.. ولماذا لا يلغى السيسى زيارته إلى ألمانيا؟

حمدي رزق الخميس 21-05-2015 22:00

رئيس البوندستاج (البرلمان الألمانى)، نوربرت لامرت، يتخيل أن مصر من جمهوريات الموز، رفض مقابلة الرئيس خلال زيارته المرتقبة إلى ألمانيا، سفير مصر فى ألمانيا محمد حجازى رد بما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية أدباً: «الجانب المصرى لم يطلب أو يتطلع إلى عقد لقاء الرئيس معه»!!

ولكن ما صرح به وزير الخارجية الألمانى «فرانك فالتر شتاينماير» تعليقاً على إحالة مرسى وإخوانه إلى فضيلة المفتى يعد تطاولاً فجاً على أحكام القضاء، وتدخلاً سافراً فى الشأن المصرى، قائلا: «بالنسبة لنا فى ألمانيا، فإن هذا الحكم شكل من أشكال العقاب الذى نرفضه رفضا باتا»، وهذا يتطلب رداً مناسبا على مستوى الرئاسة المصرية، أقلها تأجيل الزيارة حتى يستقيم المسؤولون الألمان، وأشدها إلغاء الزيارة التى طلبتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

عندما يرفض رئيس البرلمان الألمانى لقاء السيسى، ولا يرى أساسا لعقد محادثات مع الرئيس المصرى، وعندما يتفوه وزير خارجية ألمانيا بهذا اللغو، وعندما يدلس السفير الألمانى بالقاهرة «هانز يورج هابر» ويبرئ الإخوان من العنف، ويتغنى زيفاً بالصداقة المصرية- الألمانية، يجب أن تتخذ الدولة المصرية موقفا يحفظ شؤونها الداخلية من التدخلات الغربية، ويمنع عن القضاء المصرى الهبات الغربية الشريرة.

لا يعنينى تمسك «ميركل» بدعوتها للرئيس، وتطلع الرئيس الألمانى «يواخيم جاوك» للقاء السيسى، ومع احترامى الكامل لتقديرات السياسة الخارجية المصرية، إلا أن هذه الزيارة تحديداً يجب النظر إلى إتمامها فى ضوء ما صدر عن الجانب الألمانى دبلوماسياً وبرلمانياً، معلوم رئيس البرلمان ينتمى إلى الحزب المسيحى الديمقراطى الحاكم، حزب ميركل.

نَحِّ جانباً الحشد الإخوانى الذى يجرى الآن من كل العواصم الأوروبية للشوشرة على الزيارة، حتى العراة والشواذ تم تجميعهم وشراؤهم ليتظاهروا ضد الرئيس، اتكاءً على إحالة أوراق الرئيس الجاسوس إلى فضيلة المفتى (صور المتظاهرين العراة فضيحة للإخوان، الإخوان هيقلعوا ملط للسيسى).

الزيارة فرصة سانحة لإخوان التنظيم الدولى ليرسموا صورة زاعقة بالاضطهاد عن النظام المصرى ليصدّروها إلى العالم من «برلين»، هذه ليست زيارة بل مؤامرة، يجب إجهاض المؤامرة الإخوانية فى المهد، أجواء الزيارة فى ظل هذا الموقف الألمانى الرافض لأحكام القضاء يضع الرئيس فى موقف محاسبة ألمانية لا نقبلها على رئيس مصر.

لماذا يلبى الرئيس دعوة وجهت من المستشارة الألمانية فى ظرف مغاير؟، حسناً عندما تتهيأ الظروف المواتية للزيارة، وليس فى هذا جديد فى الأعراف الدولية، مثلا كان مقررا زيارة الرئيس الصينى إلى القاهرة وتأجلت فى وقت لاحق، لم تقم الدنيا، فليؤجل الرئيس الزيارة ولن تقوم الدنيا، الصداقة المصرية- الألمانية باقية طالما هم يطلبونها باحترام.

فقط نعلن بالتأجيل عن موقف مصرى رافض للموقف الألمانى، إذا كان الألمان تسامحوا مع جرائم النازية فليطلبوا منا التسامح مع الجرائم الإخوانية، يقول وزير الخارجية الألمانى: «أنتم تعرفون موقفنا وموقفى الشخصى من الإعدام، هذا لن يتغير، وهذا نرفضه بشكل قاطع».. وشعبيا وشخصيا نرفض الزيارة بشكل قاطع.. وفى الأخير الأمر للرئيس.

hamdy_rizk36@yahoo.com