فى الوقت الذى يرفض فيه الناقد على أبوشادى، رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولى للفيلم التسجيلى والقصير قبول أى فيلم إسرائيلى للمشاركة فى فعاليات المهرجان تظل قضية الاحتلال الإسرائيلى هى الحاضر الغائب بالمهرجان، حيث يشارك هذا العام فيلمان عربيان فى مسابقة الفيلم التسجيلى القصير، يناقش كلاهما فكرة الصراع العربى الإسرائيلى والحرب الغاشمة على غزة، الفيلم الأول، فلسطينى الجنسية، عنوانه «صمود» للمخرج فيليب رزق، والثانى أردنى الجنسية، عنوانه «حكاية حرب» للمخرجة بهية النمور.
يقول مجدى الشحرى المسؤول الإعلامى بالمهرجان: تراعى «لجنة اختيار الأفلام المشاركة بالمهرجان» البعد القومى للقضية الفلسطينية وبالتالى ترفض أفلام العدو المدعى بالباطل وتقبل الأفلام العربى التى تعرض الحقيقة، وفيلما «صمود» و«حكاية حرب» كلاهما تسجيليان أى يعرضان لقطات حقيقية ومشاهد حية بالصوت والصورة وهذا أكبر دليل على مصداقية صانعيها، وهناك اعتبارات فنية أخرى للحكم على مستوى كل فيلم لكن البعد القومى أيضا يكون بعين الاعتبار من أجل إنصاف الفلسطينيين، وفيلم «صمود» يتناول هؤلاء البشر الذين يثابرون ويصمدون فى وجه الاحتلال الإسرائيلى، فى ظل استمرار الممارسات المدروسة غير الشرعية على الأراضى الفلسطينية،
ويحكى لنا المخرج قصص القرويين الفلسطينيين الذين يحاولون البقاء بعناد وإخلاص للمبدأ، فى وجه عنف المستعمر والظلم وازدواجية الحكومة الإسرائيلية وتناقض المجتمع الدولى، ويتناول فيلم «حكاية حرب» قصصا إنسانية نسمعها من أصحابها الذين شهدوا حرب غزة بلحظاتها الصعبة وكفاح أهلها ضد الاحتلال البربرى. ويقدم الفيلم لحظات حساسة تجمع بين الأرشيف الحقيقى للحرب، وبين الدراما التى تشارك فى تجسيد هذا الواقع المؤلم.
يتنافس فى مسابقة الفيلم التسجيلى القصير بالمهرجان 15 فيلماً تسجيلياً قصيراً من مصر والأردن وفلسطين وإسبانيا وهولندا وكندا وإيطاليا والبرازيل وبولندا واليونان.