اتفق حضور الندوة التى عقدتها الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان، مساء أمس الأول، بعنوان «الجماعة بين التاريخ والدراما»، على أن مسلسل الجماعة الذى أذيع فى رمضان الماضى، قدم مغالطات تاريخية عن الإمام حسن البنا، وركز على أن الإخوان تبنوا العنف منذ الماضى، وحتى الآن، لكنه ساهم فى زيادة شعبية الإخوان، ودعا عدد من الحضور الجماعة إلى تقديم شكرها لوحيد حامد مؤلف المسلسل، فيما وزعت الكتلة البرلمانية للإخوان كتاباً عن «البنا» للرد على المسلسل.
قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسة والاستراتيجية، من الصعب أن يكون العمل الدرامى محايداً لأن من يصنعه شخص أو أشخاص لهم اتجاهاتهم الخاصة، ولكن يجب أن يتوفر فيهم شروط المهنية.
وأضاف أن «الجماعة» تحول إلى عمل هزيل، لأن محمد ياسين مخرج المسلسل تعود أن يخرج أعمالاً سينمائية، وكانت هذه أول مرة يخرج فيها عملاً تليفزيونياً، ونسى أن هذه الأعمال الدرامية تحتاج إلى معرفة وبحث، أكثر من الأفلام السينمائية.
وأكد عبدالمجيد، أن من الجوانب التى أغفلها العمل، عدم ذكر الواقع الاجتماعى الذى يعيش فيه الإخوان، زمن حسن البنا، والتركيز أكثر على الجماعة، مما جعلنا نشعر بأنهم فى جزيرة معزولة، مشيراً إلى أن المسلسل أغفل أحداثاً مهمة وضخَّم أحداثاً أخرى.
وقال النائب سعد الحسينى، عضو مكتب الإرشاد، إن مسلسل الجماعة جعل الإخوان مادة للحديث داخل البيوت وفى المنتديات على الإنترنت، وأصبح قطاع عريض من الشعب المصرى يريد أن يتعرف أكثر على الجماعة.
من جانبه أكد المخرج مصطفى الشال، أن الأعمال الدرامية التى تتناول السيرة الذاتية، يجب أن تركز على النقاط المضيئة فى حياة الشخصية التى تقدمها، وليس المساوئ، لأن هدف هذه الأعمال أن نقدم للشباب قدوة، مؤكداً أنه فى مسلسلى أمام الدعاة، وأم كلثوم، كان أمامه بعض السلبيات عن هذ الشخصيات، ولكن فضل تقديم النقاط المضيئة فى حياتهما.
وأكد السيناريست أحمد عطا، أن «الجماعة» عمل شديد الخصوصية، وليس عملاً فنياً فقط، مشيراً إلى أنه لم يحدث منذ 30 سنة أن رصدت مثل هذه الميزانيات لعمل درامى، وقد تميز فيه المخرج بتقديم صورة رائعة، وكان يعلم مع مؤلفه كيف يلعبون «الجيم».
وقال الدكتور كامل عبدالفتاح، الباحث فى التاريخ المعاصر، إن هدف المسلسل كان التركيز على فكرة أن الإخوان جماعة تتبنى العنف، منذ الماضى وحتى الآن من خلال التركيز على التنظيم الخاص، رغم أن المسلسل أغفل أن هذا التنظيم أنشئ فى الوقت الذى كان فيه حزب الوفد وحزب مصر الفتاة والحرس الحديدى للقصر، لديهم تنظيمات سرية، للقيام بأعمال ضد الاحتلال الإنجليزى، لكن وحيد حامد ركز على أن التنظيم الخاص كان يعمل من أجل حماية الجماعة.
وفى نهاية الندوة وزعت الكتلة البرلمانية، كتاباً عن حسن البنا، تحت اسم «قالوا عن الإمام البنا»، للرد على مسلسل الجماعة، ساهم فى إعداده جمعة أمين، نائب مرشد الإخوان، والدكتور فتحى لاشين، القيادى بالجماعة، والشيخ محمد عبدالله الخطيب، مسؤول قسم دعوة التربية بالإخوان، والدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد.