«بر عنخ» هو مصطلح غاية فى الأهمية، كان له دور مهم فى الحضارة المصرية القديمة، ومعناه «بيت الحياة». فما هو بيت الحياة؟ أطلق المصرى القديم هذا الاسم على مبنى ملحق بالمعابد الكبرى، وكان هذا المبنى مؤسسة للأعمال العلمية والدينية عند المصريين القدماء، أى مدرسة لتعلم الكتابة وتخريج الكتبة، وكذلك كلية لدراسة باقى العلوم. وكان يصمم كمبنى ملحق بالمعبد إلا باستثناء واحد عُرف فى عصر العمارنة حيث كان بناء منفصلاً عن المعبد، بُنى من الطوب اللبن، وكان يحوى أهم ما كُتب من كتب خُطت على أوراق البردى، والتى خرجت منها إحدى نسخ بردية سولت الشهيرة التى حوت بعض النصوص الطقسية، والتى تحكى عن أساطير بعض المعبودات المصرية، والتى وصفت وشرحت لنا أيضا جانباً من الطقوس التى كانت تقام فى «بيت الحياة».
وكما ذكرت فكان لكل معبد كبير «بر عنخ»، أى «بيت الحياة»، وقد عُرف «بيت الحياة» الذى أنشأه الملك شبسسكاف من عصر الأسرة الرابعة فى الجيزة كإحدى أشهر هذه المدارس، وعلى الأقل فى فترة لاحقة فى العصر المتأخر، كان يلحق بـ«بيت الحياة» مكتبة زاخرة بكتب من لفائف البردى التى تمثل مؤلفات دينية وأدبية، والتى كانت تُعرف بالكتب السرية.
ومنذ عصر الدولة القديمة كان «بيت الحياة» يعد جامعة للآداب والعلوم، وهو ما عُرف من النصوص الممثلة على جدرانه منذ عصر الأسرة التاسعة عشرة. وكان كل ما يُحفظ فى «بيت الحياة» يُوصف بالمعارف «السرية». وكان يحوى قسما خاصا لدراسة الطب، والتى عُرفت بوضوح كمدارس للطب فى مصر القديمة اعتباراً من عصر الأسرة 26، وكان أشهرها مدرستى الطب فى «بيت الحياة» فى معبدى أبيدوس وسايس. ولعل هناك رابطا حقيقيا فى تسكين مدرسة الطب فى «بيت الحياة» إذ إن الأطباء لهم دور فى الحفاظ على الحياة بعلاجهم للمرضى.
وعُرفت أيضا مدارس لعلوم الفلك والرياضيات فى «بيت الحياة»، ودرس فيها المعماريون الذين شاركوا فى بناء المعابد والمقابر الملكية، وهم بذلك يساهمون فى تعمير الكون والحفاظ على العالم. كما تعلم فى «بيت الحياة» الفنانون والنحاتون الذين كانوا يحصلون من خلال تعلمهم على معلومات عن النقوش والزخارف وأيضا تصميمات المبانى، فقد ذُكر فى نصوص معبد دندرة أن هذا المعبد تم بناؤه على تصميم قديم محفوظ فى صحف مقدسة خطها المعبود جحوتى، وكانت محفوظة فى «بيت الحياة». ويُذكر فى نصوص لوحة المجاعة المنقوشة على صخور أسوان، والمكتوبة فى العصر البطلمى، وتعود قصتها إلى عصر الملك زوسر من الأسرة الثالثة، أن إيمحوتب مهندس زوسر كتب نصوص لوحة المجاعة طبقاً لما ورد فى كتب أرواح رع المحفوظة فى «بيت الحياة» الملحق بمعبد جحوتى فى الأشمونين، عندما أراد الحصول على معلومات عن منطقة الشلال الأول فى أسوان. حيث تحتفظ هذه الكتب بمعلومات جغرافية عن الأقاليم المصرية، كما تذكر إحدى البرديات التى تحدثت عن بحيرة قارون، وكذلك ذكرت القوائم الجغرافية التى ذُكرت فيما بعد تفصيلا فى المعابد المتأخرة.
وقد حُفظ فى مكتبات «بيت الحياة» برديات النصوص الدينية التى عرفها المصرى القديم بكتب الأرباب، فهى تخبر عن كيفية صون حياة الأرباب والملوك والبشر، وطبيعة الطقوس التى تقام فى المعابد وأناشيد الأعياد التى ترتل أمام الأرباب فى أعيادهم، كما تحكى عن حوليات الأرباب والأساطير التى نُسجت عنهم. فعندما أراد الملك رمسيس الرابع معرفة أسرار أوزيريس قام بدراسة ما كُتب عنه فى كتب «بيت الحياة». فقد ذكرت بردية سولت عن بعض الأساطير المتعلقة بأوزيريس والتى نُقشت لاحقاً كاملة فى معبد دندرة كأحد طقوس شهر كهيك، وكذلك الكتابات السحرية، وكذلك نصوص ترشد الكهنة عن كيفية اختيار الحيوانات المقدسة من بين جنسها.
فكان الـ«بر عنخ» فى مصر القديمة هو أول مدرسة لتعليم الكتابة، وأول جامعة لتعليم الطب والفلك والرياضيات، وأول أكاديمية لتعليم الفنون، وأول مكتبة للدارسين، فهو بحق «بيت الحياة».
ومع ذلك، كان الوصول إلى مكتبات اثنين فقط من الكاهن والكاتب؟. وكانت من أشهر مكتبات الدولة القديمة فى مصر هى التى أسسها الملك شبسسكاف من الأسرة الرابعة فى الجيزة.
وكانت مكتبة الأشمونين لكتبة وكهنة جحوتى اعتباراً من الدولة الحديثة وحتى العصر المتأخر (1570- 715 ق.م). فقد كانت مكتبة معبد ومدرسة لتعليم الكتابة.
اخترع تحوت اللغة. كان هذا صحيحا، ليس فقط للغة المصريين، ولكن أيضا لجميع لغات الأمم الأخرى.
الخط والكلمة على أساس القوانين على القوانين، والقانون والنظام. تحوت هو بالتالى رب القوانين. هذا هو وظيفة أساسية من ذلك. إنه يشرع ويحكم الحياة فى المجتمع. لأنه يعلم المعارف السرية وينظم المسائل الطقوسية. الطقوس والكتب موجة من تأليفه. جميع المعارف التى يمكن العثور عليها فى طبيعتها.
وبالتالى تحوت يفوز قوة عظمى على الناس والأشياء. الذى يعرف كل الكلمات السحرية، يمكن التصرف بشكل مناسب فى أى حالة. وقال إنه يشارك مع الأطباء منحة دراسية له. سجدوا له باعتباره إله صاية. أسطورة عن شفاء للعين حورس تحوت يجعل «دكتور العين حورس.
* وزير الآثار