لبيك اللهم ما لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. اللهم لك الحمد كالذي نقول و خير مما نقول,اللهم لك صلاتي و نسكي و محياي و مماتي, و إليك مآبي، اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني وتعلم سري وعلانيتي، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، دعاء من خضعت لك رقبته، وذل لك جسمه، ورغم لك أنفه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ابتهالات وأدعية كريمة وغيرها رفعها الحجاج بيد الضراعة الى الله فى يوم وقفة عرفة وخشعت قلوبهم وقلوب جميع المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها احتفلوا اليوم بهذا الموقف العظيم المقدس، وارتوت المشاعر بالدموع التي انسكبت بغزارة من الخاشعين، و لم تمنع الأمطار الحجاج من الحركة وسادت حالة من الزحام الشديد الشوارع والطرقات وتجمعت أعداد كبيرة من الحجيج حول جبل الرحمة اقتداء بسنة الرسول الكريم.
وحال الزحام الشديد دون وصول أعداد كبيرة من الحجاج إلي مسجد نمرة ليؤدوا صلاة الظهر قصرا خلف مفتي الديار السعودية الذي ألقي خطبة عرفات، ودعا فيها المسلمين إلي اتخاذ العبرة من هذا المشهد العظيم ليتوحدوا وينبذوا خلافاتهم ويقتدوا بهدي الرسول الكريم في التسامح والمحبة مع الجميع،وان يتوحدوا صفا متراصا في مواجهة الحملات التي تستهدف الإسلام وبلاد المسلمين .
فى الوقت ذاته رفعت السلطات السعودية حالة الاستعداد الى الدرجة القصوى لمواجهة بعد التنبؤات التى أعلنت عنها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية بأن سوء الأحوال الجوية فى المناطق الغربية بالمملكة والتى يقع فى نطاقها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة سيستمر لمدة 3 أيام وأن الفرصة لهبوط أمطار قد تكون متاحة خاصة فى المشاعر المقدسة .
وقررت إدارة الدفاع المدنى الاستعانة بسلاح الجو السعودى فى نقل الحالات التى تحتاج الى رعاية طبية خاصة خارج مستشفيات منى وعرفات الى مستشفيات الرياض وجدة بواسطة طائرات الهليكوبتر وC130 وسيتم الاستعانة بهذه الطائرات أيضا فى عمليات تمشيط منطقة المشاعر المقدسة خاصة فى المناطق الواقعة تحت المنحدرات والجبال وأوضحت الإدارة أنها قررت الاستعانة بعدد 100 ألف من رجال الإنقاذ للتدخل السريع.
ومن جانبها أعلنت البعثة المصرية الرسمية أن جميع الحجاج المصريين البالغ عددهم 72 ألف حاج بخير ولم يتم الإبلاغ عن أى حالة وفاة بين الحجاج المصريين بسبب الأمطار فيما وصل عدد حالات الوفاة الطبيعية الناتجة عن الأمراض المزمنة والوفاة الطبيعية الى 7 حالات، وتم المرضي منهم الذين تواجدوا بالمستشفيات السعودية إلي مشعر عرفات بسيارات إسعاف مجهزة ليوأدوا الركن الأهم والأعظم فى الحج ،فيما انتشر عدد من وعاظ وزارة الأوقاف بين تجمعات حجاج القرعة والجمعيات و أيضا الوعاظ الذين أحضرتهم شركات السياحة لحجاجها للرد على فتواهم وأسئلتهم .
وفى بعثة الحج السياحى أكد «أسامة العشري» وكيل أول وزارة السياحة المشرف علي بعثة الحج السياحي أنه أصدر تعليمات فورية لكافة مندوبي الشركات السياحية بوقف عمليات التصعيد لحين هدوء واستقرار الأحوال الجوية، موضحا أن غالبية الشركات بدأت متأخرة بعض الوقت غير أن جميع الحجاج وصلوا الى مشعر عرفات فى التوقيتات الشرعية للحج .
وأكد «العشرى» أنه لم تصل الى غرفة العمليات التابعة لبعثة الحج السياحى أى بلاغات عن وجود إصابات أو حالات وفاة بين حجاج بعثة السياحة موضحا أن أحدث متلاحقة كانت بدايتها انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير لذا فقد كان الشعور بالمسؤولية كبير تجاه جميع الحجاج خاصة بعد تغير الأحوال الجوية وسقوط الأمطار، موضحا أنه تم التنبيه على جميع اللجان الفرعية بالتواجد فى أماكنها وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى.
وقال اللواء دكتور «صلاح هاشم» مساعد وزير الداخلية رئيس الجهاز التنفيذى لعثة حج القرعة أنه أوقف تصعيد 40% من حجاج القرعة المصريين بعد زيادة ارتفاع هطول الأمطار وتحولها الى ما يشبه السيول فى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة موضحا أن غالبية المخيمات المصرية للبعثات الثلاث بعيدة عن مخرات السيول والمرتفعات والجبال والمنحدرات .