«الفرعون الكبير ما عاد فرعون صغير».. هذا ما قاله المعلق خالد الحدي، معلقًا على هدف آخر يحرزه المهاجم الشاب ستيفان الشعراوي لفريق ميلان الإيطالي، ليبرهن عن نفسه كواحد من أبرز المواهب الهجومية على مستوى الكرة الأوروبية والإيطالية على حد سواء.
في الواقع، فإن هذه الكلمة لم تأتي من فراغ، فاللاعب تمكن خلال الدور الأول من موسم «2012-2013»، من التألق بشدة مع النادي اللومباردي، حيث تمكن من إحراز 14 هدفًا في أول 17 جولة من الدوري الإيطالي، ليحتل صدارة هدافي الدوري الإيطالي وقتها على الرغم من صغر سنه، حيث كان يبلغ من العمر 20 عامًا فقط.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ففي موسم الانتقالات الشتوية لموسم 2012-2013، أعلن نادي ميلان عن تعاقده مع المهاجم الإيطالي المشاغب ماريو بالوتيللي، قادمًا من نادي مانشستر سيتي الإنجليزي مقابل 20 مليون يورو، لتبدأ الصحافة الإيطالية في التحدث عن التأثير الكبير الذي قد يطلقه الثنائي «بالوتيللي» و«الشعراوي»، إذا ما انسجما معًا على الخط الأمامي لنادي ميلان، الضائع بعد بيع زلاتان إبراهيموفتش إلى نادي باريس سان جيرمان، والمنتخب الإيطالي، الذي يحتاج لتكون خط هجومي شاب يشارك به في كأس العالم 2014 بالبرازيل.
ولكن ما حدث كان العكس، حيث أثر قدوم «بالوتيللي» بالسلب على مستوى «الشعراوي»، على الرغم من الصداقة التي تربطهما، حيث لم ينجح «الشعراوي» سوى في تسجيل هدفين طوال الدور الثاني بأكمله، لتبدأ الصحافة الإيطالية التحدث عن مدى قدرة «الشعراوي» في الانسجام واللعب مع رأس حربة، خاصة أنه كان قد أعلن من قبل أن سبب عدم تألقه مع ميلان في موسم 2011-2012، كانت بسبب تواجد زلاتان إبراهيموفيتش في الفريق، ما منعه من التألق لعدم حدوث انسجام بين كلا اللاعبين.
وعلى الرغم من أن «الشعراوي» قد بدأ موسم 2013-2014 بتسجيل هدف في مرمى نادي آيندهوفن الهولندي، في التصفيات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، ليساعد فريقه على التأهل لدور المجموعات، ولكن في 13 سبتمبر 2013 بدأت معاناة اللاعب مع الإصابات، حيث أعلن نادي ميلان عن غيابه لمدة 16 يومًا للإصابة.
بعد عودة اللاعب من الإصابة، أعلن ميلان معاناته مجددًا من مشكلة في مشط القدم، والتي من المتوقع أن تبعده لشهرين عن اللعب.
وبعد عودته من الإصابة، لم يمكث اللاعب سوى شهرين، قبل أن يتعرض لإصابة أخرى أبعدته لمدة أسبوعين عن الملاعب، ليعود للعب في آخر ديسمبر 2013، لكنه تعرض لإصابة أخرى أعلن نادي ميلان أنه سيغيب على إثرهل لمدة 4 أشهر، ليعود اللاعب في أواخر أبريل 2014، ويفشل في حجز مكانًا أساسيًا له بالتشكيلة فيما تبقى من الموسم.
وبدأ اللاعب موسم 2014-2015 بشكل جيد نسبيًا دون التعرض لإصابات، حيث شارك في 16 مباراة مع الفريق بكافة البطولات، ولكنه لم يسجل سوى هدفًا وحيدًا وصنع 3 أهداف آخريين، وبدا الانخفاض الواضح في مستوى اللاعب نتيجة كثرة الإصابات التي تعرض لها، كما بدا غير مؤثر مع ميلان «الضائع».
وعلى الرغم من المحاولات العديدة لاستعادة مستواه، كان القدر لا يزال يخبئ إصابة أخرى للاعب، ففي 24 يناير 2015، وأثناء مباراة ميلان مع لاتسيو في الجولة العشرين من الدوري الإيطالي، تعرض اللاعب لكسر في مشط القدم مرة أخرى، ليعلن ميلان عن غياب اللاعب لثلاثة أشهر أخرى أنهت موسم أخر له مع ميلان دون القيام بأي شئ يذكر، حيث شارك خلال أخر موسمين له في 25 مباراة، سجل خلالهم هدفين فقط وصنع 3 لزملائه.
هذا الانخفاض الكبير في مستواه أثر أيضًا على كفاءته وسعره في سوق الانتقالات، فبعد أن وصل سعر اللاعب في موسم 2012-2013 إلى 30 مليون يورو، أصبح سعره حاليًا لا يتجاوز الـ15 مليون.
ومع إعلان «الروسونيري» عن عودة اللاعب للمشاركة من جديد معهم في المباراة المقبلة أمام فريق ساسولو، الأحد، في الجولة الـ36 من الدوري الإيطالي، يأمل اللاعب خلال المشاركة رقم 100 له مع ميلان، في عودة مستواه من جديد في الموسم المقبل وابتعاد الإصابات عنه، من أجل قيادة الفريق للعودة للبطولات الأوروبية، بعد موسم ثاني مخيب للنادي اللومباردي، حيث يحتل المركز العاشر في الدوري، في إحدى أسوأ مراكزه في الدوري.
ويحتاج ميلان، الفائز بالدوري الإيطالي في 18 مناسبة وبطل أوروبا في 7 مناسبات، إلى الفوز بآخر 3 مباريات له في الدوري، من أجل الارتقاء قليلًا في جدول المسابقة، حيث يحتل المركز العاشر برصيد 46 نقطة، وهو يسعى للاعتماد على «الشعراوي»، 22 عامًا، لمساعدته على القيام بهذه المهمة.