حتى الأسبوع رقم 29 من الدوري الإنجليزي، كانت الكثير من الأمور عالقة، ولكن مركزين فقط ثابتين منذ وقت طويل ويبدو أنهما سيستمران على ذلك حتى نهاية الموسم: تشيلسي في المركز الأول، وليستر سيتي في المركز الأخير. الجزء الأزرق من لندن احتفظ بموقعه فعلاً وفاز بالدوري قبل عدة أسابيع من النهاية، بينما كان ليستر سيتي يخطط لمعجزة بكل المقاييس.
حتى الأسبوع رقم 29، فاز ليستر سيتي في 4 لقاءات فقط.. وتعادل في 7.. وخسر 18 مباراة، جمع 19 نقطة، مستقراً فيها في جدول الترتيب، على بعد 10 نقاط كاملة عن المراكز البعيدة عن الهبوط، بدا أمره منتهياً، في الدرجة الثانية إكلينيكياً، وقتها تحديداً بدأت المعجزة.
في 4 أبريل، بعد توقف لمدة أسبوعين في الدوري، عاد الفريق للعب مباراة أمام «ويست هام»، حتى الدقائق الأخيرة كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدفٍ لمثله، وويست هام أخطر وأقرب لهدفٍ ثانٍ، وفجأة.. أحرز أندي كينج هدف لليستر في الدقيقة 86. كانت لحظة سعيدة لـ32 ألف مشجع حضروا إلى الإستاد يومها، لم يغير الفوز شيئاً في قناعة هبوط الفريق.
تلك القناعة بدأت تهتز فقط حين فاز الفريق في المباراة التالية 2-3 على ويست بروميتش خارج ارضه، سيناريو المباراة مجنون، كان الفريق خاسراً بشكل متوقع حتى الدقائق الأخيرة، قبل أن يتعادل في الدقيقة 80، وفي الدقيقة 91 يحرز هدف الفوز، نجم الفريق«كامبياسو» يرى أن الـ11 دقيقة تلك هي السبب في المعجزة التي اكتملت بعد ذلك، وأن الجميع كان يصرخ في غرفة الملابس بأننا نستطيع البقاء في الدوري.
فوز مهم وفارق جداً على فريق ممتاز هذا الموسم مثل «سوانزي»، ثم فوز ثاني على التوالي خارج الديار أمام بيرنلي –الذي يسبقه في ترتيب الجدول-، 12 نقطة متتالية جعلت الفريق في المركز الـ17، دفعة أكسجين منحته الحياة وأخرجته من منطقة الهبوط للمرة الأولى منذ 20 جولة كاملة!
الخسارة أمام تشيلسي بعد ذلك لم تكن كارثية ولم تهز ثقة الفريق، خصوصاً مع أداءهم الرائع أمام (البطل) –الذي توج رسمياً في تلك المباراة-، ليعيد الفريق نفسه إلى طريق الانتصارات مرة أخرى بفوز عظيم بثلاثية ليونارد يولوا على نيوكاسل.
المباراة السابعة منذ انتفاضة ليستر كانت أمام ساوثهامبتون، والفوز فيها 2-1 أمام «الحصان الأسود» للدوري الإنجليزي كان أهم لحظة في المعجزة، ربما لأن الجميع أدرك حينها أن المعجزة حدثت فعلاً، وأن هذا الفريق، الذي كان في القاع بـ19 نقطة قبل 7 أسابيع فقط.. صار الآن في المركز الـ15، على بعد نقطة واحدة فقط من ضمان البقاء في الدوري.
تعادل مع سندرلاند 0-0 ضمن ذلك، قبل أن ينهي ليستر سيتي معجزته الصغيرة بمباراة عظيمة أمام الهابط كوينز بارك رينجز، والفوز 5-1 في احتفالية كبرى لجماهير بفريقهم الذي جعل المستحيل ممكناً.
قد يكون الأمر لا يعني شيئاً لأغلبية سكان العالم، ولكنه بالنسبة لسكان المدينة الصغيرة، والـ31 ألف مشجع الذين اعتادوا الذهاب في عطلة كل أسبوع لمشاهدة فريقهم، صار الأمر حكاية تستحق أن تروى، أو كما يصف «إيستبان كمبياسو»، الذي فاز بالثلاثية رفقة إنتر ميلان عام 2010، وحقق نجاحات كبيرة في حياته كلاعب كرة، ولكنه في تصريحٍ على هامش فوزه بـ«لاعب العام» في ليستر سيتي بتصويت الجمهور قال«أن أكون هنا، وأساعد هذا الفريق في البقاء بالدوري، هو أحد أجمل ما مررت به كلاعب كرة».