاع عقب تصريحات الأنبا بيشوى وقالوا إن تصريحاته لا تمثل الجانب المسيحى.
وطالبوا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بتفعيل برنامج «الوحدة الوطنية» مع رجال الدين الكنسى، بالإضافة إلى مطالبة المشيخة العامة للطرق الصوفية بدعوة الدعاة والمريدين لاحتواء أى رد فعل غير مسؤول من الجانبين.
وقال الشيخ محمد علاء ماضى أبوالعزايم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ الطريقة العزمية، إن القرآن غير محرف ومحفوظ من الله وطالب بعدم الخوض فى اتهامات التحريف بين الديانات حفاظاً على المواطنة والتعايش مع الآخر.
وأضاف «القرآن أمرنا بالمودة مع المسيحيين وعدم تكفيرهم واعتبارهم أهل كتاب»، وتابع بقوله: «إن تصريحات الأنبا بيشوى لا تمثل الإخوة المسيحيين فى وجود البابا شنودة»، مطالباً بعدم الانفعال السريع من رجال الدين فى مواجهة تلك التصريحات حتى يعلن البابا بياناً كنسياً. ولفت إلى أن الطرق الصوفية تعمل من خلال المواقع الإلكترونية والمؤتمرات على ضرورة التحاور بين المسلمين والمسيحيين للتعايش والاتحاد.
وطالب أبوالعزايم المشيخة العامة للطرق الصوفية بسرعة تنفيذ برنامج «الوحدة الوطنية» لتهدئة الوضع، قبل رد فعل غير مسؤول، عن طريق دعاة الصوفية ومريديها المنتشرين فى المحافظات. ووصف الشيخ عبدالباقى الحبيبى، شيخ الطريقة الحبيبية، تصريحات الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، مطران دمياط وكفرالشيخ، بأنها: «كلام غير مسؤول من شخص مسؤول» وتابع: «القرآن لم يخطئ فى حق أى ديانة وحث المسلمين على ضرورة التعامل مع المسيحيين واحترامهم وليس محاربتهم».
وقال إنها ما يفعله «بيشوى» هو نوع من المغالطات التى يحاول أن يقنع بها أتباعه لتثبيت عقيدتهم، ولفت إلى أن تصريحاته ستشعل نار العنف والفتن الطائفية، وأشار إلى أن مكانة بيشوى كرجل ثان فى الكنيسة، وقوله إن القرآن محرف ينذران بكارثة حقيقية فى البلد.
ودعا الحبيبى، بيشوى إلى الحفاظ على وحدة البلد والالتزام بتعاليم الإنجيل الداعى للمحبة والسلام، كما طالب شيخ الأزهر وكبار قيادات الإسلام بالاجتماع مع كبار رجال الدين الكنسى، لإنقاذ الوحدة الوطنية والتأكيد على لغة التسامح والبعد عن العنف. ومن جانبه، أدان السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف، تصريحات الأنبا بيشوى عن القرآن وأبدى اندهاشه من خروج مثل هذه التصريحات من رجل مسؤول، رغم العلاقات الطيبة التى تجمع رجال الدين الكنسى مع رجال الأزهر.
وأضاف أن أى رجل دين فى أى ديانة يجب أن يتسم بآداب الحوار واحترام الديانات الأخرى، وعدم إثارة الفتن والتفرقة ولفت إلى أن المسلمين ملتزمون بتعاليم القرآن والسنة، فى المودة والمحبة مع المسيحيين، خاصة الأقباط رغم أى تصريحات غير مسؤولة. واتفق الشريف مع الحبيبى فى مطالبة شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية وكبار رجال الدين الإسلامى، بعقد اجتماعات ولقاءات مع رجال الدين المسيحى، وفتح باب للتحاور وتوضيح المفاهيم المغلوطة، وتوجيه النصح إلى كل متعصب يريد أن يثير الفتن فى البلاد ومحاسبة المخطئين من كلا الطرفين.