هنهرى فى إيه النهارده؟

رولا خرسا الجمعة 22-05-2015 21:24

هذه هي العبارة التي أصبحنا نسمعها يوميا، تحولت حياتنا إلى سلسلة من الهرى اليومى المستمر والمشكلة أن الكل يعتبر نفسه محتكرا للحقيقة.

من حمار المطار لسيدة المطار لتصريحات وزير العدل الخاص بأبناء الزبالين إلى تعيين المستشار أحمد الزند وزيرا للعدل..

مشكلة الشعب المصرى إنه أدمن الهرى، يستيقظ صباحا ويرى ما هو الحادث الرئيسى ويبدأ في الكلام عليه، ويدخل في مناقشات ويتشاجر فمن يحب الزند يدافع عنه كأنه من بقية عائلته أو أن الرئيس السيسى قد استشاره عند اختياره له، ومن لا يحبه يبحث في أرشيفه ويطل على القديم والجديد. وفى موضوع «سيدة المطار» عين الجميع أنفسهم قضاة وأصدروا أحكامهم منهم من رأى أنها متجاوزة وهؤلاء تجاوزوا أكثر منها لأنها إن كانت قد شتمت شتيمة أو اثنتين فهم شغلوا وصلة شتائم وردح ضدها باسم الدفاع عن الشرطى المهان.

ومنهم من قال على استحياء إن تصوير السيدة بدأ بعد ثلاث ساعات من بدء استجوابها في المطار، إذا من المؤكد أن هناك ما حدث قبل التصوير من ضغط ولد انفجارها بهذه الطريقة.

ولكن هؤلاء قالوا هذا على استحياء أما الشتامون فقد أفردوا صفحات وهذا أمر غاية في الغرابة وجدير بالتوقف أمامه، هل ا تهام الناس أثر موقف واحد ودون معرفة خلفياته أمر طبيعى؟ أم أن نشتم الناس حتى المخطئين أمر آخر طبيعى؟

والأهم هل نخشى من قول ما نعتقد أنه حق لأنه عكس التيار أمر طبيعى أيضاً؟ سؤال آخر، لماذا أصبح هناك مقدسات؟ بمعنى أننى والكل يعلم هذا أكن كل الاحترام لمؤسسة الشرطة ووزارة الداخلية ولكن هذا لا يعنى أنه إن حدث تجاوز فإنه يتوجب على الصمت لأنه لا يجوز الآن توجيه أي نقد للداخلية.. نحن نعيش حالة حرب ضد الإرهاب، هذا صحيح، ولكن لا يعنى إطلاقا أيضاً أن أي انتقاد للحكومة يعنى أنى ضد الدولة!! ومتآمرة وعميلة؟ الكل يتهم الكل بالعمالة أو بالجهل ومنطق من ليس منا فهو علينا عاد مرة أخرى ولكن هذه المرة بين أفراد نفس المجموعة الواحدة أو المعسكر الواحد.

زمان، مش زمان قوى، بعد ٢٥ يناير التي يطلق عليها محبوها مجيدة، كان الشعب منقسما إلى ثلاث فئات، فلول، ثوار، إسلاميين وتضم الأخيرة الإخوان والسلفيين، وانضم الثوار للإسلاميين رفاق الميدان، ثم انفصل جزء عنهم وبقى جزء بعد حكمهم ثم اختلف الإخوان مع السلفيين بعد 6/30.. ثم بدأ الفلول أنفسهم ينقسمون بعد أن وقفوا وقفة رجل واحد كما يقال خلف السيسى لإنقاذ البلد من الإخوان. هذا الانقسام انعكس على رجل الشارع العادى الذي تعود هذا فمثلا من كان ضد الرئيس الأسبق مبارك فعليه ترديد كلام الثوار أو ترديد الشائعات التي خرجت علينا بعد يناير.. والأهم أن الناس تردد كالببغاوات..

هذه الانقسامات خلقت حالة الهرى التي أتحدث عنها والتى أصبحت أشبه بالنكتة فالكل يسأل «حنهرى بإيه النهارده؟» ولكل الشعب أقول دماغنا صدعت كفاية هرى، كفاية غناء وتطبيل.. الله يرحمك يا بيرم يا تونسى كنت فعلا سابق زمانك عندما قلت: «يا أهل المغنى دماغنا وجعنا، دقيقة سكوت لله».. مصطلح هرى لم يكن على ما يبدو قد ظهر فليسمح لى أن أقول «يا أهل المغنى كفاية هرى.. دقيقة سكوت لله».