من هنا نبدأ 1952.. ولم نبدأ حتى الآن!

وسيم السيسي الجمعة 15-05-2015 21:18

قالت لى طبيبة هندية «مسز بانارجى» تعيش في إنجلترا: إنى متألمة جداً.. طفلى الصغير سبع سنوات يرى أفلام الكاوبوى الأمريكية، فيهلل حين يقتل المستعمر الأبيض.. صاحب البلد الأصلى ألا وهو الهندى الأحمر!!

تأملت كلمات هذه الطبيبة، فوجدت أنه حالنا تماماً! نهلل لانتصار قوم موسى على جيش فرعون! انتصار الرمل على النهر، راعى الغنم على الفلاح، ثقافة الأنا على حضارة النحن الجمعى!

صحيح إذن ما قاله أفلاطون: يجب أن يكون الحكام فلاسفة، فالحاكم العادى يعالج أعراض المرض، والحاكم الفيلسوف يعالج أسباب المرض.

فلو أن وزراء التعليم والثقافة والمسؤولين عن الإعلام بحثوا عن الجذور، جذور عدم الولاء والانتماء عند الكثير من الشباب، لعرفوا أنها ثلاثة أسباب:

السبب الأول: هو غياب الولاء والانتماء من جانب الدولة لهؤلاء الشباب! لا تطلب من ابنى أن يحبنى، وأنا لا أوفر له حياة كريمة! صحيح أن الدولة الآن تحاول إصلاح ما أفسده الحكام من قبل، ولكن الوضوح، الشفافية، العدالة الاجتماعية القائمة على الكفاءة وليس الدين أو القرب من الطبقة الحاكمة أو القوة المالية أو الطبقة الاجتماعية، كان خطاب العرش في مصر القديمة من الملك لكبير الوزراء: اعلم أن احترام الناس لك لن يأتى إلا بإقامتك للعدل، ليكن نبراسك هو ماعت ربة العدالة.

السبب الثانى: هو جهلنا بما يضمره عدونا التاريخى ألا وهم اليهود! يقول فرويد، عالم النفس الشهير وهو يهودى للنخاع: عقدة اليهود الأزلية هي الحضارة المصرية القديمة، «موسى والتوحيد ص113».

هل علمنا أولادنا أن فرعون الخروج هو واحد من 561 ملكاً حكموا مصر، ودراسات حديثة من الداخل والخارج «د. نديم عبدالشافى السيار- قدماء المصريين أول الموحدين، دراسة من علماء لاهوت بريطانيين» تؤكد أن فرعون الخروج كان هكسوسياً!

هل لدينا شجاعة وزير التعليم الإسرائيلى الذي أمر بتدريس وجهة نظر عالم الآثار الإسرائيلى زائيف هرتزوج في جامعة تل أبيب حيث أعلن: اليهود لم يدخلوا مصر حتى يخرجوا منها!

يجب أن نعلم أولادنا أن التوراة نفسها تقول في سفر الخروج إنهم عبروا يم سوف، أي بحر البوص Reed Sea، وهى البحيرات المرة الآن، وعندما أطلقت تركيا أسماء البحار في القرن 18 «بحر أحمر، أبيض، أسود... إلخ» رفع المزورون حرف E فأصبحت Red Sea الذي يدعون أنه انشق وعبروه، علماً بأن البوص «البردى» لا ينمو في مياه البحر الأحمر المالحة، لذا كان موجوداً في البحيرات العذبة قبل فتح قناة السويس عليها، وقد نزلت لهذه البحيرات بنفسى، فلازالت الأرض طينية، ومهما حاولت أن تموت غرقاً فلا تستطيع!

أعيدوا كتابة التاريخ خالياً من الأكاذيب وادعاءات اليهود مثل نحن بناة الأهرام أو أن إخناتون هو النبى موسى عليه السلام!

لو عرف المسؤولون أن التقدم والازدهار لن يأتى إلا بحب الوطن، وحب الوطن لن يأتى إلا بالولاء والانتماء، والولاء والانتماء لن يأتى إلا بالإعجاب والافتخار بتاريخنا العظيم.. لكان لمصر شأن آخر.. لذا حين سألوا فرانسيس باكون: كيف تتقدم أوروبا؟! قال: أن يكون لها تاريخ! فأخذت التاريخ اليونانى الرومانى المبنى على التاريخ المصرى.

السبب الثالث والأخير: هو عدم الاستفادة من تجارب الدول الأخرى.. تجربة بولندا، مهاتير محمد في التعليم، تجربة سنغافورة في تنظيم الأسرة، تجربة إنجلترا في النظام الصحى، كتاب خالد محمد خالد 1952 من هنا نبدأ.. ولم نبدأ حتى الآن!!

تعريف الذكاء: القدرة على التعلم، الاستفادة من التجارب الماضية، القدرة على حل مشاكلنا اليومية، والسؤال للحكام: هل نحن حقاً أذكياء؟!

waseem-elseesy@hotmail.com