أخيراً.. صاحب الميريديان يتكلم!

سليمان جودة الإثنين 25-05-2015 21:16

تلقيت رداً من الشيخ عبدالعزيز الإبراهيم، صاحب فندق الميريديان، يقول فيه ما يلى:

أولاً: يقول إنه اشترى الفندق المكون من 17 طابقاً فى مزاد علنى عالمى، وإن ملكيته انتقلت إليه وفق عقد مسجل فى الشهر العقارى، وإن العقد يلزمه بزيادة الطاقة الفندقية إلى 1000 غرفة، وإنه وفاء لهذا البند فى العقد، قد أقام الفندق المجاور من 715 غرفة بارتفاع 45 طابقاً، وإنه بذلك يكون قد أوفى بتعهده مع الحكومة المصرية.

ثانياً: يقول إن مبنى الميريديان يتكون من 274 غرفة، تقوم على 14 ألف متر، فى حين يتكون الفندق الجديد المجاور من 715 غرفة على 7 آلاف متر، وإنه طلب من شركات عالمية دراسة جدوى لتجديد المبنى، فكانت النتيجة سلبية وقالت إنه، كمبنى تنقصه مرافق متعددة، وإن تجديده كما هو، سوف تكون له أضرار بيئية، وصحية، وهندسية، لأنه متهالك.

ثالثاً: يقول إنه لهذا السبب، تقدم إلى جهات الاختصاص السيادية فى البلد، بطلب بناء أبراج عالمية فى مكانه، تواكب البرج المتمثل فى الفندق المجاور، الذى يعلوه مطعم دوار لا ينافسه فى العاصمة إلا مطعم برج القاهرة.

رابعاً: يقول إن تصميمات الأبراج العالمية التى ستكون فى مكان الميريديان، لو وافقت الجهات المختصة على ترخيصها، سوف تأتى على شكل هرمى يحاكى تاريخ المصريين، وإنه ليس من المعقول أن تقوم 274 غرفة على 14 ألف متر، فى مقابل 715 غرفة فى فندق مجاور على 7 آلاف متر، وإن كل ما يريده هو استغلال هذه المساحة الكبيرة، وإن الأبراج التى يخطط لها ستشمل شققاً فندقية، وغرفاً، ومولات ودار سينما، ومبنى إدارياً، وسيعمل فيها جميعاً ثلاثة آلاف مصرى.

خامساً: يقول إنه بناءً على توجيهات من محافظة القاهرة قام بإجراء دراسة مرورية للمكان، وانتهى منها، وإنه يحاول الحصول على التراخيص المطلوبة من عام 2004، وإنه إذا حصل عليها، سوف ينفذ كل ما أشار إليه، وإذا لم يحصل عليها، فسوف يطوِّر الميريديان بحالته الراهنة، خلال المدة التى سيتم الاتفاق عليها.

سادساً: يقول عن شيراتون الغردقة إنه اشتراه فى مزايدة عالمية عام 1991، وإنه بدأ العمل فيه، بغرض إقامة مشروع سياحى متكامل من حوله، وأنفق عليه 26 مليون دولار، ولكن العمل توقف لأسباب خارجة عن إرادته طوال الفترة السابقة التى يصفها فى رسالته بأنها كانت لا شك فاسدة، وإن محافظ البحر الأحمر الموجود وقتها، هو السبب فى توقف العمل، لأنه شق طريقاً عاماً وسط المشروع، بما أدى إلى مرور السيارات العامة فى منتصف أرض مشروع سياحى!

سابعاً: يقول إن فى البحر الأحمر الآن، محافظاً جاداً، وإنه، أى الشيخ عبدالعزيز حصل فى 23 إبريل الماضى على تراخيص بناء المشروع، الذى سيكون معلماً من معالم السياحة فى الغردقة، وإن المشروع لم يتوقف إلا لفساد دام طويلاً ثم زال.

انتهت رسالة الشيخ عبدالعزيز، وبقى أن أقول عنها ما يلى:

أولاً: العبرة يا شيخ عبدالعزيز فى موضوع الميريديان على بعضه، هى بما يقوله العقد الذى يوصف دوماً بأنه شريعة المتعاقدين، وإذا كان العقد ينص - كما تقول أنت - على زيادة الطاقة الفندقية إلى 1000 غرفة، فهذا غرض قد تحقق وانتهى الأمر، وكان تحققه ببناء الفندق المجاور من 715 غرفة، وبالتالى فلا التزام آخر عليك، يا شيخ عبدالعزيز، يجعلك مطالباً ببناء غرفة واحدة جديدة فى المكان.

ثانياً: ليس معنى وجود الميريديان بغرفه الـ274 على مساحة 14 ألف متر، أن نفكر فى زراعتها بالأسمنت.. بل العكس هو الصحيح.. وهذا العكس هو أن قيمة الميريديان تظل بالمساحة الكبيرة المفتوحة من حوله، وبشكله القائم ولسنا نحن، ولا أنت، فى حاجة لخنق المساحة، ومن ورائها المكان كله، بمولات، ومبان إدارية، وسينمات، وشقق فندقية، ليس هذا هو مكانها بالقطع.

ثالثاً: أنت يا شيخ عبدالعزيز تقول إنك إذا لم تحصل على التراخيص المطلوبة، فسوف تطور مبنى الميريديان القديم، كما هو، وهذا، بالضبط، ما نريده، ثم إن هذا يعنى بالضبط أيضاً، أن تطويره بحالته، ممكن، فلماذا إذن، إصرارك على هدم مبنى يشكل قيمة تاريخية لدى المصريين؟!

رابعاً: أنت رجل مستثمر كبير، وأنت تصف مصر فى أكثر من موضع فى رسالتك بأنها بلدك الثانى، ولا أظن أنه من الحكمة فى شىء، أن تعمل فى بلدك الثانى هذا، وسط مناخ عام ضدك، فما لمسته أنا، من خلال صدى ما كتبته عن الموضوع، أن هناك رأياً عاماً يرفض تماماً هدم الميريديان، أو حتى مس طوبة واحدة فيه، وحين يكون الأمر هكذا، فإن الحكمة تقتضى منك، أن تحترم هذا الرأى العام، وأن تنزل عند رغبته، وألا تصطدم به، وألا تسمع كثيراً لمسؤولين فى الحكومة، حاليين أو سابقين، لأن هؤلاء قد ثبت بكل أسف، أنهم دون المستوى من حيث حرصهم على أصول هذا البلد، أو صورته بين البلاد.

شيخ عبدالعزيز.. يمكنك إقامة مشروعك، فى أى مكان تحبه على أرض بلدك الثانى، إلا مكان الميريديان، لأنك إذا أقمته فى هذا المكان، بتواطؤ مؤسف من مسؤولين حاليين وسابقين، فسوف تكسب مالاً كثيراً، ولكنك سوف تخسر عطف كل مصرى محب لك، ولبلدك العزيز علينا جميعاً، ومخلص لبلده، الذى هو بلدك الثانى.

شيخ عبدالعزيز.. لا تسمع لهؤلاء الذين يزينون لك مشروعك على النيل، من بين مسؤولينا، فهؤلاء يقودونك إلى ما لن تحبه، وهؤلاء لا يصلحون بكل أسف، لأن يكونوا مسؤولين فى بلد بوزن مصر، فضلاً عن أن يكونوا مواطنين.. هؤلاء، بكل أسف، للمرة الرابعة أو العاشرة، لا يهمهم ماذا يعطون لبلدهم، لأن الأهم عندهم ماذا يأخذون منه، فلا تطاوعهم، لأن مصلحتك ليست هى أبداً التى تهمهم.. إنما مصلحتهم هم!.. وأظن أنك تدرك ذلك جيداً وتراه!