حين كانت ملكة النرويج (سونيا) في زيارة لمصر حضرت احتفالية مكتبة الإسكندرية بمؤوية الكاتب المسرحي النرويجي، هنريك أبسن، عام ٢٠٠٦، وذكرى افتتاح القناة، قالت عن الكاتب المسرحي النرويجي هنريك أبسن إنه انبهر بالحضارة المصرية والتاريخ المصري حينما حضر إلى القاهرة، ممثلا لملك النرويج في احتفالات افتتاح قناة السويس عام ١٨٦٩، والتقى الخديو إسماعيل وتأثر بالحضارة المصرية التي كانت محور غالبية أعماله الأدبية والمسرحية.
ولد «أبسن» في ٢٠ مارس ١٨٢٨، في مدينة سكيين بالنرويج، وهو من أعمدة المسرح النرويجي، وفي عام ١٨٤٤ أصبح صيدليًا مساعدًا في مدينة غريمستاد.
بدأت شهرته مع ثانى مسرحية له وهى «عربة المحارب»، وفي السنوات السبع التالية عمل كمدير في مدينة برجن لصالح المسرح النرويجى واشتغل بكتابة المقالات الصحفية واتصل بالمسرح القومى في برجن ثم كوبنهاجن،وحينما نشر مسرحيته الساخرة «ملهاة الحب» أثارت عاصفة من النقد، فأقام في ألمانيا، حيث كتب مسرحياته الواقعية الاجتماعية الشهيرة، التي صوّر فيها صراع الفرد مع المجتمع الذي يعيش فيه.
ومن أشهر مسرحياته الأخري «أعمدة المجتمع» و«بيت الدمية» و«الأدعياء» و«الأشباح» و«عدو الشعب» و«البطة البرية» و«السيدة من البحر».ويربط أبسن في أعماله الدرامية بين المسرح اليونانى القديم وبين مفهوم المسرح الحديث، بعد أن أدخل في أعماله الدرامية عناصر الصراع البشرى وأسلوب التحليل النفسى الدقيق لشخصياته الدرامية.
ويقول المؤلف المسرحي والكاتب الدرامي أن أبسن يمثل مرحلة مهمة في المسرح الأوروبي وكانت كتاباته تدشينا لمرحلة مسرحية جديدة ومغايرة وهو علي هذا قامة كبيرة في المسرح الأوروبي والذي نقله للمرحلة الواقعية ومسرحه اجتماعي بالدرجة الأولى.
وتمثل بيت الدمية درة أعماله وحين صدرت أقفلت الباب علي عصر كامل لم تكن أوروبا قد خطت فيه خطوة قوية في حقوق المرأة ولعل ممسرحه قد مثل إغواء للمسرحيين العرب والمصريين وبخاصة مسرحيته بيت الدمية لأننا مازلنا في سياق التأكيد علي وتعزيز حقوق المرأة كما كانت مسرحيته عدو الشعب مسرحية مهمة جدا.
ويمكن القول إن الهموم الإنسانية التي تناولها مسرح أبسن بما تتميز به من عمق وديمومة جعلت أعماله عابرة للزمان والمكان، شأنه في ذلك شأن أعمال وليم شكسبير، ففي مسرح أبسن نقف على مفاهيم النضال ضد الاضطهاد والتأكيد على حرية المرأة والصراعات النفسية للإنسان.
وقد احتفلت أكثر من دولة في العالم بمئوية رحيله حيث توفي وزي النهاردة» في ٢٣ مايو ١٩٠٦.