رجل الدين المثقف الواعي.. من هو؟!

وسيم السيسي الجمعة 22-05-2015 21:21

رجل الدين الجاهل يثير احتقارنا، ورجل الدين المتعصب يثير اشمئزازنا، أما رجل الدين المثقف الواعى فهو الجدير بحبنا واحترامنا «فولتير».

أتمنى أن يكون كل رجل دين في مصر من هذا النوع المثقف الواعى حتى يقول:

مصر تعانى انفجاراً سكانياً، ونحن نتزايد كل سنة بمليونين وأربعمائة ألف طفل جديد في حاجة إلى طعام ثم مدارس ثم مساكن، بالله عليكم كيف نستطيع إشباع هؤلاء جميعاً؟! تقولون.. إنهم قوة عمل! فما هذه الأعداد الرهيبة في البطالة إذن؟!

تقولون الدين! أقول لكم هذا الحديث النبوى الشريف: «اللهم إنى أعوذ بك من جهد البلاء! فلما سألوه: وما جهد البلاء يا رسول الله؟

قال: قلة المال وكثرة العيال».

فإذا قلتم: تناكحوا تناسلوا فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة!

أقول لكم ما قاله الفاروق عمر بن الخطاب في حد المؤلفة قلوبهم: كان هذا والإسلام قليل، أما الآن فالإسلام كثير.

إن الرسول، عليه الصلاة والسلام، يريد نوعية يباهى بها الأمم وليست كمية عددية لا قيمة لها.

يا بنى وطنى، لقد خلق الله الأوطان قبل الأديان، هو ذا عبدالمطلب يطلب وطنه «جماله» من أبرهة الحبشى، أما البيت «الكعبة» فله رب يحميه.

قال البابا تواضروس: وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، وقلتها يوماً: وطنى قبل توراتى.

هو ذا الرسول عليه الصلاة والسلام ينظر إلى وطنه «مكة» من بعيد ويخاطبها:

«إن الله يعلم أنك أحب البلدان إلى قلبى، ولولا أن أهلك أخرجونى منك، ما خرجت»، إنها مصر أيهاء الأحباء، هل تذكرون كلمات حافظ إبراهيم:

أنا إن قدر الإله مماتى

لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى

إنه المخطط الجهنمى الصهيوأمريكى الذي حدثتنا عنه كونداليزا رايس 2006، الفوضى الخلاقة، وهى في الحقيقة خلق الفوضى حتى تسقط الدول العربية ونصبح عبيداً أذلاء عند اليهود والأمريكان.

هل قرأتم مخطط بن جوريون؟! تدمير العراق وسوريا ومصر بالصراعات الدينية والطائفية، ضاعت العراق وسوريا وليبيا، وكان الدور على مصر بمخطط إضافى «لويس برنارد»، ألا وهو تقطيع الأوصال: سيناء، حلايب وشلاتين، ثم طعن القلب «الشرطة والجيش»! فتسقط الجائزة الكبرى «مصر».

إن قوة مصر ليست في ثرواتها أو قناتها، إنما قوة مصر في عناية الله أولاً، ومخزونها الحضارى ثانياً، هذا المخزون الحضارى تجسد في 33 مليون مصرى ومصرية خرجوا لأنهم تأكدوا أن مصر تضيع إلى الأبد منهم.

إن مصر التي تغلبت على الهكسوس وطردتهم، كما انتصرت على الفرنجة الصليبيين في موقعة حطين وهزمتهم، كما أوقفت موجات التتار في عين جالوت وكانت نهايتهم، هي مصر الآن التي تتصدى لأقذر مؤامرة صهيوأمريكية، وأدواتها القطرية التركية، وسوف تنتصر عليها بوحدة وتوحد شعبها الواعى العظيم.

لو كنت وزيراً للتربية والتعليم لقررت فوراً على طلبة الإعدادى والثانوى رائعة مصطفى لطفى المنفلوطى: في سبيل التاج، وملخصها: حرب البلقان، الصراع الدامى بين الأب الخائن، قائد الجيش، والابن الوطنى، وما هي إلا جولة أو جولتان بالسيوف حتى سقط الخائن الظالم، ونجا الوطنى المظلوم، فأشعل النيران تنبيهاً للجيش حتى يهب دفاعاً عن الوطن، ما أشبه حربنا في مصر اليوم بحرب البلقان.

waseem-elseesy@hotmail.com