«أبوك خااااين»!

محمد أمين السبت 16-05-2015 21:59

لم أفهم معنى التصريح، الذى أدلى به الأخ أسامة، ابن المعزول مرسى، عقب إحالة أوراق أبيه إلى فضيلة المفتى.. قال إنه سيكون هناك تصعيد.. يعنى إيه تصعيد؟.. ويعنى إيه تحريض؟.. ليه يعنى؟.. هو حضرتك فاكر إن أبوك بطل؟.. أبوك خاين يا ابنى.. تخابر ضد بلده.. باع وثائق الأمن القومى.. هرب من السجن، وحرض على اقتحام السجون.. بدل ما تنكسف على دمك، تُحرّض على الإرهاب، من جديد؟!

يا ابنى لازم تفهم، إن ثبوت الإدانة، فى حد ذاته، يستوجب العار.. عن نفسى، كنت أتمنى أن يحصل على براءة.. لا إحالة للمفتى، ولا إعدام شنقاً، ولا حتى سنة سجناً.. لا أتصور أن هناك من يخون وطنه.. لا أتصور أن هناك من يتخابر ضده.. لا أتصور من يحرض عليه.. أفضل له أن ينتحر.. أفضل له أن يطلق على رأسه الرصاص.. لو كان عنده دم.. المأساة أنه لا ينتحر، ولا يرى أن ما فعله خيانة بالمرة!

الإدانة فى حد ذاتها مصيبة.. سواء كانت بالإعدام، أو السجن سنة.. لا تغسلها أبداً مياه البحر.. لا يمكن أن يتطهر صاحبها مهما كان.. فهل مازلت تتكلم عن زعامة وبطولة وتحريض؟.. هل مازلت فخوراً بأبيك؟.. ألا ترى الخيانة خزياً وعاراً؟.. ألا ترى أنها تصيب أسرتكم حتى الجيل العاشر؟.. ألا تتوارى عن الأنظار والناس، وتختفى حتى تموت؟.. هل تعرف يعنى إيه معنى الخيانة؟.. يعنى إيه معنى الوطن؟!

قد يرتكب أى موطن جريمة، لكنه لا يخون أبداً.. قد يسرق وقد يفعل أى موبقات، لكنه لا يفجر وطنه، ولا يقتل جيشه.. أنتم فعلتم الخيانة والسرقة والتفجيرات والإرهاب.. حرقتم المنشآت وقتلتم الجنود، ومازلت تحرض على الإرهاب.. كيف تفهمون السياسة؟.. كيف تفهمون العمل العام؟.. من علمكم القتل والذبح؟.. من علمكم الخيانة؟.. إدانة أبيك فى جريمة الخيانة، لا يمكن أن يتطهر منها ولو كان بماء المحيط!

اسأل إخوانك فى حماس وقطر: إن كان أبوك مجرماً أم لا؟.. اسألهم كيف «ركبوه» وهو فى قصر الرئاسة؟.. اسألهم: كيف استعبطوه؟.. اسألهم: كيف نقلوا كل ما يخص الأمن القومى، بموافقة الخاين؟.. أنت لا تعرف شيئاً؟.. فقط تدفعك دوافع البنوة والأبوة لتدافع عنه.. لا تدرى أنت وأبوك، أن هناك عيوناً كانت ترصدكم.. ولا تدرى أنت وأبوك، أن مصر لا يمكن أن تستسلم، ليحكمها شوية عيال من أمثالكم (!)

فارق كبير بين جريمته فى قضية الاتحادية، والتخابر فى الاتحادية.. قضية الاتحادية مسألة أخف بكثير.. رغم أن القتل والتعذيب بالمشاركة أو التحريض، لا يسقط بالتقادم.. لكنه أهون من التخابر.. مبارك حظه أوفر من أبيك.. حكم 30 عاماً ولم يخُن.. لم يفرّط فى شبر من الأرض.. حارب كى يستعيد كل حبة رمل.. أبوك حكم عدة أشهر، فخرب وخان وباع.. ارتكب «الفواحش».. فهل مازال يستحق فخرك؟!

لا تفتح فمك يا أسامة، حين يرتدى أبوك «بدلة الإعدام».. تأكد أنه خاااين للوطن.. تأكد أنه لا يستحق فخرك، ولا دفاعك.. الخيانة عار.. لا يلطخ مرتكب الجريمة وحده.. إنما يلطخ الأسرة كلها، والعائلة التى جاء منها.. حتى سابع جد، وحتى عاشر حفيد.. ثبوت الإدانة عار.. أبوك ليس «حرامى الحلّة»!