رحل المستشار رأفت يوسف، والد الإعلامي الساخر باسم يوسف، عن عالمنا، السبت، إثر إصابته في حادث سيارة.
ويعد أحد أبناء الهيئة القضائية، وتحديدا مجلس الدولة الذي شهد له غالبية قضاة المجلس بالتفاني في العمل وتقديس مهنته.
والمستشار رأفت يوسف، كان نائبًا لرئيس مجلس الدولة السابق، وخرج للمعاش قبل عدة سنوات بعد بلوغه السن القانوني وقتها وهو ٦٨ عاما، قبل الاستفادة من قرار الرئيس الأسبق حسني مبارك بمد سن المعاش للقضاة إلى ٧٠ عاما.
وتدرج المستشار رأفت في العمل بكل محاكم وادارات مجلس الدولة حتي وصل إلى درجة نائب رئيس المجلس وهو قاضيًا بمحكمة القضاء الاداري.
عدد من قضاة المجلس ممن زاملوه قالوا عنه إنه كان شخصية «مرحة وخفيفة الظل» لكنه كان محتفظًا بوقار القاضي محبا لعمله، الذي دأب على الاجتهاد فيه حتي اليوم الاخير له على المنصة قبل خروجه للمعاش.
وأضافوا أنه كان شخصًا اجتماعيًا من الدرجة الاولي ودود ويحب زملائه ولا يتهاون في آداء كل «الواجبات الإجتماعية».
كما أنه ومثل جميع القضاة من أبناء جيله لم يكن لديه أي انتماءات سياسية، بل كان يحرص على عدم الحديث في اية امور تتعلق بالسياسة محافظا على تقاليد وظيفته وطبيعتها التي تفرض ذلك على جميع القضاة.
والمستشار رأفت كان رئيسًا للدائرة اﻷولى بمحكمة القضاء اﻹداري قبل تقاعده، وصاحب أول حكم باستبعاد رجل اﻷعمال رامي لكح من انتخابات مجلس الشعب في 5 نوفمبر 2000 لازدواج جنسيته. كما أصدر أيضا برفقة دائرته عدة أحكام وصفها المتابعون للشأن القضائي بـ«الهامة»، حيث كان من بينها منع ترشح المتهربين من الخدمة العسكرية، وإلغاء قرارات وزارة الداخلية المتواصلة بمنع الزيارات عن بعض السجون شديدة الحراسة، كما تولى عضوية المجلس الخاص بمجلس الدولة سابقًا.
ولحق المستشار رأفت يوسف بزوجته السيدة نادية حمدي صالح التي توفيت في سبتمبر 2013، تلك الأم التي نعاها باسم يوسف في مقال نشره في جريدة «الجريدة» الكويتية.
وتحدث باسم يوسف في مقال رثاء لوالدته عن علاقته بها، وخوفها الدائم عليه، حتى قبل وفاتها بشكل مفاجئ خلال وجودها في الساحل الشمالي، وتحدث عن وصيتها ورغبتها في ألا يراها أحد إذا كبرت في العمر وعانت من أمراض الشيخوخة.
ومن المعروف أن الإعلامي الساخر باسم يوسف مقيم منذ فترة في الولايات المتحدة الأمريكية، وربما لن يحضر جنازة والده، حيث طالب في حسابه الصحفيين بعدم مضايقة أفراد أسرته أثناء الجنازة، والعزاء، ومراعاة الظرف الراهن.
وأكد الإعلامي الساخر باسم يوسف في وقت سابق، للإعلامي محمود سعد خلال مداخلة هاتفية بحلقة الأربعاء 13 مايو الجاري، أنه لا يضمن سلامته أو عدم إلقاء القبض عليه لو عاد إلى مصر، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أنه غير مطلوب رسميا للتحقيق معه في أي قضايا.
وفي سياق آخر، قدّم عدد من الشخصيات السياسية والفنية والإعلامية العزاء لباسم على حسابه بـ«تويتر»، وقال اللاعب المعتزل، محمد أبوتريكة: «البقاء لله ربنا يرحمه ويصبرك إن شاء الله»، وأضافت الإعلامية ليليان داوود: «البقية في حياتك، ربنا معكم لتحمل الألم».
توفي إلى رحمة الله والدي المستشار رأفت يوسف إثر حادث سيارة. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون
— Dr Bassem Youssef (@DrBassemYoussef) May 23، 2015