«الإخوان كاذبون.. يزعمون تعذيبهم فى السجون، رغم أننى شاهدتهم بنفسى يلعبون الكرة مع العساكر والمخبرين داخل السجن، وأحيانا يسبّون الضباط وأمناء الشرطة».. هكذا وصف الجهادى السابق شحتة أبوتريكة قيادات تنظيم الإخوان.
وكشف أبوتريكة لـ«المصرى اليوم»، فى أول حوار له، بعد خروجه من السجن الأسبوع الماضى- تفاصيل جديدة عن أوضاع الإخوان وإدارة قياداتهم العديد من المؤامرات والتفجيرات من داخل السجون، مؤكدا أن الإخوان لهم عنبرهم السياسى الخاص داخل سجن طرة، وأن عددا من شبابهم تحول إلى التكفير.
وقال: «بعض الضباط يخشون الإخوان، وقيادات التنظيم تدير كل شىء من داخل السجن، ونعرف أخبار التفجيرات قبل إذاعتها»، م.
وكشف أن جهاديين طلبوا منه تفجير مكتب الإرشاد مقابل 4 ملايين جنيه، أثناء حكم مرسى لإلصاق التهمة بجبهة الإنقاذ المدنية المعارضة.
وأكد شحتة أن ابن عمه اللاعب محمد أبوتريكة لم يتدخل لصالح الإفراج عنه، كما أشيع، ونفى ما يتردد عن تبرع أبوتريكة لأقربائه أو أبناء قريته، قائلا: «أبوتريكة بخيل جدا، ولا يتدخل لأحد سوى الإخوان، وهم فقط من ينعمون بخيراته».. معلومات خطيرة وتفاصيل مثيرة كشفها شحتة أبوتريكة فى نص الحوار التالى:
■ كيف دخلت السجن؟
- دخلت فى 17 أغسطس 2004، فى قضية جنائية، لكنهم وضعونى مع السياسيين، ثم أرسلونى لسجن الاستقبال، بعد أن نزفت دماء نتيجة إصابتى بالدوالى.
وفى سجن الاستقبال لم أجد جنائيين، كل المساجين سياسيون، وحولونى لمستشفى السجن، وجدت هناك الشيوخ فوزى السعيد، ومحمد عبدالمقصود، ونشأت أحمد، وسيد العربى، وكنت وقتها فى سجن استقبال طرة، ومكثت فى المستشفى نحو 6 أشهر، وفى العنبر نفسه داخل المستشفى، كان فوزى السعيد وقتها يسيطر على مستشفى السجن بالكامل.
بدأت عقوبتى، وكنت وقتها مريضا، فأعادونى لمستشفى استقبال طرة، وكان هناك مجموعة الشيخ أحمد يوسف، ثم الشيخ نبيل نعيم ومجموعته، وكان مسجونا معنا وقتها عبود وطارق الزمر وأسامة قاسم، وعباس شنن ونبيل أبوحمودة، وكان فى عنبر آخر معنا الناجون من النار، مجدى الصفتى، ومجموعته والشوقيون، وجلست مع مجموعة نبيل نعيم، وفى عام 2005 افتعل عبود الزمر بعض المشاكل، فنقل «الزمر» وبقيت مع نبيل نعيم حتى عام 2010.
■ إذن دخلت السجن جنائياً ثم أنضممت لتنظيم الجهاد؟
- فعلاً حدث ذلك كما حدث مع قيادات إسلامية كبيرة دخلت السجن كمتهم جنائى ثم صاار جهادياً فيما بعد، وفى هذه الفترة أطلقت لحيتى، وصُنفت كجهادى، نتيجة تأثير الشيوخ، أى شخص كان يختلط بهم يتأثر بهم، ويلتزم بما هم عليه، ويتعلم منهم، وذلك فى شهر واحد أو أقل، وفى 2010 حدثت مشاكل مع ضابط أمن الدولة المسؤول عنى، ونُقلت إلى سجن الاستقبال، وهناك أضربت عن الطعام، وقبل ثورة 25 يناير بعشرين يوما تم نقلى إلى سجن أبوزعبل، وكان الضباط هناك يشعرون بأننى خطر، فوضعونى فى منطقة بالسجن تسمى «التغريب».
■ من كان معك فى سجن أبوزعبل؟
- «التغريبة».. زنازين تحت الأرض، يوضع فيها أخطر مساجين فى مصر، وكنت مصنفا أنى من أخطر الناس، وعند حرق الأقسام فى 28 يناير 2011، كان معى فى سجن أبوزعبل وقتها رمزى موافى، القيادى بالقاعدة، وأحمد سلامة مبروك، القيادى الجهادى، وأبوالعلا عبدالله، ويسرى نوفل، وسمحوا لنا بتليفزيون تابعنا الأحداث من خلاله.
■ هل كان معك وقتها أحد من الإخوان؟
- فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، كان الإخوان لا يعتقلون، وإذا اعتقل أحد منهم فإن اعتقاله لا يزيد على الشهر أو الشهرين على أقصى تقدير، لم يتعرضوا للتعذيب، بل كانوا منزهين، وكنت أخرج مع عصام العريان ومحمد على بشر وحسن مالك إلى مستشفى قصرالعينى أسبوعيا، وكان من أطباء قصرالعينى أطباء إخوان يستقبلونهم، ويضعونهم فى عنابر مخصوصة مع زوجاتهم للخلوة الشرعية، وكان يحدث كل شىء فى القصر خلال عهد مبارك، والحراسة لم تكن تشدد مع الإخوان.
■ ما تفاصيل هروب الإخوان من السجن فى ثورة 25 يناير؟
- فى يوم 28 يناير، كانت الأقسام تحترق، وكانت الأخبار تعرف فى أبوزعبل، وكان ذلك فى يوم عرف فيما بعد بأنه جمعة الغضب، وفى تلك الليلة، كانت تحترق الأقسام ومجالس مدن مثل مجلس مدينة شبرا الخيمة، وسجن أبوزعبل معظم المساجين فيه من أهالى سيناء، خصوصا من لديه أحكام كبيرة كالمؤبد، كنت تشعر فى سجن أبوزعبل أنك فى ليبيا من اللغة البدوية، ووجدنا صباحا ضرب نار من خارج السجن على حراسة السجن، ثم بدأ الضباط يدافعون عن السجن لأن المساجين حصلوا على المفاتيح من المخبرين، ليخرجوا من عنابرهم وأخرجوا بعضهم بعضا، وكان ذلك فى التاسعة صباحا.
كنا فى التغريبة علينا 11 بابا لا يستطيع أحد أن يدخل لنا إلا بعد فتحها، وكان المساجين يحطمون الأبواب ليخرجوا بقية زملائهم، وفى حوالى الساعة الثالثة عصرا، وبدأ المساجين فى إحراق السجن، والشرطة فى إطفاء الحرائق، وفى الساعة الرابعة فتح المساجين ثقبًا فى جدار السجن، وبدأ المساجين يخرجون، كما أتى لودر من خارج السجن لينقب الجدار، وعلى الساعة الخامسة، لم تكن أى قوات أمن داخل السجن، وبدأ البدو فى الدخول، وكانوا ملثمين، يسلمون علينا ويهنئوننا لخروجنا من السجن، وجاءت عربات من سيناء لتحمل المساجين إلى هناك، وكان البدو يأخذون أهلهم، ويعرضون خدمات النقل لمن يريد من المسجونين الذهاب إلى الإسماعيلية أو مدن القناة، وكانوا شبابا ملثما بدويا من سيناء، كنت خائفا لم أكن أعرف ما حدث فى البلد، وأهالى المساجين دخلوا السجون للبحث عن أقاربهم.
■ من الذى قتل فى تلك الأحداث؟
- لم يقتل أحد من الشرطة، بل قتل عدد من المساجين، ولم تكن للشرطة يد فى ذلك، بل كان ثأرا بين المساجين بعضهم بعضا، يلتقون وجها لوجه، ويدخلون فى معركة حتى الموت، وذلك بالنسبة للجنائيين فقط، وهو أمر مشهور فى السجون بين الخصوم الجنائيين، كما قتل عدد من المسجونين من يظنون أنهم كانوا مرشدين للمباحث عليهم فى السجن، وكانت جثث كثيرة ملقاة، ونحن خارجون، وصل عددهم للعشرات، وتم وضعهم على الطريق.. وفى اليوم الثانى من كان يتعرف على قريب له كان يأخذه، والباقى دفن فى مقابر الصدقة بأبوزعبل، وخرجت وعدت لبيتى ومكثت أربعين يوما، ورغبت فى تسليم نفسى، واتصلت بمصلحة السجون، كان وقتها آخر المهلة التى حددتها وزارة الداخلية لتسليم المساجين لأنفسهم فى 13 مارس 2011.
ثم اجتمعنا، وكنا عشرين جهاديا، معظمهم من الناجين من النار، لنسلم أنفسنا لقضاء مدتنا فى السجن، وتوجهنا إلى منطقة طرة، ولم يوافق السجن على استقبالنا، حتى دخلنا سجن ليمان طرة،، جلسنا على باب ليمان طرة، وبعد اتصالات من الضباط أعادونا إلى سجن العقرب، وفى اليوم الذى سلمنا فيه أنفسنا، كان عبود الزمر وطارق الزمر خارجين من السجن بعد العفو عنهم، من المجلس العسكرى.
وكان سجن العقرب ينقسم لقسمين، قسم فيه الجهاد، وقسم فيه الجماعة الإسلامية، وكان من قيادات الجهاد محمد الظواهرى، ومرجان سالم وعبدالعزيز الجمل وسيد إمام، وكانت هناك خصومة بين الجهاد والجماعة الإسلامية، وكانت القيادات الجهادية المحبوسة رافضة للمبادرات، مثل مرجان سالم وأحمد سلامة مبروك، وكان معهم المسجونون السيناويون فى قضايا طابا ورفح وشرم الشيخ، تتلمذوا على يد محمد الظواهرى ومرجان سالم ومحمد نصر غزلان، المتهم فى قضية قسم كرداسة، وكان ذلك خطأ من الدولة التى وضعت مسجونى سيناء مع القيادات الجهادية، فهؤلاء السيناويون لا يعلمون شيئا، وتعلموا السلفية الجهادية والتكفير من تلك القيادات داخل السجون.
أما الجماعة الإسلامية، فترفض أن يجلس معها أحد من الخارج، سواء من الجهاد أو أى فصيل آخر غيرهم، فجلسنا مع الجهاديين، مثل محمد الظواهرى وخلية الزيتون، وقضية الأزهر، وكان معهم محمود دبوس، المتهم بالتخابر مع إيران، رغم أنه شيعى، والمجلس العسكرى كان يفرج عن الناس، ولم يكن يرسل أحد عنا شيئا، وخرج الظواهرى الذى كان محكوما عليه بإعدامين، وخرج محمد الإسلامبولى وعبدالعزيز الجمل وسيد إمام ومرجان سالم، وكان نبيل نعيم يقول ونحن فى السجن إذا خرج هؤلاء، فستحدث مصائب فى البلد وصدق.
وخرج نبيل نعيم وأحمد سليم كحك وأمل عبدالوهاب ومجدى إدريس وجماعة الوعد وفوزى السعيد بعفو من المجلس العسكرى، ولم يذكرنا أحد، ولم يتبق فى السجون غيرنا، أنا سلمت نفسى وكان يجب على الدولة أن تقدر ذلك، ولم يصدر لى عفو، وكان من يقف معى اللواء محمد نجيب، مدير مصلحة السجون فى ذلك الوقت لحالتى الصحية ونقلى المستمر إلى المستشفى لنقل صفائح دموية، وأنهى المجلس العسكرى العفو، ولم يتبق إلا 57 شخصا فقط لم يخرجوا من السياسيين على مستوى مصر، منهم غريب الشحات وشعبان هريدى وحسن خليفة ومجموعة الأربعة إعدامات من الجماعة الإسلامية.
■ وماذا بعد أن تولى محمد مرسى الحكم وإصداره قراراً بالعفو عنك مع آخرين؟
فى يوليو 2013 محمد مرسى أصبح رئيسا للجمهورية، وبدأ يتفق مع المجلس العسكرى على إفراجات العفو مع عبود الزمر ومحمد رفاعة الطهطاوى، ابن خالة محمد الظواهرى، وعاتبت الزمر لأنه لم يذكر اسمى، رغم أننا من منطقة واحدة هى ناهيا، فهؤلاء قوم لا يهتمون إلا بأنفسهم والفصائل التابعة لهم مثل الإخوان، وفى عهد مرسى جاء اسمى ضمن 26 شخصا، ضمن قرار العفو، ولم أكن قدمت طلب عفو، ولا أعلم من وضع اسمى، وأذكر أن اثنين فقط من الـ26 حصلوا على عفو رئاسى من مرسى، وألغى العفو، فعادا للسجن هما شحتة أبوتريكة، وحسين فايز، أما الباقى، فهرب داخل مصر وخارجها.
■ أليس محمد أبوتريكة من وضع اسمك؟
- لا.. ليس محمد أبوتريكة، وما أشيع عن توسطه لصدور قرار العفو عنى، غير صحيح، رغم أنه ابن عمى، لكنى للحق اتصلت بوالدبه وطلبت منها ضرورة تدخله للإفراج عنى، وأنا كنت أعلم أن محمد لا يتدخل لأحد، ولا صحة لما يتردد عن أنه يتبرع لأحد، فهو من أبخل الناس، وله أقرباء فى وضع سيئ، وما يتردد عن تبرعاته للفقراء كلام إعلام، وهو ليس بارا بأهله، وما يقال عن خيريته مجرد شائعات، فمحمد أبوتريكة لا يميل لأقاربه، بل يميل لتنظيم الإخوان فقط، وكل تبرعاته للإخوان فقط، فصدقات أبوتريكة وكل أعمال بره للإخوان، وليست لأقاربه على غير الشائع عنه، وليس له علاقة بواقعة الإفراج عنى.
■ .. وهل طلبت من الإخوان التدخل للإفراج عنك؟
- طلبت من عصام العريان وأنا داخل السجن أن يتدخل للإفراج عنى، وكنت أقول له أنتم فى الحكم حتى الآن، وكلمت أناسا من الأمن الوطنى.
■ من الذى كان معك فى الزنزانة؟
- محمد سعد عليوة، القيادى الإخوانى، وعصام حشيش، القيادى الإخوانى، وعندما صدر قرار العفو، قال لى اللواء محمد نجيب، مدير مصلحة السجون فى ذلك الوقت، إنه هو الذى وضعنى فى العفو، لأنك تحقن دوالى، وتكلف المصلحة 3 آلاف جنيه شهريا، ثم خرجت، وكان حكمى 10 سنوات، وبعد فترة وجدت الإعلام كله يتحدث عن خروجى، وحينما خرجت، أكثر من وقف معى نجيب ساويرس الذى يعد من أحسن الشخصيات وأفضل من محمد أبوتريكة والإخوان كلهم، وعندما علم المهندس نجيب من اللواء سفير نور، مساعد رئيس حزب الوفد، أنى أحتاج لعملية، قال إنه سيتحمل تكلفة العملية، وأرسل الأموال، لكن قُبض علىّ مرة أخرى.
■ هل لجأت لأحد آخر نتيجة ظروفك المالية والصحية؟
- لجأت إلى خيرت الشاطر، ونزفت دما فى مكتبه، وكنت أطلب منه أن يساهم فى عمليتى، لكن لم أجد استجابة من أحد، ولم يخرج من مكتبه، رغم أنى تقيأت دما، ونزفت، فنزلت، وركبت تاكسى لقصرالعينى.
■ كانت هناك واقعة لتفجير مبنى مكتب الإرشاد.. ما الذى حدث؟
- بعض القيادات الجهادية، أرادوا تفجير مكتب الإرشاد، وكنت أذهب إلى مكتب الإرشاد لحاجتى إلى العملية، وكنت أجلس مع محمود عزت، نائب المرشد.
فقالوا سنعطيك حقيبة بها متفجرات لتفجير مكتب الإرشاد، وقابلت محمد البلتاجى، أمام حديقة الطفل بمفرده، وكان الموعد الساعة السابعة، مساء، أخبرته أن أشخاصا عرضوا علىّ 4 ملايين لتفجير المكتب، أحصل على مليون الآن وثلاثة بعد التفجير.. وعندما فكرت فى الأمر وجدت أنها كانت مؤامرة لتفجير أزمة وإلصاق التهمة بجبهة الإنقاذ لتكون ذريعة لكى يجهز الإخوان على المعارضة آنذاك.
■ من الذى حرضك على ذلك؟
- بعض المنتسبين للسلفية الجهادية، ولا أريد ذكر أسمائهم تجنبا للمشاكل، المهم التقيت البلتاجى، وطلب منى التوجه للمخابرات العامة، ووافقت، وبعد اتصالات قال إنه سيبلغ المخابرات العامة ولكنه «طنش» بعدها ولا أدرى لماذا، وتصورت بعدها أن خيرت الشاطر سيقف معى بعد ابلاغى لهم بمخطط التفجير ورفضى له، لكنه لم يقف معى.
■ كيف تم إلغاء العفو عنك؟
- صدر قرار إلغاء العفو أثناء فترة حكم الرئيس السابق عدلى منصور، وكنت فى ذلك الوقت فى بلدى، وتم استدعائى لمكتب الأمن الوطنى، وقال لى الضابط لا نريدك، نحن نعلم أنك لا تفعل شيئا، فرئيس عفا عنك ورئيس، آخر ألغى العفو، وسنقدم لك المساعدة لأننا نعلم أنك مريض، ثم جاءت مدرعة، وحملتنى إلى مديرية أمن القليوبية، وجلست فى غرفة حجز بها إخوان نحو 40 يوما، حتى أتى عبدالله نجل مرسى، فى قضية المخدرات، فى تلك الليلة صرفونا إلى السجون، فذهبت إلى سجن القاهرة لأتم مدتى، وهناك ضممت فترة الاعتقال، ووافق النائب العام على ضم المدة، وكان المفروض أن أخرج 29 سبتمبر 2014، لكن ذلك لم يحدث، وقالوا إنهم لم يجدوا قرار النائب العام، فمكثت فى السجن 7 شهور زيادة، ظلمت فيها رغم حصولى على قرارات، وسأرفع دعاوى قضائية على مصلحة السجون.
■ ولماذا دخلت السجن بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- قبض على يوم حلف اليمين للرئيس السيسى، ومصلحة السجون كانت تضع السياسى مع الجنائى، وبعد أسبوع تجد الجنائى تحول لسياسى والتحى وتصنف، فرغبوا فى فصل الجنائى عن السياسى، فكانوا يتعاملون مع السياسيين على أنهم جنائيون، حاصلون على أحكام جنائية، كالذى قتل ضابطا.
لكن المصلحة أعادت الفصل مرة أخرى لما وجدته من آثار سلبية على الجنائيين من السياسيين، ووضعوا السياسيين فى عنبر منفصل، وكذلك الجهاد والجماعة الإسلامية، لاختلاف التفكير وإلقاء الجهاديين والسلفيين اللوم على الإخوان، وأنهم سبب عودتهم للسجن، أما الإخوان، فهم حتى هذه اللحظة مغيبون ويعتقدون أن مرسى سيعود للحكم، أما المجموعات الجهادية، فكانت تهاجم الإخوان، وتقول: «أخذتونا رابعة، وأعدتونا للسجون».
■ من خلال رؤيتك.. كيف تتعامل الدولة مع شباب الإخوان؟
- يجب على مصلحة السجون وضع ضابط أمن دولة بالسجون، لأنه غير موجود حاليا خصوصا فى سجن القاهرة، وضابط أمن الدولة يستطيع التعامل مع جميع الفئات والجماعات وتقليل الآثار السلبية على عكس الضابط الجنائى، الذى ليست لديه خبرة فى هذا الأمر، لأن شباب الإخوان الذين اعتنقوا التكفير لو خرجوا سيكونون قنابل متفجرة، وعدد من شباب الإخوان يحتاج لمن يحتويه من الدولة، والقيادات ترفض ذلك، لكن الشباب يحتاج إلى من يأخذ بيديه ويحميه ويدله على الصواب، ويجب على الدولة أن تبعد القيادات عن شباب الإخوان لتأثيرهم السلبى عليهم، وأى قيادى يجلس مع الشباب يؤثر عليهم، فعضو مجلس شعب إخوانى من البحر الأحمر اعتدى على ضابط فى الليمان، فأحضروه لسجن القاهرة، وأراد التزعم، فأجلسوه فى حجز منفرد، وبدأوا تفريق الشباب عن بعض وتصنيفهم، ومن الإخوان من يدخنون السجائر، فوضعوهم فى عنابر مستقلة، وفصلوهم، والإخوان إذا أرادوا نقل مسجون ينقلونه وبعض الضباط يخشون الإخوان داخل السجون وهتافاتهم، وإذا حدثت مشكلة تجد جميع الإخوان فى موقف واحد، فإذا ضبط هاتف محمول مع والدة سجين فى الزيارة، ومن المفروض أن تعرض على النيابة، يقف جميع الإخوان حتى الإفراج عنها، وهناك فرق بين الإخوان التنظيمى والشباب غير الإخوانين الذين تورطوا معهم، غير التنظيمى يبعدونه عنه مهما كان، ولا يجلس معهم، «حتى لو كان عامل البدع فى الخارج»، وكل جلستهم فى السجن أن مرسى راجع، وستقوم ثورة فى البلد، والناس ستغضب على السيسى، و«هم عايشين هذا الوهم».
■ وهل يوجد تعذيب للمسجونين السياسيين؟
- لا يوجد تعذيب للسياسيين، كما أن أى مسجون معه أموال يعيش بماله، سواء كان سياسيا أو جنائيا.
■ وكيف حال الإخوان داخل السجون حاليا؟
- السياسيون القدامى يعرفون أن الإخوان كاذبون فى كل شىء، فالإخوان حاليا مع أنفسهم، فى عنبرهم السياسى لهم نظام خاص يتحكم فيهم قيادى إخوانى، وفى سجن القاهرة محمد الزناتى المسؤول عن مستشفى رابعة، المتحكم فى الإخوان، وبعض التكفيريين غيروا عقيدة عدد من شباب الإخوان إلى التكفير الصرف، وشباب الإخوان مغيبون، وعدد منهم تحول إلى التكفير.
والإخوان يديرون كل شىء من الداخل وعلى تواصل مع العناصر الخارجية، ويعرفون جيدا ما يحدث بالخارج، وكنا نعرف منهم التفجيرات قبل أن نعرف من التليفزيون، ومعظم ما يحدث فى الخارج من تركيا وقطر يعلمونه جيدا، كتواصل أحد مع الحكومة أو أنشطة أخرى، ويبلغونها لبعضهم، وأى خبر ضد الدولة أو تفجير يفرحون به، وكلما حدثت عملية أو قتل ضابط يكبرون يهللون ويسجدون شكراً، ثم يدّعون أن الدولة هى التى تفعل ذلك.
وفى مستشفى السجن بليمان طرة، لهم طبيب خاص، عينه السجن لهم، يفحصهم، ويكتب لهم الأدوية وكل الأمور الطبية والصحية المتعلقة بهم، هو طبيب مسجون، خصصته إدارة السجن للكشف على الإخوان، لأن الإخوان لا يحبون التعامل مع الأطباء الآخرين، فيكون الطبيب منهم، طبيبهم طبيب إخوانى مسجون، لأنهم يخافون من التعامل مع الأطباء الآخرين.
■ من أبرز الإخوان المرفهين بالسجن؟
- «عمر» نجل حسن مالك، كان جالسا فى غرفة كاملة جوار غرفة الإيراد، وغرفة الإيراد يوضع فيها من يأتى من الأقسام لمدة 11 يوما قبل أن يوزع على عنابر، كان قبل أن يدخل يضع هاتفه وجميع معلوماته مع عمر ليتصل بأهله، وكان عمر مالك يصرف من المال الكثير حتى إنه كان يوزع وجبات وملابس من الخارج على جميع الإخوان فقط، والإخوان يتواصلون مع الخارج بالتليفونات، سجن القاهرة من السجون التى يصعب دخول هاتف فيها، لكن غرف الإخوان لا تفتش، التفتيشات فقط على الجنائى أما السياسى فلا، يكون مع الإخوانى تليفون يفتشه المخبر ويتركه، الضباط لا يعرفون لأنهم لا يفتشون، الذى يتفش هو المخبر، الذى يحصل على مرتب أسبوعى يصل لألفى جنيه من الإخوانى الواحد، ما يجعله يتغاضى عن أى شىء، والضابط ليس له علاقة بشىء.
والمخبرون فى السجون مافيا، لكن الضباط نضاف، والمخبر من الممكن أن يكون له مرتب ألف جنيه يوميا من القيادات الإخوانية الكبيرة التى وجدتها فى السجن.
فمثلا الدكتور صلاح سلطان كنت أراه فى مستشفى ليمان طرة دون حراسة رغم أنه يجب أن ترافقه حراسة، و«يمشى عادى» وبعض العساكر يقبلون يده لحصولهم على أموال منه، فيعطون العسكرى مالاً.
■ لكن هناك ترويج بأن الإخوان عليهم تضييق فى السجون؟
- كلام غير صحيح، لا يوجد تضييق على الإخوان فى السجون، وأوضاع الإخوان جيدة جدا، ولا يوجد تعذيب، لم أر أحدا يعذب، بل إنى رأيت الإخوان يسبون الضباط والمخبرين، ولا يوجد ما يشيعون من حوادث اغتصاب أو أى مما يشاع نهائيا، ومن يقل ذلك فهو كاذب.
كافتيريا السجن تدخل لها سلع بنحو 10 آلاف جنيه يوميا يحصل عليها الإخوان بالكامل ولا يترك شىء للجنائيين، ويحيون حياة جيدة، والمساجين الجنائيون يرتدون بدلة السجن المكتوب عليها تحقيق، أما الإخوان فلا يرتدونها ويأتون بترنج يكتبون عليه تحقيق، رغم أنه ممنوع ولا يستطيع أحد أن يتحدث معهم، وهناك تفرقة بين الجنائى والسياسى، حتى إن الجنائى يقول «ياريتنى كنت إخوانى».
■ وهل هناك تكدس فى السجون؟
- العنبر الذى طوله 12 × 4 أمتار به 20 سجينا يفرشون بطاطين فى مساحة 90 سم عرضا على الأقل بطول الفرد، وكل الأفراد يستطيعون أن يناموا بصورة جيدة، ويلعبون رياضات ودورات كرة قدم وبينج بونج ويلعب معهم المخبرون، وينزهون أنفسهم داخل السجن، إضافة إلى التريضات وساعة للإنشاد وبرنامج يومى يتبعونه، ورسميا لهم ساعتان للتريض، واستطاعوا أن يجعلوا التريض اليوم كاملا عبر دفع بعض المال.
■ وماذا عما يعلنه الإخوان من إضرابات؟
- الإخوان لا يضربون إلا إذا كان لديهم طلب عند الإدارة فيضربون ابتزازا لإدارة السجن، ما يجعل مصلحة السجون تستجيب لهم، والإخوان يلعبون الكرة داخل السجون بل وينظمون دورات رياضية للترفيه.
■ وهل صحيح أن أهالى الإخوان ينتظرون ساعات ولا يرون ذويهم؟
- منظومة الزيارة معلومة جيدا، وتأتى بأسبقية الحضور، فمثلا 300 زيارة فى اليوم لا يمكن أن تكون فى وقت واحد فيجعلونها على أوقات متلاحقة على ثلاث مجموعات، ولا صحة لوقوف الزيارات 6 ساعات قبل الزيارة.
■ من من المجموعات السياسية فى السجن غير الإخوان؟
-6 إبريل وعلى رأسهم محمد عادل، وبعض أعضاء الحركة، و«عادل» موجود فى السجن فى غرفة منفردة، ويحصل على رعاية جيدة، ولا أعلم سببها لعل الضباط يخشون من 6 إبريل، ويجلس فى غرفة منفردة بها تليفزيون ومروحة.
جاءوا به حينما نقلوا أحمد ماهر، وعندما طلب محمد عادل، التليفزيون والصحف أصبحت تأتى له كل يوم، وكان «عادل» يتريض معى يوميا، وهو له اتصالات بالخارج وتتابعه الصحافة الأوروبية، وزيارته تكون بعد زيارة باقى المساجين من أعضاء 6 إبريل، وفى إحى الليالى 6 إبريل هتفوا: يسقط حكم العسكر، ما اضطر الضباط إلى إدخالهم إلى التأديب لمدة 3 أيام، وأعضاء 6 إبريل حوالى 3 أفراد.
■ وماذا عن المراجعات التى يقوم بها الإخوان داخل السجن؟
- عدد كبير من الإخوان قالوا أنهم طلبوا ضباط الأمن الوطنى ليتحدثوا لهم عن ضرورة وجود مراجعات بينهم، ووافق نحو ٧٠٠ منهم على إجراء المراجعات وتم نقلهم إلى عنابر منفصلة فكان الإخوان يصفونه بالخونة وما شابه ذلك، كما كان يحدث فى المراجعات القديمة، والحكومة وضعتهم فى عنبر منفصل ولبت لهم جميع طلباتهم، والمراجعات جاءت فى يومين ثم أغلقت، ومن يرغب فى المراجعة يرسل للضابط أنه يرغب فى المراجعات فينقله لينضم إلى من وافق على المراجعات.
وكان من المراجعات إقرارات توبة وأنهم تبرأوا من الإخوان ويؤيدون الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمقابل أنهم يعاملون معاملة جيدة ومميزات داخل السجن، وحينما أعلن الرئيس السيسى إخراج الشباب، الطلبة، كان الإخوان فرحين، وينتظرون العفو، الغريب أنهم ينتظرون العفو، مثل قضية فض اعتصام رابعة، مازالت فى القضاء، وعندهم أمل أن القضية لن تكتمل، فمنطقهم أنهم كما أنهم متهمون فى قتل ناس فإن الشرطة متهمة مثلهم فى قتل الناس فستنتهى القضية حتى لا تتهم الشرطة، ويفرحون كلما تأجلت القضية، ويعتقدون أنهم سيخرجون فى فترة الحبس الاحتياطى.
■ وماذا عن كوارد وقيادات الإخوان داخل السجن؟
- رأيت هناك هانى صلاح الدين، نفسيته سيئة، وبعد الحكم عليه بعشرين عاما سجنا، ساءت نفسيته، وهو يجلس وحده، كما رأيت إبراهيم الدراوى، الإعلامى الإخوانى، وقد أصبح بعيدا عن الإخوان، وهناك انشقاقات كبيرة بين الإخوان، فليسوا على قلب رجل واحد فى السجن فمنهم المراجعون ومنهم المنشقون، حتى إن الإخوان يسعون لنقل من ينشق عنهم إلى سجون أخرى، حتى لا يؤثروا على الشباب، وينظمون مظاهرات داخل السجن من أجل ذلك.
■ لماذا وضعوا فوزى السعيد فى عنبر الإخوان؟
- فوزى السعيد فى بداية حجزه كان فى مستشفى ليمان طرة، وكنت معه فى المستشفى، وفوزى السعيد نقل لعنبر رقم 1 إخوان، سألت فوزى السعيد: لماذا سجنت؟ قال: أنا لم أفعل شيئا، أنا أكتب كتابا عن أسماء الله الحسنى كتبت فيه حتى 19 اسما ولا أدرى لماذا سجنت، لكن فوزى السعيد سهل أن يؤثر على أى شخص، وصلاح سلطان فى السجن يضحك ويمرح ولا توجد معه مشاكل، ولا يبدو عليه الحزن على ولده، ويجلس معه يوميا، كما يجلس مع عدد من الجهاديين مثل عادل شحتو.
■ وهل عادل حبارة فى السجن نفسه؟
- حبارة فى السجن فيما يسمى «سكنى تأديب»، ويأخذ راحته ويحصل على ما يرغب فيه، والإخوان يخشونه، وكل ما يطلبه من إدارة السجن ينفذ، ولا أستبعد أن هناك حالة من الخوف من أتباع عادل حبارة فى الخارج.
■ من أشهر عناصر الإخوان فى سجن القاهرة؟
- محمد البلتاجى؛ فهو يحضر إلى السجن لتأدية امتحان لا أعلم هو ليسانس أو بكالوريس أو دبلومة فى تخصص معين، وفى ذلك اليوم، تضيّق إدارة السجن على المساجين، وكأن «البلتاجى» رئيس جمهورية، ويلغى المستشفى وتتأخر الزيارات، وربما تلغى؛ لأنه يؤدى امتحانه داخل السجن، ويلغى التريض للمساجين، ولا أحد يراه، وكان يأتى حسب مواده، لأن لجنة الامتحانات فى ليمان طرة، والإخوان يعرفون جيدا أخبار ما يحدث فى السجون الأخرى فى الجلسات ويلتقون فى قفص واحد وعبر التليفونات، وكل ما فى السجون يعرف، لا يمكن منع التليفونات والمخدرات والبرشام، لأن المسجون يستطيع إدخالها بمائة طريقة.
■ هل كان السجن يتسع لنزلائه؟
- سجناء جمصة كانوا يأتون إلينا مثل سجناء أحداث بورسعيد، يظلون يومين أو ثلاثة، ولكنهم يقولون إن الوضع فى جمصة أفضل وهناك تدقيق فى سجن القاهرة، ولدينا عدد من السجناء مثل السيد رفاعى، عضو الجماعة الإسلامية، الذى عين فى رئاسة الجمهورية، يجلس وحيدا بعيدا عن الإخوان، وهناك مجموعة الأزهر، والناجون من النار مثل يسرى نوفل، وآخرون مثل عادل شحتو، لكنه بعيد عن عادل حبارة، الذى يوجد فى التأديب، وعادل شحتو ما زال يسير ويتحدث بالتكفير كما هو دون تغيير.